بين هذا الحكم وذاك

كتب الوزير السابق جوزف الهاشم في" الجمهورية": كلُّ ما نبنيهِ بعد الحرب ندمّره بالتقسيط يوماً بعد يوم، ندمّره بالنزاع السياسي، والنزاع المذهبي، والنزاع الوطني حول هويّة
لبنان وسيادة لبنان، وها نحنُ مرّة جديدة نقف على الأطلال، نتباكى ونتبارز حول الركام وميادين الحطام. عهد الرئيس ميشال عون، كان أشبهَ بالإمبراطورية الصغرى، حين استطاع أنْ يحقّق إرساء تحالف مسيحي - شيعي مع حزب الله، وتحالف مسيحي- مسيحي مع القوات اللبنانية، وتحالف مسيحي - سنيّ مع تيار المستقبل، وتفاهم مسيحي مع القيادات الدرزية، إّلّا أنّ هذه التحالفات إنقلبت إلى خصومات، فكان هناك مَنْ يتحالفون حيناً مع الرحمان، وحيناً آخر مع الشيطان، وكان ما كان من فساد في المؤسسات الدستورية والقضائية والإدارية والمالية والإقتصادية، وكان ما كان من سيطرةٍ على الحكم من الخوارج وأهل الحاشية. وهي الأسباب نفسها التي أدّت إلى انهيار الإمبراطورية الرومانية، لأنّها لم تسارع إلى انتشال نفسها من الأسباب التي أدّتْ إلى انهيارها. هذا هو المغذى المطروح أمام الرئيس جوزاف عون كعِبرةٍ من الماضي. بتعبير آخر: بقدر ما يتحلّى رئيس الجمهورية بالحكمة والنزاهة والتجرّد وسداد الرأي واستبعاد الحاشية، بقدر ما يكون رئيساً حكَماً، والمثال الأعلى الذي يقتدي به الصالحون ويخافه الفاسدون، فيتألّب حوله الشعب ويحقّق الإصلاح بقوة القانون وعقاب المحاسبة. هناك مَن يرى أنّ الرئيس جوزاف عون جديرٌ بأنْ يتشبّه بالحكم الشهابي. الحكم الشهابي جسَّدَهُ الأمير بشير الثاني بالإصلاح الإداري والتسامح الديني، «فكان مسيحياً بالمعمودية، مسلماً بالزواج، درزياً بالتعامل. والرئيس الأمير فؤاد شهاب استكمله بالإصلاح الإداري والترفع عن التطرّف الديني، حتى قال السفير «جوني عبده « :» إنّ هناك مَنْ كان ينصح الرئيس شهاب بأنْ يتناول القربان في قداس جامع على مرأى من الناس ليتأكّدوا أنّه ماروني »، ومارونية فؤاد شهاب المسيحية - الإسلامية هي التي أمّنت حقوق المسيحيِّين من ضمن حقوق جميع اللبنانيِّين.
يقول الرئيس جوزاف عون: «نحن في مرحلة جديدة، عانيَنْا الكثير من الويل ولا عودة إلى الماضي »، فهل يكسب الرئيس جوزاف عون الرهان، حتى لا يعود مستقبل لبنان يخجل بمَن سبق من ماضيه؟
الأطباء اللبنانيون في حالة صدمة: طريقة سهلة للتخلص من التجاعيد بالمنزل بدون جراحة
انضم إلى قناتنا الإخبارية على واتساب
تابع آخر الأخبار والمستجدات العاجلة مباشرة عبر قناتنا الإخبارية على واتساب. كن أول من يعرف الأحداث المهمة.
انضم الآنشاركنا رأيك في التعليقات | |||
تابعونا على وسائل التواصل | |||
Youtube | Google News |
---|