"العدوان الاسرائيلي يستدعي تحركاً عاجلاً".. بيان جديد لحزب الله!
"خطة مارشال" الإيرانية في سوريا...هل كانت قابلة للتحقيق؟
كشفت وثائق إيرانية أن طهران كانت لديها خطة كبرى لسوريا مستلهَمة من "مشروع مارشال" الأميركي. فمثلما أحكمت الولايات المتحدة هيمنتها على العالم باستثمار مليارات الدولارات في إعادة إعمار أوروبا بعد الحرب العالمية الثانية، كانت طهران تسعى لتكرار التجربة ذاتها في الشرق الأوسط من خلال إعادة إعمار سوريا التي مزقتها الحرب.
إلا أن هذه الطموحات التوسعية تحطمت عندما أطاحت جماعات من المعارضة المسلحة بالرئيس السابق بشار الأسد في كانون الأول الماضي، وأجبرته على الفرار إلى روسيا. كما خرجت الجماعات المسلحة التابعة لطهران والدبلوماسيون والشركات الإيرانية من سوريا على عجل.
وعثر مراسلو "رويترز" على الخطة المفصلة في دراسة إيرانية رسمية من 33 صفحة، تحمل تاريخ أيار 2022، في سفارة طهران في دمشق التي تعرضت للنهب، عندما زاروا المبنى في كانون الأول الماضي. فما الذي أدّى الى سقوط المشروع الايراني؟ وهل فشلت مخططات ايران التوسعية في المنطقة؟
السفير السابق في واشنطن رياض طبارة يؤكد لـ"المركزية" ان "مشروع مارشال" كان هدفه مساعدة الاميركيين لاوروبا، على شكل هبات في غالبيته الساحقة، لإعادة كل البنى التحتية الصناعية الاوروبية، كي تعود هذه الدول للاتكال مجددا على نفسها. فالولايات المتحدة الاميركية التي لم يتضرر اقتصادها في الحرب ساعدت الدولة الحليفة لها والتي هي دول صناعية".
ويشير طبارة الى ان "الفرق بينها وبين سوريا ان هذه الدول كانت قبل خمس سنوات من بداية الحرب العالمية الثانية تُنتج وكانت متقدمة صناعيًا، لديها قوى عاملة مدرّبة ولا تحتاج الى تدريب بل فقط الى مساعدة لاستعادة بنيتها التحتية التي ستعمل مجددًا على أساسها. فقامت الولايات المتحدة بإعادة بنائها الى حدّ كبير. لم يكن مشروع تنمية بل إعادة إعمار فقط. وذلك حتى المؤسسة التي خُلِقت وقتها على مستوى الامم المتحدة والتي تسمى اليوم "البنك الدولي" كانت تدعى آنذاك "بنك إعادة الإعمار" لكن بدّلوا الاسم لاحقًا لمساعدة الدول النامية".
ويضيف: "خطة "مارشال" كلّفت مبالغ طائلة بالنسبة لذاك الوقت، أتذكر أن كان نحو 15 مليار دولار، أي ما يوازي بسعر اليوم نحو 100 مليار دولار. في حال المقارنة، نجد ان ما يحتاجه إعادة إعمار سوريا حسب التقديرات يبلغ نحو 400 مليار دولار، أي ان حجم المساعدات في مشروع كـ"مارشال"، لا يمكن ان تتحمله ايران الفقيرة نسبيا، وإعادة إعمار سوريا يحتاج الى أموال سعودية أو أميركية وتقنيات، لذلك لا أعتقد ان هذه الخطة كانت جدية.
لربما كان مشروع لمساعدة سوريا على إعادة مشروع التنمية الذي كان قبل الحرب، لكن لا أتصور ان حجم مشروع كـ"مارشال" لسوريا ممكن لدولة فقيرة مثل ايران وتخضع عقوبات. لا يمكن حتى أن أتصور أن الفكرة كانت قيد التحقيق او قابلة للتنفيذ، لأنها مكلفة بشكل كبير جدا. وإذا كنا نتحدث عن 400 مليار دولار فمن أين سيؤمنها الايرانيون؟"
ويشدد طبارة على ان "في حالة "مشروع مارشال" كان الاقتصاد ما زال منتعشًا في الولايات المتحدة الاميركية، لأنها لم تتعرض لحرب على أراضيها، لذلك استطاعت ان تساعد بهذا المبلغ، لكن ان تساعد ايران الفقيرة سوريا حتى بـ100 مليار دولار فالامر غير معقول، فكيف اذاً بـ400 مليار دولار لإعادة إعمارها كما أعاد "مشروع مارشال" إعمار اوروبا؟ خاصة وان سوريا لا تملك البنى التحتية الاقتصادية كما اوروبا التي كانت تملك قوى عاملة مدربة تعمل في الانتاج وعادت العجلة الاقتصادية الى الدوران والنمو. بينما في سوريا يحتاج السوريون الى تعليم وتدريب ولذلك لا أعتقد ان الفكرة كانت موجودة جدياً".
انضم إلى قناتنا الإخبارية على واتساب
تابع آخر الأخبار والمستجدات العاجلة مباشرة عبر قناتنا الإخبارية على واتساب. كن أول من يعرف الأحداث المهمة.
انضم الآنشاركنا رأيك في التعليقات | |||
تابعونا على وسائل التواصل | |||
Youtube | Google News |
---|