عربي ودولي

تركيا ترسم خارطة حضورها في مستقبل سوريا السياسي والعسكري والإقتصادي... الشرع صُدِّق!

Please Try Again
انضم الى اخبار القناة الثالثة والعشرون عبر خدمة واتساب...
اضغط هنا

ما إن سقط النظام السوري أدركت إسرائيل أن هذا السقوط يعني أيضا انهيارا لـ"محور الشر" ونظرية "طوق النار" الإيراني.لكن ما لم تكن مستعدة له هو احتمال أن تحل مكان هذا المحور قوة جديدة تملك مطامح وأهدافا لا تقل خطورة عما كان، وربما أكبر. والأمر يتعلق بتركيا القوية الطامحة إلى إعادة تشكيل الشرق العربي بشكل يضمن لها فيه موقع ريادة حتى في مواجهة إسرائيل.

وسرعان ما بدأت التحليلات في إسرائيل إلى ما بات ينظر إليه خطرا جديدا  كون تركيا أو نفوذها صارعلى خط الحدود، ومن تبلور محور"سني" بديل عن المحور الشيعي، ويقف في مواجهتها.

إلا أن الحضور التركي وتفاعله الإستراتيجي مع الداخل السوري انطلق منذ قيام الثورة السورية في آذار 2011، وتعززعبر احتضان تركيا للعديد من تيارات ورموز المعارضة السورية لنظام الأسد، وما وفرته من دعم سياسي وإعلامي ولوجستي حتى نجحت في تحرير عدة مناطق في الشمال السوري، وإعادة توطين ملايين السوريين من النازحين واللاجئين فيها، بعد مواجهات عسكرية مع قوات النظام السوري المدعومة إيرانيًا وروسيًا منذ العام 2015.

وفي 27 تشرين الثاني 2024، انطلقت ثلاث عمليات عسكرية ولوجستية لإسقاط نظام بشار الأسد في سوريا، وهذه العمليات الثلاث ما كان لها أن تنجح من دون الدعم اللوجستي التركي. وعليه يمكن القول إن تركيا كانت ولا تزال من أبرز المستفدين، إن لم تكن المستفيد الأكبر من سقوط نظام بشار الأسد لتعزيز حضورها السياسي في مستقبل سوريا، لأن تيارات المعارضة السياسية والعسكرية والمدنية التي قادت عمليات إسقاط الاسد، ترتبط بدرجة كبيرة بتركيا، عدا عن أن رموزها ودوائر حركتها كانت تتم عبر تركيا، أو بتنسيق مباشرأوغيرمباشرمعها، وهوما يوفر الفرصة لتركيا للبناء على هذه التيارات ومحاولة الاستثمار فيها خلال السنوات القادمة.

مصادر ملمة بالشأن التركي توضح لـ"المركزية" أن تركيا استطاعت أن تعزز مكانتها في سوريا انطلاقا من التحولات السياسية التي تحصل في المنطقة وذلك تحت عنوان ضمان وحدة سوريا ومحاربة الإرهاب. لكن إذا كانت تركيا حريصة على تعزيز حضورها ودورها الاستراتيجي في سوريا الجديدة، فالمدخل الأهم هو تعظيم المصالح المشتركة، من منظور أن أمن واستقرار سوريا من أمن واستقرار تركيا، والعكس كذلك. وهنا تلفت إلى كلام وزير الخارجية التركية هاكان فيدان الذي طالب فيه إيران بمواكبة التطورات والمتغيرات التي تحصل في المنطقة ومراجعة استخدام الأذرع في التدخل في الدول. وقد سبب هذا التصريح نوعاً من أزمة ديبلوماسية بين البلدين استوجبت استدعاء السفراء للتشاور.

وفي إشارة إلى الحضور العسكري التركي في إسقاط النظام السوري ودعمه للشعب السوري خلال الثورة ، تشير المصادر إلى الدور الذي لعبته الإستخبارات التركية بالتعاون مع جهاز الإستخبارات السورية في إفشال محاولة الإنقلاب التي قام بها فلول نظام الأسد في الساحل الشمالي والتي كشفت عن مخطط كبير يستهدف وحدة سوريا. "وقد رأينا تحرك الجيش السوري مدعوما بتحركات للجيش التركي الذي دخل بالعتاد الكامل الى الشمال السوري كما ساهم الطيران التركي بإغلاق الطريق على فريق قسد.

وتشدد المصادر على الدور الذي تلعبه تركيا اليوم في سوريا وتصفه "بالكبير والمتقدم" لتجاوز هذه المرحلة الحساسة التي إن نجحت سيُبنى عليها الكثير من الإيجابيات لمستقبل سوريا، وإن لم تنجح ستكون الأمور في غاية السوء. لكن كل المؤشرات تؤكد أن النجاح سيكتب لها على رغم بعض الصعوبات.

خارطة التدخل التركي  في مستقبل سوريا، بدأت تتوضح عبر بوابة إعادة بناء الأجهزة الأمنية والعسكرية، من ناحية، ومواجهة الحركات والتيارات الانفصالية وخاصة الكردية من ناحية ثانية، لأن التهديد لا يقتصر على سوريا إنما يشمل وحدة تركيا. وفي الإقتصاد تسعى تركيا إلى تعزيز حضورها لا سيما في عمليات إعادة الإعمار، وهو ما بدأت مؤشراته تظهر منذ اليوم الأول في مرحلة ما بعد الأسد، حيث كانت المؤسسات والشركات الخدماتية التركية حاضرة وبشكل فاعل سواء في توفير السلع الاستهلاكية، وكل ما يرتبط .بمعيشة الناس وحياتهم اليومية

وفي ما يتعلق بالإتفاق الذي حصل بين الرئيس السوري أحمد الشرع وبين قسد وقضى بإدخاله إلى مؤسسات الدولة ، فهو ما كان ليحصل لولا الدعم التركي الكبير والشراكة بين الجانبين الأميركي والتركي. وعلى الرغم من تصنيف الولايات المتحدة على أنها حليف استراتيجي لتركيا بحكم عضوية الدولتين في حلف الناتو، وبحكم وجود عدد من القواعد العسكرية الأميركية على الأراضي التركية، إلا أن هناك تناقضا كبيرا في العديد من الملفات والسياسات بين نظام أردوغان والإدارات الأميركية المتعاقبة منذ العام 2002 وحتى الآن، بدءاً من توجيه الاتهام رسميًا خلف محاولة الانقلاب الفاشلة في تركيا عام 2016، وصولا إلى  توصيف الإبادة  الأرمنية بالجماعية في نيسان 2021.

ويبقى السؤال كيف سيتعامل قادة سوريا الجدد مع هذا النفوذ مع مرور الوقت. فعلى الرغم من أن دمشق ليست خاضعة لتركيا، إلا أنها ستستمع إلى نصائح أنقرة - ولا سيما إذا كانت مصحوبة بحوافز مثل توفير الكهرباء من الشبكة التركية أو الضغط على واشنطن والاتحاد الأوروبي لإلغاء العقوبات المفروضة على دمشق.

وتدرك القيادة الجديدة أن إذا لم تبدأ عملية إعادة الإعمار بصورة عاجلة، وإذا أخفقت في توفير الخدمات الأساسية في المستقبل القريب، فإنها ستواجه معارضة من العناصر المتشددة في الداخل، بما فيها "تنظيم القاعدة" وتنظيم "الدولة الإسلامية". وعليه، سيتجاوب الشرع مع نصيحة أنقرة إذا ما اقترنت بدعم دولي وأموال لإعادة الإعمار.

انضم إلى قناتنا الإخبارية على واتساب

تابع آخر الأخبار والمستجدات العاجلة مباشرة عبر قناتنا الإخبارية على واتساب. كن أول من يعرف الأحداث المهمة.

انضم الآن
شاركنا رأيك في التعليقات
تابعونا على وسائل التواصل
Twitter Youtube WhatsApp Google News
انضم الى اخبار القناة الثالثة والعشرون عبر قناة اليوتيوب ...
اضغط هنا