حجّة ما بتقلي عجّة

في كل الدورات الإنتخابية، من العام 1998 إلى العام 2016 كان التيار الأزرق يشارك بفعالية ويرعى لائحة جامعة الحلفاء والخصوم في بيروت، أولاد العيل والأحزاب، ويختار رئيسها. فـ “شو عدا ما بدا” لتظهير الإكتشاف الجديد ألا وهو الطابع (الحصري) “العائلي الإنمائي” للإنتخابات البلدية؟ وهل من عائلة في لبنان من أقصى عكار إلى آخر قرية في الجنوب غير مصطفة في خيار سياسي؟

كتب عمر موراني لـ”هنا لبنان”:

قبل شهرين، خطف الشيخ سعد رجله إلى لبنان للمشاركة في إحياء الذكرى العشرين لاستشهاد والده رفيق الحريري ورفاقه الأبطال. أطلق من أمام الضريح جملة مواقف في كلمة كانت الأولى له بعد تعليق نشاطه السياسي في العام 2022 ومما قاله يومها “هذا التيار، تيار المستقبل.. باقٍ هنا وباقٍ معكم، وسيكون صوتكم في كل الاستحقاقات الوطنية وفي كل المحطات المقبلة”، وفُهم أنّ تشحيم الماكينات الإنتخابية وتزييتها بدأ لأول الإستحقاقات: الإنتخابات البلدية.
إلى أن صدر فرمان وجّه فيه الحريري “بألّا يتدخل في هذه الانتخابات في كل البلدات والمدن اللبنانية، (لا ترشيحاً ولا تأييداً) حفاظاً على الطابع العائلي والإنمائي لهذه الانتخابات، واحتراماً لواقع أنّ لكل بلدة ومدينة شؤونها الإنمائية المحلية الخاصة. هذا القرار يشمل العاصمة بيروت”.
وكانت فرصة للتصويب على تضارب الصلاحيات بين المحافظ والمجلس البلدي وانتقاد الإصطفافات داخل المجلس البلدي…” هل هذه الإشكالية وليدة المجلس الأخير أو عمرها من عمر لبنان كألبان وأجبان خوري؟
“حجة ما بتقلي عجّة”، كما تقول العامة.
لو كان هذا هو السبب الحقيقي والفعلي لإحجام تيار المستقبل عن المشاركة في هذا الإستحقاق لوجب على الرئيس الحريري إعلان الأمر بنفسه يوم زار الوطن كسائح يعشق جمع الصور، لا ترك كوادر تيّاره في حالة إرباك من سعادة الأمين العام إلى كل مسؤولي المناطق.
في كل الدورات الإنتخابية، من العام 1998 إلى العام 2016 كان التيار الأزرق يشارك بفعالية ويرعى لائحة جامعة الحلفاء والخصوم في بيروت، أولاد العيل والأحزاب، ويختار رئيسها. فـ “شو عدا ما بدا” لتظهير الإكتشاف الجديد ألا وهو الطابع (الحصري) “العائلي الإنمائي” للإنتخابات البلدية؟ وهل من عائلة في لبنان من أقصى عكار إلى آخر قرية في الجنوب غير مصطفة في خيار سياسي؟ إلّا إذا كان الأخوة في عيلة عيتاني مختلفين في تركيبتهم عن أولاد بيت سكاف أو آل الخازن الكرام. وهل يمكن القول أنّ الثنائي الشيعي القح يتفرج في الجنوب على ائتلاف العوائل ويترك الأمور على غاربها؟
في أي حال، الحريري سيّد قراره وقرار تياره المطلق، وهو الأدرى بظروفه وكيفية التملّص من وعود أطلقها وسط عاصفة حب.
قبيل 14 شباط 2026 سيعود الشيخ سعد إلى بيروت، ويتكرر المشهد وسيرد على تساؤلات الناس والقادة والحيارى عن موضوع المشاركة في الإنتخابات التشريعية، أو سيقاطع، كتيار، ترشيحاً واقتراعا، والجواب سيكون على شاكلة كل شي بوقتو الحلو… يا حلو.