الصحافة

جعجع يفوز بثقة أميركا والسعودية لقيادة المعركة ضدّ حزب الله

Please Try Again
انضم الى اخبار القناة الثالثة والعشرون عبر خدمة واتساب...
اضغط هنا

أفضل توصيف للقاء الذي خصّت به، المبعوثة الأميركية مورغان أورتاغوس قائد «القوات اللبنانية» سمير جعجع دون بقية السياسيين، أنه بمثابة مباركة أميركية - سعودية (إسرائيلية) لمواقفه في ملف سلاح المقاومة.

وكانت الزيارة، كما يقول العارفون، رسالة مقصودة تقول للقريب والبعيد إن سمير جعجع، هو المرشد الأعلى الحالي لكل الفريق المُعادي لحزب الله، وقائد أوركسترا الهجوم المطلوب على المقاومة.

وهو يتقدّم على الجميع، حتى رئيس الحكومة التي يُطلَب منه أن «لا يُزعِج الحكيم»، لا بل أيضاً يصعد إلى معراب للقائه، وكانَ بالإمكان جمعهما في مكان «محايد» حفظاً لموقع رئاسة الحكومة، الذي بدأت الرياض تبحث له عن رئيس بديل لنواف سلام، وتروّج منذ الآن للنائب فؤاد مخزومي.

في الأسابيع الأخيرة، وبينما يزداد حاكم معراب نشوة مع شعوره بكرة النار الإسرائيلية المتنقّلة من إيران إلى العراق وسوريا ولبنان ودول خريطة سايكس بيكو، فهو يرى في ما تقوم به إسرائيل تعزيزاً لمشاريعه المؤيّدة لتقسيم المُقسّم، وتحقيق انتقام بمفعول رجعي لسقوط المشروع الإسرائيلي في ثمانينيات القرن الماضي. ولذلك يلتزم جعجع بدوره في تأجيج المعارك السياسية في لبنان.

وإن كانَ العنوان الظاهر لمعارك جعجع هو تسليم السلاح، فإن معركة أخرى يعمَل عليها ويجهد لتحقيق ربح فيها، وفقَ ما تطلبه السعودية لجهة «عزل الشيعة». ويُشير مطّلعون على أجواء الحركة الخارجية تجاه لبنان، أن الرياض أكثر تشدداً في ما يتعلق بسلاح حزب الله وعزل الشيعة في لبنان وضربهم من داخل النظام، وهي تتقدّم على الولايات المتحدة في هذا الشأن.

وتُعدّ الانتخابات النيابية المقبلة، واحداً من الملفات التي تتدخل فيها الرياض، وقد أوعزت لوكيلها في معراب القيام بكل ما يلزَم لنسج تحالفات تؤدّي إلى خرق ولو في مقعد واحد من المقاعد الشيعية الـ27، لضمان تسمية مرشح لرئاسة المجلس من فريقهم السياسي في مواجهة مرشح الثنائي أمل وحزب الله.

وقد بدأت الرياض بالحديث مبكراً عن مرحلة ما بعد الانتخابات النيابية، ولا سيما لجهة اسم رئيس الحكومة الجديد. حيث عادَ السعوديون إلى مرشح جعجع، النائب فؤاد مخزومي، وذلك بعدَ احتراق ورقة نواف السلام الذي لم تسعفه خبرته الدبلوماسية في إحداث أي بصمة في السياسة.

ومن الآن حتى الانتخابات النيابية، تعجّ أجندة جعجع بالفروض الخارجية والمطلوب تنفيذها في أسرع وقت، وسطَ وهج الاتفاق النووي المُفترض بين إيران وأميركا، ومنها شدّ الحبل مقابل الأسلوب الاستيعابي الذي يتعامل به رئيس الجمهورية جوزيف عون مع ملف السلاح، وتخريب أي محاولة من محاولات ترميم آثار العدوان الصهيوني على البلاد، ولا سيما في ما خصّ إعادة الإعمار.

لأن المطلوب سعودياً من جعجع نفسه، لا يقلّ عمّا تحدّده أيضاً الولايات المتحدة، وهو ربط إعادة الإعمار بشرط نزع سلاح حزب الله، ومنع عودة الحزب إلى الجنوب بأي شكل من الأشكال، وأن يُمنع من إعادة بناء المنازل والمؤسسات، وكذلك العمل على منع الحزب من إعادة ترميم قدراته المدنية أيضاً.

ومن ضمن سلة الضغوط، عرقلة ومنع الحكومة من دفع أي تعويضات مالية، أو حتى تقديم أي نوع تسهيلات كما حصل أول أمس في جلسة مجلس النواب عبر إسقاط صفحة المعجّل المكرّر عن اقتراح القانون الرامي إلى إعمار الأبنية المهدّمة بفعل العدوان الإسرائيلي، كذلك القانون الرامي إلى إعفاء المدن والبلديات والقرى في محافظتَي النبطية والجنوب من رسوم المياه والكهرباء والغرامات المتوجّبة عليها بحجة أنها تُبحث في الحكومة، في استفزاز واضح لفريق بعينه.

خلال الشهرين المقبلين سيرتسِم مصير المفاوضات بينَ إيران وأميركا في شأن الملف النووي، وفيما ينخرط الوسط اللبناني في رصد الانعكاسات المحتملة لنجاح الاتفاق أو فشله على المشهد في لبنان، يحرص الفريق المتضرر من أي إيجابية تنعكس توازناً في الداخل على إنجاز ما يُمكن إنجازه، وهذه خلاصة يعبّر عنها الهجوم الذي تقوم به «القوات اللبنانية» وفريقها ضد رئيس الجمهورية، فهم يعتقدون بأنه في حال نجاح الاتفاق، فإن حلفاء إيران الإقليميين ومنهم حزب الله سيتنفّسون الصعداء، وربما تخفّف الولايات المتحدة من ضغوطها على أمور تخصّ إيران، من بينها مثلاً عودة الطائرات الإيرانية لتحطّ في مطار بيروت.

لكن ما يجعل هؤلاء أكثر ارتياباً، هو إدراكهم بأن حزب الله بدأ بعملية إنعاش سياسي بدأ يظهر في مواجهة الخطاب المتآمر على نحو غير مسبوق، وأن ذلك قد يكون مرتبطاً بترميم هيكليته وقدراته التي اعتقد فريق إسرائيل وأميركا في لبنان بأنها انتهت إلى غير رجعة.

لكنْ، هناك مؤشر إضافي لقلق فريق «القوات» يتصل بأن علاقات «القوات» مع القوى السياسية المحلية باتت رهن نتائج الجولة الجديدة من الضغوط، إذ ارتفعت الجدران مع قوى كثيرة، من حركة أمل والحزب الاشتراكي إلى كتل النواب التغييريين، وصولاً إلى الكتل النيابية السنّية التي باتت تشعر بثقل التحالف مع فريق «القوات» المهتم بالعودة بلبنان إلى مرحلة ما قبل اتفاق الطائف، مع الإشارة إلى أن التيار الداعم للرئيس سعد الحريري، يجاهر بموقفه السلبي من تمدّد نفوذ «القوات» لدى شخصيات سنّية تدور في فلك السعودية.

ميسم رزق-الاخبار

انضم إلى قناتنا الإخبارية على واتساب

تابع آخر الأخبار والمستجدات العاجلة مباشرة عبر قناتنا الإخبارية على واتساب. كن أول من يعرف الأحداث المهمة.

انضم الآن
شاركنا رأيك في التعليقات
تابعونا على وسائل التواصل
Twitter Youtube WhatsApp Google News
انضم الى اخبار القناة الثالثة والعشرون عبر قناة اليوتيوب ...
اضغط هنا