هل يُشارك لبنان في إعمار سوريا؟
في المرحلة السابقة، واثناء وجود بشار الاسد في سدة الرئاسة السورية، ترددت معلومات عن تحضيرات وتصورات لإعادة اعمار سوريا، التي دمرها النظام بالقصف والبراميل المتفجرة والقتل والاغتيال على نطاق واسع، تولت ايران من خلال تمدد حرسها الثوري ومليشياتها المذهبية في مفاصل سوريا، الترويج للحصول على الحصة الكبيرة من كعكة الإعمار، مقابل تأهب روسيا للفوز بنسبة كبيرة من خلال وجودها العسكري القوي الذي انقذ النظام من السقوط وايران من الهزيمة على يد المعارضة السورية سابقاً، بينما طُلِبَ من اتباع النظام السوري في لبنان، الاستعانة برجال اعمال ومقاولين بارزين موالين لهم، تحضير انفسهم لإعطائهم حصة وازنة من عملية اعادة الاعمار، مكافأة لهم على التزامهم بتأييد سياسة تحالف الاسد وايران في قمع الثورة وقتل المعارضين ضد النظام، بكل اسلحة وادوات القتل طوال المرحلة الماضية، كما تأييد ودعم التسلط والهيمنة على لبنان.
سارت الأمور على هذا المنوال طوال السنوات الماضية، وكان حلفاء النظام السوري وايران يتباهون بوعود مشاركتهم باعمار سوريا، مقابل استبعاد المعارضين اللبنانيين لنظام الاسد وايران، الى ان انقلبت الامور رأساً على عقب بعد السقوط المدوي لنظام الاسد وتولي احمد الشرع الرئاسة السورية وإمساكه بالسلطة في وقت قياسي، والانفتاح على الدول العربية والعديد من دول العالم وفي مقدمتهم الولايات المتحدة الاميركية، ونجاحه بلقاء الرئيس الاميركي دونالد ترامب خلال زيارته للخليج العربي، والحصول منه قرار برفع العقوبات الاميركية عن سوريا بأسرع وقت ممكن.
هذا التسارع بالمتغيرات والوقائع أثار الحديث مجددا عن عملية اعادة اعمار سوريا التي تفتقر الى مشاريع حيوية وبني تحتية حديثة في مختلف الحقول، لتعويض عقود من الاهمال وعدم مواكبة حركة تكاثر السكان وتزايد حاجاتهم الحياتية، والدول والجهات التي بامكانها القيام بهذه الورشة الضخمة لتشمل سوريا كلها، وامكانية مشاركة لبنان فيها، من خلال شركات مقاولات لبنانية مشهود لها في الداخل والمنطقة العربية عموما.
تربط جهات سياسية إمكان مشاركة مقاولين لبنانيين باعادة اعمار سوريا، اولاً بنجاح السلطة اللبنانية في صياغة علاقات جيدة مع الادارة السورية الجديدة، والانفتاح عليها، بمعزل عن رفض او اعتراض اي جهات سياسية او حزبية، مثل حزب الله لهذه السياسية، تحت اي ذريعة كانت، وثانيا يتعلق بالمسار الداخلي اللبناني ومدى قدرة السلطة على التجاوب مع مطالب المجتمع الدولي، وتحديدا الولايات المتحدة الاميركية، لتحقيق التقدم المطلوب منها، في استكمال مطلب نزع سلاح حزب الله وبسط سلطة الدولة على كل الاراضي اللبنانية.
ليس هذا فحسب، اذ ان عملية اعادة عمار سوريا، لا تتوقف على صياغة علاقات جيدة مع لبنان ودول اخرى، وانما لها ارتباط وثيق بالدول والصناديق التي تقدم الاموال والمساعدات المطلوبة لتمويل هذه العملية، والشروط المرفقة والتسهيلات الممنوحة لها، ويبدو ان الشركات الاميركية هي الطامحة لتولي اعادة اعمار سوريا، ومن بعدها الشركات العربية،التي تحظى بالأولوية، لاسيما اذا تم تمويل المشاريع المطروحة، من الهبات والقروض الميسرة من دولها، وبعدها الشركات التركية، نظرا للعلاقات الجيدة بين تركيا والادارة السورية الجديدة، وقد تكون حظوظ المقاولين اللبنانيين متواضعة او محدودة، او من خلال الشركات الاميركية والعربية.
معروف الداعوق -اللواء
انضم إلى قناتنا الإخبارية على واتساب
تابع آخر الأخبار والمستجدات العاجلة مباشرة عبر قناتنا الإخبارية على واتساب. كن أول من يعرف الأحداث المهمة.
انضم الآنشاركنا رأيك في التعليقات | |||
تابعونا على وسائل التواصل | |||
Youtube | Google News |
---|