الشيخ حكمت الهجري من جديد : لا نثق بالحكومة السورية ولا بعناصرها
انقلاب "إسرائيل" وكوابيس المنطقة
تحاول "اسرائيل" بكل جهد قلب المشهد في الشرق الاوسط ، وتفجير حال المنطقة اكثر مما هي عليه ، بهدف افشال المفاوضات الاميركية - الايرانية، لان مصلحة "تل ابيب" لا تكمن في ان يسود الهدوء والتوافق بين واشنطن وطهران، وتعتبر ان ما يحصل هو خداع ايراني لا اكثر.
وعليه، تريد الدولة العبرية ابقاء التوتر والتصعيد بين اميركا وايران، فسياستها في الشرق كانت دوما ترتكز على افتعال الحروب والقتل، وجعل المنطقة تعيش في حالة دائمة من المعارك والخلافات والانقسامات والحروب الاهلية داخل البلدان العربية، كي تبقى "اسرائيل" مهيمنة على الشرق الاوسط.
اليوم تعيش "اسرائيل" كابوسا لم تتوقعه، بخاصة بعد عملية السابع من تشرين الاول عام 2023، وتعاطف الولايات المتحدة معها ودول اخرى ايضا، بعد ان انطلقت بحروبها بضوء اخضر اميركي لتصفية كل خصومها، فاذ بها تفاجأ ان مسار الديبلوماسية لا يزال خيارا تعتمده واشنطن حيال التعاطي مع ايران وملفها النووي. والحال انها لم تتوقع ان تذهب اميركا الى المفاوضات مع ايران، بعدما استطاعات "اسرائيل" توجيه ضربات وخسائر كبيرة في المعسكر التابع للجمهورية الايرانية الاسلامية.
وبمعنى آخر، اعتبر رئيس الحكومة "الاسرائيلية" بنيامين نتانياهو انه بعد حربه الضروس على حماس في غزة، وكل الاساليب الوحشية التي استخدمها لاضعاف حماس، اضافة الى خوضه حربا شرسة ضد حزب الله، واجتياز كل الخطوط الحمراء، وصولا الى اغتيال الامين العام الحزب السيد حسن نصرالله، أن العملية العسكرية الثالثة ستكون وجهتها ايران، وبذلك تكون "اسرائيل" قد ضربت كل اعدائها وقوّضت نفوذهم في المنطقة.
ولكن بعض "امنيات" الكيان العبري ارتطمت بالحائط، ابرزها انتقاء ادارة ترامب التفاوض مع ايران، للوصول الى حل حول البرنامج النووي، في حين سعى هذا الكيان جاهدا ومثابرا الى دفع الولايات المتحدة الى الخيار العسكري بدل الديبلوماسي تجاه ايران، بما ان الامر واضح ان ابرز اهداف "اسرائيل" تكمن في توجيه ضربة للمنشآت النووية الايرانية، من اجل تحجيمها بشكل كبير في المنطقة.
اما الحقائق فتشير الى ان الامور تذهب عكس "امنيات تل ابيب". فكلما احرزت المفاوضات بين واشنطن وطهران تقدما، تصاعدت الشكوك في "اسرائيل"، التي تخشى من ان يفضي هذا التقدم الى اتفاق يخفف الضغط عن ايران، دون ضمانات حقيقية لامنها.
وامام هذا الواقع، ستشهد حتما المنطقة اعمالا تخريبية وحوادث وانفجارات دون اتضاح المصدر، ولكن الايام المقبلة ستكون خطرة وليست مستقرة، الى ان تصل المفاوضات الاميركية – الايرانية الى حل نهائي سلمي. ولكن ما دام التباحث جاريا بين واشنطن وطهران، فان العمليات الهادفة الى "تطييرها" لن تتوقف، وكل الاحتمالات واردة ان تحصل في منطقة ملتهبة اصلًا.
وفي هذا الاطار، لا يمكن تجاهل الدور المتنامي للقوى الاقليمية الاخرى، التي بدأت تؤدي ادوارا غير تقليدية في رسم مشهد الشرق الاوسط، كالسعودية وتركيا وقطر، حيث بات واضحا ان قرار الحرب والسلم لم يعد حكرا على "اسرائيل" او ايران او حتى الولايات المتحدة. فالصراع بات متعدد الاقطاب ومعادلاته اكثر تعقيدا من ان تُحسم بضربة او اتفاق ثنائي. وهذا ما يزيد من ارتباك الكيان العبري، الذي يدرك ان ميزان القوى يتبدل تدريجيا، وان زمن التفرد بالقرار والهيمنة العسكرية بدأ يذوب، في ظل عالم جديد من التحالفات والبراغماتية السياسية.
نور نعمة -الديار
انضم إلى قناتنا الإخبارية على واتساب
تابع آخر الأخبار والمستجدات العاجلة مباشرة عبر قناتنا الإخبارية على واتساب. كن أول من يعرف الأحداث المهمة.
انضم الآنشاركنا رأيك في التعليقات | |||
تابعونا على وسائل التواصل | |||
Youtube | Google News |
---|