الصحافة

مصلحة لبنان في انتظار المُعجزة: من سيضع حدّاً لـ "أجندة الأخبار"؟

Please Try Again
انضم الى اخبار القناة الثالثة والعشرون عبر خدمة واتساب...
اضغط هنا

بين لبنان والخليج العربي، حبلٌ متينٌ لا ينقطع، ورئيس عصاميٌّ مُبادر، لجمهوريةٍ مُثقلة برتق أفاعيل من سبقه. جمهورية، في طور التحرّر من قبضة أجندات عزل بلاد الأرز عن محيطها الطبيعيّ الحاضن. وفيما يدأب جوزاف عون على استعادة صولجان القيادة والسيادة، يهذي محرّرو جريدة "الأخبار" تحت إشراف رئيس تحريرها ابراهيم الأمين،  وينكبّ "الشُطار" على كتابة مقالات مغمّسة بالمنّ والأذى، متلطين خلف "حُرية الصحافة والتعبير". حبذا لو انتهج المتباهون بحماية "الكظية" نهج الشهداء، فيكتبون بأحرف تقاوم للمصلحة الوطنية، لا مصلحة التمويل المشبوه.

في البداية، كان التركيز على شيطنة دول الخليج العربي بوصف تعزيز العلاقات بها "استزلاماً ووصاية". ثم ما لبث الخط التحريري لجريدة "الأخبار" أن رفع التكليف تماماً، وتجاوز حدود المقبول لصالح رجم الرئيس عون بحجارةٍ من سجّيل لأنه يسعى إلى استعادة المودّة. وفيما تمكّنت سوريا من رفع العقوبات الأميركية عنها، وتتجهّز لإعادة الإعمار والتموضع في صفّ المستقبل الباهر، يعتبر صُفرُ الأقلام مسألة استقطاب العرب والاستثمارات والسياحة وإغاثة لبنان وإنصافه: تدجيناً.

إخبار قضائي وصمت في السراي

وبعدما ابتُليت الرئاسة الأولى، بصمت الرئاسة الثالثة، عن كل ما يصبّ تطاولاً على دول الخليج العربي، وبأسوأ ما يُمكن أن تفرزه الصحافة اللبنانية من أقلام أشبه ما تكون بخنجر مسموم في خاصرة العهد الجديد، أعلن الإعلامي جو معلوف مواجهةً مفتوحة على جريدة "الأخبار" تحتاج مُعجزة إلهية بالمعنى الحرفي لهذه الكلمة: "محاولة" لجم هستيريا ابراهيم الأمين، وكفّه عن أذية المصلحة الوطنية الجامعة، مصلحة شيعة لبنان قبل غيرهم من المواطنين، بعدما طُلب منهم افتراش التراب حتى إشعار آخر، وبعدما اصطدموا بوعد إعمارٍ لن يتحقق إن استمرّ هذا النهج على الصعيد الإعلامي.

هكذا، وفي خطوة قضائية جريئة تحمل دلالات سياسية بالغة الوعي، تقدم معلوف بواسطة وكيله المحامي مارك حبقة، بإخبار أمام النائب العام لدى محكمة التمييز القاضي جمال الحجار ضد جريدة "الأخبار"، ومديرها المسؤول وفيق قانصوه ورئيس تحريرها إبراهيم الأمين، والصحافية ميسم رزق، وكل من يظهره التحقيق، بتهم تطال الأمن الوطني والعلاقات الخارجية للبنان.

الأسباب الموجبة لجنون الأمين

تزامنت بواكير هذا الهجوم المُجحف على الرئيس عون، مع زيارته الملكة العربية السعودية، وصدور بيان مشترك بحرص التشديد على أهمية التطبيق الكامل لاتفاق الطائف وضرورة بسط الدولة اللبنانية سيادتها على كامل أراضيها مع أهمية حصر السلاح بيدها وسط الدور الأساسي والوطني للجيش اللبناني.

وشُدّ وتر اللجام على أقلام كُتّاب "الأخبار"، مع رفع دولة الإمارات الحظر عن السّفر لمواطنيها إلى لبنان، وأخذ الرئيس عون مسألة عدم الإساءة للقيادة وحماية السُيّاح العرب عند زيارتهم للبنان على عاتقه الشخصي، فانكبوا على الشتائم واستهداف دول الخليج بقُبح العبارات وقيح المصطلحات، علّها تعود عليهم بالرضى المُتوخّى و"ملاليم" الوليّ المفاوض على البرنامج النووي في جولات تجمعه بـ"الشيطان الأكبر".

وفق موازين القوى المادّية، وبالحسابات السياسية "عاللبناني"، فإن أي تحرّك جدّي واستباقي مطلوب لم يزل بعيداً جدّاً عن التحقيق. ومن المؤكّد أن جُلّ ما يُمكن فعله مع أبواق الأمين، أن يرفع إعلامي وطنيّ كجو معلوف الصوت عن اللبنانيين إلى بقاع الأرض، ويُظهر أن أولئك لا يمثلون لا لبنان ولا الشيعة ولا مفهوم المقاومة اللبنانية لغد أفضل.

لن يتغيّر الكثير، تلك حقيقة تؤكّدها جملة وقائع وسابقات تبعث في النفس غصّة، ليس لأن القضاء اللبناني يدعم مشروع جريدة "الأخبار" التخريبي، بل لأن الأذية أسرع من الإصلاح، والتضليل أسهل من التصحيح ، ولأن هناك من هم من أبناء جلدتنا من لا يعرف للمشاريع البنّاءة درباً فيُصرّ على نشر الحقد والتزييف والمراوغة.

اختبار للحجّار

جريدة "الأخبار" التي تستمدّ قوّتها من تساهل القضاء مع مقالاتها المدجّجة بضرب الأشقاء العرب وترسانات من يُموّل لاغتيال أي فرصة ترميم للعلاقات مع الخليج، تعلم أن أحداً لن يقوى على فجورها، إذ إن هذا كلّه يجري تحت بند "الحُرّيات"، ونأي القضاة عن استفزاز الجهات السياسية التي تحمي جريدة "الأخبار". فهل يجرؤ النائب العام التمييزي على اتخاذ إجراءات سيادية ، وممارسة كامل صلاحياته القانونية وفقاً للمادة 25 من المرسوم الاشتراعي 104/77 والمادة 288 من قانون العقوبات، أي مصادرة أعداد الجريدة، وتوقيف المسؤولين عن النشر، والتحقيق في مصادر تمويل الصحيفة، وصولاً إلى إحالتهم إلى قاضي التحقيق المختص... علّها تكون خطوة في سبيل الحرص على عدم استخدام الإعلام كمنصة تحريض وتخوين بحق الدول العربية التي لم تبخل يوماً على لبنان بالدعم والمساعدة؟

إن لم تستح، فلتُعلن أقلام "الانتصار الإلهي" براءتها من لبنان جهاراً نهاراً، فقد شبع اللبنانيون من مبادرات بعض الأبواق بالأذى. وإن حصل وجمعت "الأخبار" بعضاً من الحياء... فلتتق الله بأبناء لبنان ولو بالكلمة!

مريم مجدولين اللحام

انضم إلى قناتنا الإخبارية على واتساب

تابع آخر الأخبار والمستجدات العاجلة مباشرة عبر قناتنا الإخبارية على واتساب. كن أول من يعرف الأحداث المهمة.

انضم الآن
شاركنا رأيك في التعليقات
تابعونا على وسائل التواصل
Twitter Youtube WhatsApp Google News
انضم الى اخبار القناة الثالثة والعشرون عبر قناة اليوتيوب ...
اضغط هنا