عربي ودولي

أثارت جدلاً واسعاً.. ما دلالات زيارة البارجة الأمريكية إلى شمال أفريقيا؟

Please Try Again
انضم الى اخبار القناة الثالثة والعشرون عبر خدمة واتساب...
اضغط هنا

حملت زيارة وصفت بـ"التاريخية" للسفينة التابعة للأسطول السادس الأمريكي "يو إس إس ماونت ويتني" إلى شرق وغرب  وليبيا قادمة من الجارة تونس، دلالات دبلوماسية وعسكرية.

وعلى متن بارجة حربية أمريكية أثارت ذكريات الليبيين مع الأسطول السادس الذي ترك بصمة عسكرية خلال عامي 1986 و2011، في وجدانهم، اجتمع كبار القيادات السياسية والعسكرية في طرابلس مساء الأحد مع وفد أمريكي عندما وصل العاصمة على متن السفينة "يو إس إس ماونت ويتني".

 واجتمع الوفد أيضًا بمسؤولين عسكريين من "القيادة العامة" في بنغازي، الاثنين، بحسب بيان نشرته صفحة السفارة الأمريكية على "فيسبوك".

وضم الوفد الأمريكي قائد الأسطول السادس للبحرية الأمريكية، نائب الأدميرال جيه. تي. أندرسون، والمبعوث الخاص للولايات المتحدة إلى ليبيا السفير ريتشارد نورلاند، والقائم بالأعمال جيرمي برنت.

وناقش الجانبان "سبل تعزيز التعاون العسكري بين الولايات المتحدة وليبيا، ودعم الولايات المتحدة للجهود الليبية الرامية إلى توحيد المؤسسة العسكرية".

وأفادت مصادر عسكرية ليبية "إرم نيوز" بأن البارجة الحربية تأتي تحسبًا لإطلاق تمرين "الأسد الأفريقي" المقرر في تونس بين الـ22 والـ30 من أبريل/ نيسان الجاري، وستشارك فيه رئاستا الأركان العامة في طرابلس وبنغازي.

وتسعى واشنطن لتحفيز الجانبين على التعاون وتأسيس نواة عسكرية مشتركة بين الشرق والغرب لحماية الحدود تحت مسمى لجنة 3+3.  

وردًّا على انتقادات ليبيين لرسو السفينة، وصف المبعوث الأمريكي الخاص إلى ليبيا، ريتشارد نورلاند، الزيارة بأنها "حدث تاريخي"، ولفت في تصريح له من على متن البارجة، إلى أنها "تعكس التزام واشنطن بتسخير أدواتها الدبلوماسية والعسكرية لتحقيق الاستقرار في ليبيا".

أما نائب الأدميرال جي تي أندرسون، قائد الأسطول السادس، فأكد أن "وجود البارجة يهدف إلى دعم الأمن في البحر المتوسط والدول المجاورة".

وقد تباينت آراء المراقبين حول تحولات تعامل واشنطن مع الملفات المغاربية والليبية تحديدًا تحت مظلة إدارة دونالد ترامب.

تغيير قواعد اللعب
وفي هذا السياق، يعتقد الأكاديمي والباحث السياسي مهند حافظ أوغلو، "بوجود تغيير في قواعد اللعب في شمال أفريقيا عمومًا، ومن خلفها القارة السمراء، فهناك ارتباط تام ما بين المنطقتين، وبناء عليه كان سابقًا أن يكون نفوذ الولايات المتحدة الأمريكية مع الدول الغربية، أكثر من نفوذ روسيا بشكل أساس".

أما الآن، فيقول أوغلو لـ"إرم نيوز" إنه بعد مجيء ترامب وبعد الاتفاقات المبدئية ما بين موسكو وواشنطن لحل الملف الأوكراني بشكل مباشر، كان لا بدَّ من حدوث تغيير.

وحسب أوغلو، تغيرت الأوضاع من هيمنة كانت كاملة تقريبًا لأمريكا، إذ تشارك موسكو الولايات المتحدة الأمريكية من بوابة شمال أفريقيا بشكل أساس، ومن خلفها كذلك الدول الأفريقية، حتى تكون هذه المرحلة في هذه المنطقة    الجيوسياسية نقطة انطلاق لتفاهمات متعددة.

وحول دور دول الشرق الأوسط في التفاهمات الأولية ما بين الرئيسين فلاديمير بوتين ودونالد ترامب، يرى الباحث التركي أن الشرق الأوسط غير مستقر نسبيًّا ليكون جاهزًا لمثل هذه التغييرات عكس الاستقرار النسبي الذي يمكن البناء عليه من خلال البوابة الأفريقية.

ويوضح أنه في الشرق الأوسط تحديدًا لا تزال الأوضاع مضطربة بسبب الملف الإيراني، وما إذا كانت ستوجه ضربة عسكرية لطهران أم لا، فضلًا عن ملف غزة المتصاعد ومحاولات لاعبين كثر عودة الملف السوري للمربع الأول، بحسب قوله.

رسائل قوة
وفيما كانت "يو إس إس ماونت ويتني" تطوف على سواحل المتوسط الليبي، استقرت مفرزة من أسطول البحر الأسود الروسي في ميناء الجزائر، مكونة من الغواصة كراسنودار والقاطرة البحرية للإنقاذ يفغيني تشورو. وقالت الجزائر إنها جاءت في إطار تعزيز التعاون العسكري.

المحلل السياسي فرج فركاش، قال إن التواجد العسكري بهذا الحجم يرسل رسالة للخصوم وللأصدقاء على السواء، ويذكّر بحضور واشنطن بقوة في هذه المنطقة، وهو يتماشى مع نهج إدارة ترامب التي قامت بصياغة عبارة "السلام من خلال إظهار القوة"، عكس نهج "القيادة من الخلف" كما كان في الإدارات السابقة في البيت الأبيض.

وقال فركاش لـ"إرم نيوز"، إن زيارة الأسطول السادس، تتزامن مع تصريحات مبعوث ترامب للشرق الأوسط وشمال أفريقيا الذي صرح بأن الولايات المتحدة تسعى إلى وحدة ليبيا من خلال شراكة حقيقية للأطراف الداخلية في السلطة يضمن استقرار ليبيا، وإنهاء حالة الجمود السياسي المتأزم والمستمر في البلاد.

 بدوره، دعا عضو المجلس الأعلى للدولة أحمد لنقي إلى ضرورة عدم التفريط في توازن العلاقات الخارجية لليبيا وخاصة مع الولايات المتحدة وروسيا، وحث على استغلالها بما يسهم في تحقيق الاستقرار الداخلي ويضمن وحدة البلاد وتعزيز الازدهار الاقتصادي.

أما المحلل السياسي الليبي فيصل بو الرايقة، فقرأ في زيارة البارجة الحربية، أن بلاده تشهد هذه الأيام تحولات خطيرة في شكل الحضور الأمريكي، حيث لم يعد الأمر محصورًا في الإطار الدبلوماسي التقليدي، بل بات يتجه بثبات نحو مرحلة من التدخل الصلب الذي يرسم معالم التوازنات القادمة في الإقليم بأكمله.

وأشار في تدوينة عبر "فيسبوك"، إلى أن الرسالة لم تكن هذه المرة غامضة "لقد انتقل التدخل الأمريكي من دعم سياسي صامت إلى تموضع عسكري مباشر".

وكان حزب القمة الليبي أكثر حدة في مواقفه حين حذر في بيان أصدره الأحد مما سمّاه "محاولات الهيمنة والتدخل في الشأن الليبي"، وشدد على أن السيادة الوطنية خط أحمر لا يمكن تجاوزه.

انضم إلى قناتنا الإخبارية على واتساب

تابع آخر الأخبار والمستجدات العاجلة مباشرة عبر قناتنا الإخبارية على واتساب. كن أول من يعرف الأحداث المهمة.

انضم الآن
شاركنا رأيك في التعليقات
تابعونا على وسائل التواصل
Twitter Youtube WhatsApp Google News
انضم الى اخبار القناة الثالثة والعشرون عبر قناة اليوتيوب ...
اضغط هنا