هل يؤثر العدوان الذي أصاب الجامعة اللبنانية على استمرارية التعليم؟
بطء الانترنت في لبنان سببه جشع الموزعين والبنية التحتية
لا شك أن الانترنت هو صلة الوصل الأكثر إعتماداً داخلياً وخارجياً في لبنان وفي سائر أنحاء العالم. هذه الخدمة لم تعد من الكماليات بل من أساسيات الحياة الاجتماعية والسياسية والاقتصادية، وبات علينا اللحاق بالحداثة في كل المجالات، واعتبر أحد النواب في وقت سابق أن "E government" لا يجب أن تكون حلماً بل يجب أن تصبح قائمة كذلك "E parliament"، وكخطوة أولية بسيطة باتت هناك تطبيقات تمّكن المواطن من متابعة العمل التشريعي للنواب. أما على الصعيد الاجتماعي فقد أثر الانترنت ومواقع التواصل بصورة كبيرة على الفرد حتى أن المحتوى فيه تبدل، وهناك من يتهمه بالسخافة وحرق الوقت وكأننا أصبحنا نعيش بين زمنين: زمن التقدير الفعلي على المجهود وزمن التقدير المجازي نسبة الى الأرقام، إلا أنه وبصورة مؤكدة بحسب علماء النفس يمكن الانتباه الى أن المشكلة لا تكمن في المحتوى بل في تبدل المعايير وإستسهال الشهرة وexposure على حساب صحة المعلومة أو بذل الجهود. إذا غابت خدمة الانترنت غاب مصدر عيش من باتت مواقع التواصل شغله الشاغل، كما يغيب معها تواصل الأفراد داخلياً وخارجياً، وهنا نتذكر انتفاضة تشرين التي أشعلها رفع بدل خدمة "الواتساب" ما أثار شرارة الغضب من الوضع العام. كما تبين بعد أزمة كورونا أهمية الانترنت في حياتنا كبشر، فاختبرنا ذلك عبر العمل عن بعد والدراسة عن بعد وعقد الاجتماعات الدولية عن بعد، لذلك فان ضعف جودة الخدمة يؤثر على حياة الجميع.
واذا بحثنا في محرك غوغل عن الانترنت في لبنان تطالعنا عناوين تتمحور حول تردي الخدمة وكونها الأسوأ عالمياً، كما أنه منذ بداية العام ٢٠٢٢ لاحظ المواطن بطئاً في هذه الخدمة.
وفي حديث لموقع "لبنان الكبير" مع المدير العام لـ "أوجيرو" عماد كريدية أكد أن "المقارنة لا تجوز وهكذا عناوين تصنيفية ليست مناسبة ولا عادلة، فلا تجوز مقارنة لبنان بفرنسا أو الامارات إذ أن البنية التحتية ومدى الاستثمار فيها مختلف ولا تقارب بين البلدين من هذه الناحية"، مشدداً على أن "التجهيزات الفنية في سنترالات شركة أوجيرو من الأحدث وتوازي تجهيزات الخارج إلا أن الفارق هو قدم البنية التحتية في لبنان. فبين لبنان وسوريا تتقدم خدمة الانترنت لدينا عن سوريا إذ أن الأخيرة شهدت حرب ١٠ سنوات دمرت البنية التحتية فيها فتكون الخدمة هنا أفضل. إنما الأمر عكس ذلك إذا قمنا بالمقارنة مع الامارات التي تستثمر وتحدث في البنية التحتية وتستثمر في قطاع الاتصالات والتجهيزات ونحن توقف الزمن عندنا في العام ٢٠١٩".
وعن أسباب بطء الانترنت المشهود، أشار كريدية الى أن "الانترنت في لبنان موجود وذو جودة إنما قد تصل الخدمة الى المواطن بجودة مختلفة نظراً الى عوامل عدة فهناك الأرضي والـ wireless"، موضحاً أن "شبكة الانترنت المعتمدة في لبنان منذ العام ٢٠٠٠ هي شبكة نحاسية كانت معدة في أواخر التسعينيات لإيصال الاتصالات الى البيوت وعند ولوج signal الانترنت في النحاس قد تبطئ الخدمة كلما ابتعدت المسافة عن السنترال، فكلما كانت أقرب من ٤ كيلومترات وصلت الخدمة بجودة أفضل وأسرع".
أضاف: "خلال هذه السنوات تم إنشاء غرف تأدية أي سنترالات صغيرة لتقريب المسافات والحصول على خدمة أسرع وبعدها بدأت أعمال إمدادات شبكة optical fiber وهي أفضل بنية تحتية للانترنت، فهناك مناطق في بيروت ومبان بنيتها التحتية مجهزة ومجددة بالـ fiber optic تصل سرعة الانترنت فيها الى 800mbps في الثانية ما يوازي سرعة انترنت دبي، أما في مناطق أخرى في بيروت فقد يصل الانترنت فيها بسرعة 7 – 8 Mbps في الثانية".
ولفت الى أن "المشكلة وراء بطء الخدمة هو المصدر في ظل وجود التوزيع غير الشرعي، فهناك ٨ شركات مرخصة أوجيرو و٧ أخرى مأذون لها بمرسوم من الحكومة بالتوزيع، إلا أن موزعين غير شرعيين يقومون بالتحميل على خط capacity يشترك فيه من أوجيرو أكثر من ٣٠ وصولاً الى٦٠ مستخدماً على الرغم من أن خطاً مماثلاً تقوم أوجيرو بوضع ٨ مستخدمين عليه كحد أقصى، ولو أنه يمكنها تزويد التحميل إلى الضعف لكن حفاظاً منها على النوعية لا تقوم بذلك".
وحمّل كريدية جشع الموزعين مسؤولية بطء الانترنت الذي يتحمله المشترك اضافة الى سبب جوهري وهو أن البنية التحتية لم يستثمر فيها جدياً وتقام عليها صيانات متعددة، "فإذا قام أحد عمال الحفريات بقطع سلك النحاس وفي ظل الوضع المالي الراهن تقوم الشركة بإصلاحه عبر التلحيم بدلاً من تغييره ما يؤثر حكماً على نوعية الخدمة التي تصل الى البيوت".
وجدد التأكيد أن "خدمات أوجيرو من الأفضل وإن وردت عنها بعض الشكاوى"، مشيراً الى أن "لبنان شهد في الأشهر الأخيرة زيادة في التعريفات التي تقبلها المواطن لعدم إستغنائه عن هذه الخدمة وحاجته اليها، إلا أن هناك مناطق تشهد تقنيناً في الانترنت يترافق مع تقنين المولدات كون الموزع واحد وعدم قيام الأخير بالتجهيزات اللازمة، كما هي حال مناطق عدة في ساحل المتن، إذ لا يمكن للمستخدمين الولوج الى الخدمة حتى لو قاموا بوضع ups مخصص للـ router كما فعلت غالبية سكان لبنان لعدم تزويد مصدر التوزيع بالكهرباء من خلال مولدات خاصة أو بطاريات".
انضم إلى قناتنا الإخبارية على واتساب
تابع آخر الأخبار والمستجدات العاجلة مباشرة عبر قناتنا الإخبارية على واتساب. كن أول من يعرف الأحداث المهمة.
انضم الآنشاركنا رأيك في التعليقات | |||
تابعونا على وسائل التواصل | |||
Youtube | Google News |
---|