الصحافة

عن جد.. تفووو

Please Try Again
انضم الى اخبار القناة الثالثة والعشرون عبر خدمة واتساب...
اضغط هنا

لا شيء تغير، المذابح بحق جماعات طائفية، لا تزال سارية المفعول، وقادرة على منع قيامة دول تسود فيها العدالة والديمقراطية وحقوق الإنسان.

ولنا في المثل السوري الذي ينسحب على لبنان البرهان المخيف. فالتشكيلة السورية لا تختلف عما لدينا. وفيها تتكشف كل هذه المواقف المتناقضة.

إسرائيل تنادي بحماية دروز سوريا، وتقصف قرب القصر الرئاسي في دمشق.

أحد الممانعين يبكي على أطلال النظام الأسدي الذي حمى طائفته، ويهدد النظام الجديد بإسرائيل.

فيديو لعنصر من جماعة "جند الشام" يهاجم العدو الصهيوني ويتوعده، ليأتي تعليق من عراقي شيعي، يتمنى من خلاله أن يبيد هذا العدو كل المسلمين السُنَّة في العالم.

قبل ذلك وبعد هزيمة "حزب الله" قامت الاحتفالات ولم تقعد تمجيداً لهذه الهزيمة، وكأن لسان أصحابها، وهم على فكرة كوكتيل طوائف وأحزاب، يشكر هذا العدو ويكاد يهتف بامتنانه لهذا "الإنجاز" المنتظر. والأنكى أنه يعلن انتصاره الشخصي، بمعزل عن الواقعية والحسابات السياسية التي تظهر، أولاً وأخيراً، حجم الأضرار اللاحقة بالوطن ككل، إن في سوريا أو في لبنان.

والمفارقة أن "حزب الله" لا يملك رأياً أو تعليقاً بشأن ما يحصل في سوريا، فهو من جهة لا يستطيع أن يداري هزيمته الأكبر هناك، والعداوة التاريخية التي سببها تدخله بالنار مع نظام بشار لإبادة الشعب السوري وتكثيف حقد السُنَة على الشيعة والعلويين بعد الجرائم التي استهدفتهم. ومن جهة ثانية، يبقى صامتاً حيال دعم "الشيطان الأصغر" لدروز سوريا وتحريضهم على الانفصال عن الدولة.

قد يصف البعض ما يجري بالمؤامرة على "المقاومة" بالتكافل والتضامن بين "الشيطان الأكبر" والتطرف الإرهابي، وقد يقلب البعد الآخر الآية، معتبراً أن ما يحصل هو محاولات جهنمية من محور الممانعة الذي استخدم الأقليتين العلوية والدرزية لتقويض النظام الجديد.

وفي الوصفين دماء تسيل ورعب لا يمكن لأصحابه إلا مواجهته إما بمجازر مقابلة أو بالهرب.

لا بارقة ضوء في هذه المعادلات، وهي تتكرر منذ الحرب اللبنانية إلى القضاء على نظام صدام حسين في العراق، لتمتد إلى ليبيا والسودان واليمن.

وكأن الجمع بين الانتفاض على الأنظمة الظالمة، ومن ثم تكريس الاستقرار والأمن والأمان في دول منطقتنا من المحرمات التي لا سبيل إلى تطبيقها. بالتالي فإن شعوب هذه الدول الأسيرة أمام خيارين إما القمع والاستبداد أو الفوضى والموت.

أو كأن المطلوب من هذه المذابح المتبادلة، هو فقط إدانة التعددية في منطقتنا، وتحويلها ليس إلى تكامل يغني دولنا من خلال التعايش، وإنما إلى قوة تفجير تساهم بمنح اللاعبين الدوليين والإقليميين أوراقاً، قوامها المصالح، لتقويض الاستقرار ومفهوم العدالة والقضاء على أي أمل ببناء الدولة.

ما يحصل في سوريا ويمتد إلى لبنان فظيع. والأفظع منه هو قدرة القذرين من الأطراف المتصارعة كافة على التجييش والمساهمة بإراقة الدماء.

عن جد.. تفوووو..  

سناء الجاك -نداء الوطن

انضم إلى قناتنا الإخبارية على واتساب

تابع آخر الأخبار والمستجدات العاجلة مباشرة عبر قناتنا الإخبارية على واتساب. كن أول من يعرف الأحداث المهمة.

انضم الآن
شاركنا رأيك في التعليقات
تابعونا على وسائل التواصل
Twitter Youtube WhatsApp Google News
انضم الى اخبار القناة الثالثة والعشرون عبر قناة اليوتيوب ...
اضغط هنا