رسالتان مفخختان: الأولى لبندر بن عباس والثانية للضاحية!

ساعات حرجة عاشتها الضاحية الجنوبية لبيروت أمس، بعد إنذار الجيش الاسرائيلي لاخلاء مبانٍ في منطقة الحدث - الجاموس، ثم استهدافها ما أدى إلى تدمير أحد المستودعات، تحت ذريعة وجود منشآت تابعة لـ"حزب الله"، بالتالي حملت الغارة في طياتها وفق الخبراء الاستراتيجيين، إشارات واضحة تتصل بالوضع الإقليمي، خصوصاً في ظل الحديث المتنامي عن اتفاق نووي محتمل بين الولايات المتحدة وإيران.
في غضون ذلك، تواجه طهران ضغطاً متزايداً لدفعها نحو مزيد من التنازلات، في المفاوضات، إذ يزداد المأزق مع استمرار الخطاب الدولي الاقليمي حول سحب السلاح من أذرع ايران النشطة في الشرق الاوسط في كل من لبنان، العراق، فلسطين، واليمن. في المقابل ثمة "قبة باط" أميركية واضحة تدفع إسرائيل باتجاه فرض شروطها التفاوضية بالنار، وهذا ما يعزز بوجود مناخٍ خطيرٍ، يُترجم على أرض لبنان الذي بات مفتوحاً على مزيد من التصعيد، لا على التهدئة.
كذلك، فإن اللافت في غارة الأمس، أنها جاءت بعد يوم واحد فقط من الانفجار الذي وقع في ميناء بندر عباس الإيراني، ما يربط بين التصعيدين في سياق رسالتين مفخختين، تشيران الى توسيع التوترات، بالاضافة إلى الضربات الأميركية المتواصلة على الحوثيين في اليمن.

ويبدو أن إيران بحسب المراقبين، تتعرض لِضغطٍ كبير في المفاوضات، بهدف دفعها إلى تغيير استراتيجيتها في المنطقة إنطلاقاً من أسلوبها السياسي البراغماتي، لا سيما أن موازين القوى ليست لمصلحتها وأن اسرائيل متفوّقة على أذرعها العسكرية، وهذا ما ظهر في غارة الامس، حيث تمّ تدمير منشأة عسكرية للحزب، ولتقول لإيران والحزب معها، أنها قادرة على استهداف الضاحية متى أرادت ذلك.

كذلك، تشير تقارير دولية - أميركية، أن إسرائيل ستبقى سيفاً مصلتاً على رقبة الحزب بإستمرار، وذلك في مواصلة تدمير بنيته التحتية، وقتل عناصره وقادته عن بُعد، في الوقت الذي يتحايل فيه الحزب على مسألة تسليم سلاحه إلى الدولة اللبنانية، ما قد يثير شهيّة اسرائيل على استئناف حربها من الباب الواسع وصولاً إلى احتلال جنوب الليطاني بالكامل، وفرض واقع جديد لإنهاء وضعية الحزب العسكرية بالكامل.

شادي هيلانة - "أخبار اليوم"