فيديو أثار ضجة على أوتوستراد ضبية... هذا ما كشفته تحقيقات قوى الأمن
"الوجبات السريعة" وسيلة "عملية" لإسكات الجوع وسوقها يشكل 40 بالمئة من حجم المطاعم!
يتوسع سوق الوجبات السريعة في لبنان عاما بعد عام لأسباب متعددة، منها ما له علاقة بالأزمة المالية وتراجع القدرة الشرائية لمعظم اللبنانيين، إذ أن أسعارها تُناسب جميع الميزانيات(سعر الوجبة بين 5 و12 دولار للشخص الواحد، بحسب نقابة أصحاب المطاعم والمقاهي والباتيسري في لبنان)، ومنها ما له علاقة بحملات الترويج لأصناف معينة، أصبحت "تراند"على وسائل التواصل الإجتماعي ولاسيما "التيكتوك". ومن الأسباب أيضا أن الشباب والأطفال يفضلون إرتياد هذه فئة من المطاعم مقارنة بالمطاعم التقليدية، ولأن طلب هذه الوجبات "عملي" ومُتاح في أي وقت، ويُمكن للموظفين في المكاتب الحصول عليها في مقار أعمالهم، أو إيصالها إلى المنازل حين لا ترغب ربات البيوت بالطهي، أو حين يرفض أحد الأبناء تناول صنف طعام لبناني حضّرته والدته، فتأتيهم هذه الوجبات سريعا ساخنة وطازجة. لكل هذه الأسباب بلغ حجم سوق هذه المطاعم 40 بالمئة من حجم المطاعم في لبنان، وبات العديد منها علامة تجارية تفتتح فروعا لها داخل لبنان وخارجه.
الشورما والبرغر اللبناني والفلافل ... ترند
يلفت أحد المختصين بمواقع التواصل الإجتماعي "ليبانون ديبايت"، إلى أن "فيديوهات تحضير وجبتي "الشورما" و"lebanise berger " و"الفلافل" هي الأكثر تداولا على "التيكتوك"، ومن هنا يمكن فهم سبب الإقبال على هذه الأصناف على أرض الواقع. وهذا الترويج ينتقل أيضا إلى فايسبوك وأنستغرام ولكن بدرجة أقل"، جازما بأن "كل وسائل التواصل الاجتماعي باتت وسيلة سهلة للدعاية، يستعملها كل أصحاب مطاعم "السناك" الكبيرة والصغيرة في المدن أو الأحياء أو في القرى النائية".
من جهتها تُخبر كارول -أ أن "إبنتها التي لا يزيد عمرها عن 15 عاما، تعرف أكثر من 10 أسماء لمطاعم تُقدم الوجبات السريعة بسبب "التيكتوك"، وأن أولادها الثلاثة يفضلون إرتيادها في أيام العطل على المطاعم التقليدية، وأنها توافق على رغبتهم لأن كلفة المشوار (5 أشخاص) لا تتجاوز 60 دولار، في حين أن كلفة الغداء في المطعم العادي يتجاوز أحيانا 200 دولار".
الساندويش..حل عملي للجوع
بالنسبة للموظفين هذه الوجبات هي وسيلة ممتازة لإسكات الجوع في أيام العمل الطويلة، وهذا هو حال كل من بيا ماريا ودايزي وزياد الذين يدرسون ويعملون في الوقت نفسه. تقول دايزي لـ"ليبانون ديبايت":"جلب الطعام من المنزل كل يوم أمر غير عملي بالنسبة لي، لأني أذهب إلى الجامعة صباحا ثم أنتقل إلى العمل، لذلك طلب هذه الوجبات هو أفضل حل لأنه لا يمكن التنقل بوجبتي من مكان إلى آخر، وحين لا يكون لدي دوام في الجامعة، أجلب طعامي من البيت إذا قامت والدتي بتحضيره لي".
بالنسبة لزياد "حمل الطعام من المنزل يسبب له الإرباك، لذلك يُفضل تناول وجبة ساخنة وطازجة وسريعة، يطلبها بشكل يومي من أحد مطاعم "الوجبات السريعة"، حين يصل إلى العمل وخصص لذلك قسم من راتبه"، أما بالنسبة لماريا بيا "فطلب هذه الوجبات خلال العمل غالبا ما يكون مرتين في الأسبوع، إما لأن دوامها في الجامعة لا يسمح لها بالتنقل مع وجبتها أو لأن والدتها لم تطبخ، ولذلك تخصص ربع راتبها ثمنا للوجبات السريعة".
تؤكد خديجة-ع (موظفة) لـ"ليبانون ديبايت"، أنها "من محبي الوجبات السريعة وتُفضلها على العديد من الأكلات اللبنانية رغم أنها تتسبب لها بزيادة الوزن، لكنها لا تتوانى عن طلبها حين تطبخ والدتها المجدرة أو يخنة السبانخ مثلا"، مشيرة إلى أن من "إيجابيات هذا النوع من المطاعم هو إمكانية الطلب حتى الثانية عشر ليلا وهذا أمر عملي".
أصحاب المطاعم ..منافسة وعروضات
على ضفة أصحاب مطاعم، يشرح مدير أحد مطاعم الوجبات السريعة لـ"ليبانون ديبايت"، أن "زبائنهم متنوعين، فالعائلات تزورهم في آخر الاسبوع ولا سيما أيام الجمعة والسبت والاحد في فصل الشتاء. وفي فصل الصيف ذروة العمل تكون بين الخميس والسبت، أما باقي أيام الأسبوع فحركة البيع خفيفة بسبب تواضع القدرة الشرائية لمعظم زبائن المطعم(موظفين)، الذين يحاولون توفير أموالهم بعد أن يكونوا قد إرتادوا المطعم مع أفراد عائلاتهم في أيام العطل".
يضيف:"زبائننا من كل الفئات العمرية ونحاول إرضاع جميع الاذواق، مثلا السجق والكفتة والطاووق لها شعبية عند كبار السن،أما الشباب فيطلبون البرغر والشاورما وفاهيتا، والاطفال يحبون وجبة الدجاج المتبل مع البطاطا المقلية والصلصة الخاصة بها"، لافتا إلى أن "طلبات الديلفري إلى المنازل تشكل 45 بالمئة من نسبة مبيعاتهم وتطلبها ربات المنازل وأحيانا بشكل يومي. وفي الحرب تراجعت حركة البيع وحاليا تتحسن الامور تدريجيا"، ويتوقع أن "تزيد المبيعات خلال الصيف القادم لأن أصحاب هذه المطاعم، حريصون على أن تكون مواقعها على الطرقات الرئيسية المؤدية إلى المسابح وأماكن الاصطياف، وبذلك تشكل محطة إستراحة لرواد هذه الأماكن ولا سيما الشباب منهم".
لا ينفي مدير المطعم وجود منافسة بين مطاعم الوجبات السريعة، ويقول:"نتابع غيرنا من المطاعم لمعرفة الثغرات التي نعاني منها ومعالجتها، سواء أكانت فروقات الاسعار أو متعلقة بالفئة العمرية التي ترداد المطعم المنافس لنا، ولذلك نقوم بعروضات لجذب الزبائن خصوصا في فصل الصيف مع الحفاظ على جودة الطعام"، موضحا أن "عدد زبائنهم من الموظفين كبير، لأن أسعار الوجبات مقبولة و تتراوح بين 7 و10 دولار للشخص الواحد، وسعر الوجبة العائلية ل4 أشخاص 30 دولار تقريبا، في حين أسعار بعض مطاعم الوجبات السريعة يتراوح بين 15 و22 دولار، أما في المطاعم في المناطق الشعبية فسعر سندويش الشاورما 5 دولار، و200 ألف لسندويش الفلافل و100 الف ليرة لمنقوشة الزعتر و250 الف ليرة لمنقوشة الجبنة".
الرامي: سوق الوجبات السريعة ينمو بشكل جيد وله مردود إيجابي على الاقتصاد
يشرح نقيب أصحاب المطاعم والمقاهي والملاهي والباتيسري طوني الرامي ل"ليبانون ديبايت" أنه "بعد أزمة ال2019 ومع تدني القدرة الشرائية في لبنان خصوصا عند الطبقة الوسطى، توجهت هذه الفئة نحو إرتياد مطاعم "السناك" والوجبات السريعة ولا تزال"، لافتا إلى "أنهم كأصحاب مطاعم يعتبرون هذه الطبقة دينامو ومحرك الاقتصاد لأنها تشغّل سوقنا بشكل يومي، في حين أن الطبقة الغنية تزور المطاعم التقليدية بشكل أسبوعي أو مرتين في الأسبوع على الأكثر".
يضيف:" نتيجة لهذه التغيرات في المستوى المعيشي، ظهرت في لبنان بعد 2019 فئة مطاعم أعلى من السناك وأقل من مطعم تقليدي وتسمىquick service restaurant(QSR) ، وتتميز بتقديم وجبة طعام بجودة ونوعية عالية وكمية جيدة وبأسعار مدروسة"، لافتا إلى أن "هناك مطاعم لبنانية تنتمي إلى هذه الفئة توسع نشاطها في الخارج (كندا وفرنسا والولايات المتحدة وأوروبا والدول العربية)، وتحولت إلى علامات تجارية لها قيمة مضافة على سوق المطاعم اللبنانية ونالت شعبية كبيرة، لأن القدرة الشرائية لمعظم اللبنانيين هي بين متوسطة وضعيفة، والوجبات التي تقدمها هذه المطاعم تناسب جميع المداخيل".
يجزم الرامي بأن "هذا السوق ينمو بشكل جيد وله مردود إيجابي على الاقتصاد وعلى قطاع المطاعم، وحين يسترجع اللبنانيون قدرتهم الشرائية تعود مكانة المطاعم التقليدية إلى ما كانت عليه، ولكن حاليا مطاعم الوجبات السريعة أخذت من حصتها في السوق والتي تقدر حجمها ب40 بالمئة"، لافتا إلى أن" أسعار الوجبات فيها بين 5 و 12 دولار مع كامل المواصفات المطلوبة، لجهة جودة المنتج وتطبيق المعايير العالمية لسلامة الغذاء. والشباب والأطفال يفضلون هذه النوعية من المأكولات للأسف أكثر من الطبخ اللبناني التقليدي".
ويختم:"نحن فخورون بالعلامات التجارية الخاصة بالوجبات السريعة التي تنتشر من لبنان إلى الخارج، وأتمنى أن يكون سوق المطاعم مكتمل لأن التعدد والتنوع في السوق المطعمي أمر إيجابي".
باسمة عطوي - ليبانون ديبايت
انضم إلى قناتنا الإخبارية على واتساب
تابع آخر الأخبار والمستجدات العاجلة مباشرة عبر قناتنا الإخبارية على واتساب. كن أول من يعرف الأحداث المهمة.
انضم الآنشاركنا رأيك في التعليقات | |||
تابعونا على وسائل التواصل | |||
Youtube | Google News |
---|