هذا ما تريده تركيا من لبنان.. تقريرٌ مهم

نشر موقع "arabnews" تقريراً جديداً قال فيه إنَّ "ما يحدث في لبنان يهمّ تركيا".

وفي التقرير، قال الموقع إنَّه "مع انهيار نظام الرئيس السوري بشار الأسد في سوريا، دخلت علاقات تركيا مع جيران سوريا، مثل لبنان والأردن والعراق، مرحلة جديدة، وفي لبنان الأسبوع الماضي، كانت تركيا ومكانتها في المنطقة محور نقاشات هامة".

وتابع: "تقع سوريا بين تركيا ولبنان، وكلاهما يتأثران بشكل كبير بالديناميكيات السياسية والأمنية الناشئة عن الجمهورية العربية السورية. يُعدّ مسار سوريا نحو الاستقرار القضية الأهم التي توحد المصالح التركية واللبنانية، وقد ضمّت تركيا لبنان مؤخراً إلى التحالف الأمني الإقليمي الذي تقوده إلى جانب جيران سوريا الآخرين، بما في ذلك الأردن والعراق. ورغم أن لبنان دولة صغيرة وليست دائماً محوراً رئيسياً في أجندة السياسة الخارجية التركية، إلا أن تركيا حريصة على ترك بصمة مؤثرة في البلاد، ويبدو أنها مستعدة لتعميق علاقاتها مع الحكومة الجديدة في بيروت".

وأردف: "تركيا ليست جديدة على لبنان، فقد لعبت دوراً هاماً في التوسط لوقف إطلاق النار في الحرب الإسرائيلية اللبنانية عام 2006. ومنذ ذلك الحين، شاركت القوات التركية في قوة الأمم المتحدة المؤقتة في لبنان، المُنشأة بموجب قرار مجلس الأمن رقم 1701، مُساهمةً بفعالية في مهمة حفظ السلام والمراقبة".

وقال: "يُجدد البرلمان التركي تفويض وجود القوات التركية في لبنان سنوياً، فيما لعبت تركيا دوراً فاعلاً في حل الأزمة الرئاسية اللبنانية عامي 2007 و2008، وانتهت الأزمة بتوقيع الفصائل اللبنانية اتفاقًا في الدوحة عام 2008. كذلك، فقد ساهم انخراط تركيا الدبلوماسي في هذا الاتفاق، وتشكيل حكومة وحدة وطنية في لبنان، في تعزيز صورة تركيا الإيجابية في البلاد".

وأضاف: "كذلك، قدمت تركيا الدعم المالي للمحكمة الخاصة بلبنان، التي أنشئت بموجب قرار مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة رقم 1757، للتحقيق في اغتيال رئيس الحكومة الأسبق الشهيد رفيق رفيق الحريري عام 2005. وفي عام 2010، أدرجت تركيا لبنان في مبادرتها لإنشاء منطقة تجارة حرة مع سوريا والأردن، واقترحت منطقة سفر بدون تأشيرة. لكن هذه الخطط تعطلت مع اندلاع الحرب الأهلية السورية عام 2011. ورغم أن سياسة تركيا تجاه لبنان لا تحظى بالأولوية الكافية، ولا توجد استراتيجية متسقة طويلة المدى، إلا أن تركيا، منذ سقوط الأسد وضعف وكلاء إيران، تعيد تقييم سياستها تجاه جيران سوريا، بما في ذلك لبنان".

وفقاً للدكتورة توبا يلديز، الخبيرة في العلاقات التركية اللبنانية، لا تتبع تركيا نهجاً في السياسة الخارجية مُصمماً خصيصاً للبنان، وأضافت: "القضية الأهم بالنسبة لتركيا هي علاقة لبنان بالقيادة السورية الجديدة وتآكل النفوذ الإيراني في لبنان".

ويلفت التقرير إلى أن ما يبدو هو أنَّ النهج التركي الجديد تجاه لبنان يرتكز على ركائز أساسية منها تعميق التجارة الثنائية وتعزيز العلاقات بين بيروت ودمشق.

وذكر التقرير أن السياسيين اللبنانيين يعلقون آمالاً كبيرة على علاقاتهم مع تركيا، إذ يرون أهمية علاقات بلادهم مع أنقرة، لا سيما في ظل الدور التركي المتنامي في سوريا، وقد عبّر عن هذا الشعور الرئيس نجيب ميقاتي حين قال في وقتٍ سابق: "مرّ لبنان بأزمة حادة، لكننا تعلمنا أن ثقتنا بالله، وبأصدقائنا، وخاصة تركيا، هي مصدر قوتنا".

وأكمل التقرير: "يتشارك لبنان وسوريا أكثر من مجرد حدود، فمستقبلهما السياسي والأمني متشابكان بشدة، وتُشير الزيارة الأخيرة لرئيس الوزراء اللبناني نواف سلام إلى دمشق إلى نقطة تحول محتملة. وبالنسبة لتركيا، تُعدّ هذه الزيارة تطوراً إيجابيًا، إذ تُعزز التعاون المشرقي الضروري ليس فقط لاستقرار سوريا، بل أيضًا لاستقرار لبنان".

وقال: "نظراً لضعفه الحالي، ليس لبنان في وضع يسمح له بمواجهة إسرائيل مباشرةً، فهو يحتاج إلى ضمانات أمنية من القوى الإقليمية، بما فيها تركيا. لا ترغب دول المنطقة في امتداد الحرب إلى لبنان، ومن خلال تعزيز التعاون العسكري معه، يمكنها المساعدة في ضمان الأمن والاستقرار في البلاد".

وتابع: "من الناحية الجيوستراتيجية، يتمتع لبنان بأهمية اقتصادية لتركيا تتجاوز قربه من سوريا. لبنان طرف فاعل في شرق البحر الأبيض المتوسط، حيث لتركيا مصالح جوهرية. في السنوات القليلة الماضية، وجدت تركيا نفسها مستبعدة من المعادلة التي شكلتها الدول العربية والأوروبية هناك. لذلك، تبحث أنقرة عن شركاء جدد لتعزيز مكانتها في شرق البحر الأبيض المتوسط، وقد يكون لبنان أحد هؤلاء الشركاء".

وختم: "لبنان بلدٌ يحتاج إلى دعمٍ إقليميٍّ قويٍّ، من تركيا والدول العربية على حدٍّ سواء. ورغم تحدياته الداخلية وهشاشته الأمنية، فإن استقراره بالغ الأهمية، ليس فقط لسوريا، بل للمنطقة أجمع".