شبّيحة المجلس
بمعزل عن الأهمية القصوى لإقرار الإعفاءات من بعض الضرائب والرسوم التي تستهدف المتضررين اللبنانيين من نتائج حربي "الإسناد" و"أولي البأس" وما تلاهما من تدمير وشلل تام للدورة الاقتصادية، لا يمكن تحت أي ذريعة استبدال التشريع بالتشبيح، والقانون بالتحريض، والصراخ بالحوار.
ويبدو أن بعض نواب حركة أمل، يعتبرون أن مجلس النواب مجلسهم ومربط خيلهم ومصدر عنفوانهم وسبب استقوائهم على زملائهم والفرع المركزي للحركة، أما إدارة الجلسات فتمشي بحسب أعراف "الإستيذ" والتصويت بحسب إيقاع "الإستيذ" وفذلكات هات إيدك والحقني.
من مظاهر الاستقواء، يجيز الرئيس السابق لمجلس "الجيوب"، ق. ق، لنفسه الهجوم على الزميلة بوليت سيراكان ياغوبيان أو الإساءة إلى موقف أختنا سينتيا زرازير المبدئي بسبب اعتراضهما على طريقة التصديق على اقتراح القانون المعجل المكرر، أي البند الرقم 70 واعتباره تزويراً. فيما وجد آخرون التصديق، كما حصل، أشبه بتهريبة. ويجوز الوجهان.
وجاء رد ق. ق لينم عن ضحالة عديم الحجة: "في ناس حريصة على مصالح ومشاعر إسرائيل أكتر من الإسرائيلي نفسه" كأنما هو ومن يحالفه من أصحاب الخطاب التخويني الخشبي حرصاء أكثر من سواهم، على مصلحة لبنان وقد غامروا بحياة أكثر من مليون لبناني، وليس ق.ق سوى واحد من شبّيحة المجلس المزايدين الجلفاء، ويأتيك آخر، بعد تصديق غير قابل للتصديق ليعترف ضمناً أن التصويت والتهريب واحد، بقوله:"ما بيأثر إذا هرّبنا (اقتراح القانون المعجل المكرر موضع السجال) كرمال الشهدا وأهل الجنوب" يهربوك بكميون بطيخ وشمام وكوسا.
وليس حسن فضل الله وأفضاله المستكبرون سوى حفنة نوّاب يعتبرون أنفسهم مفضلين على البلد بفضل ترسانة سلاح إيراني تسببت بدل التحرير باحتلال ووصاية.
صُدّق . صُدّق. صُدّق.
لا أحد يعدّ الموافقين على قانون والمعترضين على آخر. يحمل موظف منتدب لمهمة جليلة، لائحة بأسماء النواب الحاضرين ويتلوها بسرعة قياسية لا تتلاءم وسنّه، كأنه يتمتم بصلاة أخيرة في حضرة إله البرلمان قبل أن يلفظ أنفاسه. لمَ العجلة؟ العجلة من الشيطان وإخوانه.
لم يعقد مجلس النواب جلسة واحدة لمناقشة هذه الحرب المكلفة بشرياً وعمرانياً للإستئناس برأي حكومة ميقاتي ونوّاب الجهاد وذلك قبل أن يفرّوا إلى جهات مجهولة.
لم يُسمع صوت ق.ق تحت قبة البرلمان يقول ما يقوله الحركيون همساً "شو كان بدّو الحزب يفوتنا بهالحرب؟".
لا، ليس بالتشبيح وفائض القوة والمزايدة الوطنية والشعبية، يُطوّع النوّاب المتمسكون بأصول الممارسة الديمقراطية. صحيح أن من هُدم منزله يعجز عن دفع أي فاتورة كما قال ياسين جابر والصحيح أيضاً أن بثمن صاروخ فرط صوتي يمكن سداد آلاف الفواتير.
عماد موسى -نداء الوطن
انضم إلى قناتنا الإخبارية على واتساب
تابع آخر الأخبار والمستجدات العاجلة مباشرة عبر قناتنا الإخبارية على واتساب. كن أول من يعرف الأحداث المهمة.
انضم الآنشاركنا رأيك في التعليقات | |||
تابعونا على وسائل التواصل | |||
Youtube | Google News |
---|