سيادة صامتة تُمارس على الحزب وأزلامه: عزل موظفين تابعين لهُ في المطار.. و"الحبل على الجرار"!؟
“الحزب” يعلن رسميًا “حرب العناد”
يعيش لبنان على أعصابه بعد الغارات الإسرائيلية الأخيرة على منطقة النبطية. وبلغت هذه الغارات مستوًى من العنف أعاد الى الاذهان ضراوة الحرب قبل ان تضع أوزارها في 27 تشرين الثاني الماضي. وحرّكت الضربات الإسرائيلية المتصاعدة الاهتمام بموعد عودة نائبة المبعوث الأميركي للشرق الأوسط مورغان أورتاغوس إلى بيروت، إذ بات واضحًا أن اتكال لبنان ،الأول والأخير، بات على التدخل الأميركي كي لا تنفلت الأمور من عقالها بما لا يرغب فيه لبنان.
لا يجادل اثنان في ان مفتاح الحلّ النهائي لدورة العنف المستمرة في لبنان هو حسم ملف سلاح “حزب الله”. فهل “الحزب” على السمع في هذه القضية المصيرية؟
يأتي الجواب من “ترويقة” أقامها “حزب الله” قبل يوميْن في صيدا برعاية عضو كتلة “الوفاء للمقاومة” النائب حسن فضل الله وحضرها إعلاميون وإعلاميات من مختلف الوسائل الإعلامية والمواقع الإخبارية على مستوى صيدا والجنوب.
تحدّث فضل الله عن التطورات المرتبطة بالاعتداءات الاسرائيلية وقال: “إنّ ما يجري في لبنان اليوم، يزيد بيئة المقاومة تمسّكًا بخيارها المقاوم، فهناك عوامل عدّة تؤكد لهذه البيئة أنه لا يمكن الرهان على خيارات أخرى، وهي بيئة مطلبها الدائم بناء دولة قادرة وعادلة… ولكن إلى اليوم تبدو هذه الدولة بعيدة المنال”.
من باب الصدفة، كان رئيس الجمهورية جوزاف عون يتحدث في موازاة “ترويقة” نائب “الحزب” عن الدولة أيضًا. فعشية وصوله الى الكويت، وردًّا على سؤال عما إذا كانت الدولة قد بسطت سلطتها على كامل الأراضي اللبنانية، فأجاب: “إن الدولة اللبنانية موجودة أينما كان. هناك مشكلة السلاح، وانا تحدثت في خطاب القسَم وأكرر ان قرار حصر السلاح بيد الدولة قد اتخذ وتبقى كيفية التنفيذ”.
وقال الرئيس عون بصريح العبارة “الدولة موجودة”. وقابل “حزب الله” صراحة رئيس الجمهورية بصراحةٍ مماثلةٍ على لسان النائب فضل الله الذي قال إن “الدولة بعيدة المنال”.
كيف يمكن الخروج من هذه الدوامة الكلامية التي تماثل بتعقيداتها السياسية الدوامة الأمنية التي تواصلها إسرائيل بلا هوادة على المسرح اللبناني؟
لا مبالغة في القول إن ما يتطلع اليه لبنان من حوارٍ داخلي كي ينهي معضلة سلاح “حزب الله” صار وقبل ان يبدأ “حوار طرشان”؟ فهل أدرك “حزب الله” خطورة نهجه الذي أوصل لبنان في 8 تشرين الأول 2023 من خلال ما اسماه “حرب الإسناد” ضدّ إسرائيل الى خراب لا مثيل له؟ وها هو اليوم يعلن “حرب العناد” ضدّ الدولة اللبنانية التي بدأت تثبت للعالم أن هذا الوطن قابل للعودة مجدّدًا الى الحياة بعد أعوام البؤس التي جرّته الى أعماق الجحيم؟
لفت الانتباه وسط هذا التناقض بين إرادة الدولة التي تمثل لبنان وبين إرادة “حزب الله” الذي هو بالكاد يمثل نفسه، التحقيق الذي نشرته صحيفة “وول ستريت جورنال” الأميركية في زمن الجدل حول سلاح “حزب الله”. ولوحظ أن النّص الإنكليزي الذي صدر في الصحيفة السبت الماضي لم يتضمّن المقطع الحرفي الذي جرى توزيعه في بيروت على أساس أنه نصّ ورد في المقابلة. ومن اجل الفائدة، نعيد نشر ما أورده جديد المقطع، وجاء فيه: “أجرى لبنان إصلاحًا أمنيًا شاملًا في مطاره الدولي الوحيد في بيروت لمنع تهريب “حزب الله”، ما أسعد المسؤولين الإسرائيليين والأميركيين ومنحهم أملًا في أن تسيطر الدولة اللبنانية سيطرةً كاملةً على موانئ البلاد وتحررها من قبضة الحزب”.
وقال رئيس الوزراء اللبناني نواف سلام لـ “وول ستريت جورنال”: “يمكنكم الشعور بالفارق. نحن نحقق أداءً أفضل في مكافحة التهريب لأول مرة في تاريخ لبنان المعاصر”.
وصرح مسؤولون أمنيون وعسكريون لبنانيون كبار للصحيفة بأنّه لا توجد طائرات معفاة من التفتيش الأمني، بينما عُلّقت الرحلات الجوية من إيران منذ شباط. وذكر التقرير أنه تمّ فصل موظفي المطار المرتبطين بـ “حزب الله”، واحتجاز المهربين، ويجري حاليًا وضع آليات مراقبة جديدة باستخدام الذكاء الاصطناعي.
في أحد الإنجازات الأخيرة، أحبط الأمن اللبناني محاولةً لتهريب أكثر من 22 كيلوغرامًا من الذهب إلى “حزب الله” عبر مطار رفيق الحريري الدولي، وفقًا لما ذكره مسؤول أمني كبير للصحيفة نفسها.
لكن لم يرِد في نصّ تقرير الصحيفة بالانكليزية ما نُشر في بيروت على سبيل المثال عن “محاولة لتهريب أكثر من 22 كيلوغرامًا من الذهب إلى “حزب الله”. كما بدا تقرير الصحيفة حذرًا وليس متفائلًا بالإجراءات التي بدأ تطبيقها في مطار العاصمة اللبنانية. ويُستخلص من هذه الواقعة أن العالم الخارجي ما زال يعتمد الحيطة والحذر قبل إشاعة الاطمئنان الى ان لبنان اجتاز فعلًا عتبة الخطر.
من استمع الى نائب “حزب الله” في “ترويقة” صيدا يتبيّن له ان “الحزب” يسارع الى ان “يتغدى” الدولة قبل ان “تتعشاه” الأخيرة. لذا، ومن باب والحيطة والحذر الذي اعتمدته “وول ستريت جورنال” علينا بالمثل القائل: “ما تقول فول ليصير بالمكيول”.
أحمد عياش -”هنا لبنان”
انضم إلى قناتنا الإخبارية على واتساب
تابع آخر الأخبار والمستجدات العاجلة مباشرة عبر قناتنا الإخبارية على واتساب. كن أول من يعرف الأحداث المهمة.
انضم الآنشاركنا رأيك في التعليقات | |||
تابعونا على وسائل التواصل | |||
Youtube | Google News |
---|