الصحافة

زحلة توقظ الصراع على الزعامة المسيحيّة

Please Try Again
انضم الى اخبار القناة الثالثة والعشرون عبر خدمة واتساب...
اضغط هنا

لا تشبه نتائج انتخابات زحلة اي منطقة أخرى، فحزب "القوات اللبنانية" خاض المعركة وحيدا بمواجهة تحالف سياسي وحزبي كبير، مما حمل رسائل ومؤشرات عديدة. فليس أمرا عابرا ان تربح "القوات" معركة مدينة توصف بانها "مدينة السلام ومربى الأسود"، وتضم خليطا سياسيا متنوعا من الزعامات والقوى السياسية.

بتقدير مصادر مسيحية، يعتبر انتصار "القوات" بلديا نقطة تحول في المزاج المسيحي لا يمكن تخفيف وقعه وتأثيره في الاحزاب المسيحية، فقد كرست زعامتها المسيحية في الشارع المسيحي، وانها الرقم الصعب الذي لا يمكن تجاوزه، مما يؤشر الى ملامح تبدل في المزاج المسيحي.

ما فعلته "القوات" زحليا يشبه التسونامي العوني، بحسب المصادر، عندما تحرك الشارع المسيحي مع العماد ميشال عون في الحالة العونية الشهيرة. وتصويت زحلة البلدي كما تقول المصادر "تفويض مسيحي جديد لمعراب".

وتقول مصادر "قواتية" ان انتخابات زحلة حملت اكثر من عنوان، فـ "القوات" استطاعت ان تكسر محاولة عزلها واظهار ضعفها التمثيلي واستهدافها، بعدما تكتلت القوى السياسية في خندق واحد ضدها.

وتقول المصادر المسيحية ان الامر قد يحتاج الى المزيد من البحث في تشريح النتائج لتبيان كيفية التصويت في زحلة، الا ان تكتل الاخصام التقليديين خلق حالة تعاطف شعبي حول "القوات"، فضلا عن العامل التاريخي للمدينة التي صمدت أشهر في حصار الجيش السوري عام ١٩٨١، وقد أحسنت "القوات" اللعب على هذا العنوان.

تقنيا، عوامل مختلفة أهدت الفوز لـ "القوات"، بحسب المصادر، فمن الثابت ان الخصومة المشتركة بين "التيار الوطني الحر" و"الكتلة الشعبية" مع رئيس البلدية السابق أسعد زغيب، أدّت دورا هاما في ترجيح الكفة للائحة سليم غزالة الفائزة، وثبت في اقلام الاقتراع عدم وجود توجيه مباشر للتصويت للائحة زغيب، كما ان ترك التيار الحرية لناخبيه اهدى "القوات" أصوات غير الملتزمين للائحة "قلب زحلة بالقلب".

وتؤكد المصادر المسيحية ان انتخابات زحلة محطة في مسار سياسي جديد، سبق ان مر به "التيار الوطني الحر"، والنتائج التي حققتها "القوات" في عدد من بلديات جبل لبنان والبقاع والشمال، ستضعها في تنافس ومواجهة مع التيار، والتسابق سينطلق قريبا في الأقضية المسيحية بين "القوات" والتيار على الاتحادات، ومن بعدها في الانتخابات النيابية، والتنافس الأكبر على زعامة الشارع المسيحي.

لكن انتصار "القوات" لا يعني تحجيم التيار، كما تؤكد مصادر مسيحية وسطية، فالتيار حقق نقلة نوعية وخرج من ازماته السياسية الحادة، مقابل تحالفات هجينة بلديا لـ "القوات، وتؤكد النتائج البلدية والاختيارية في عدد من المناطق، استمرار حضور التيار ووهجه السياسي على الرغم من كل العثرات.

مع اسدال الستارة على المشهد البلدي التي ستتوج بفرز الاتحادات المسيحية بين "القوات" والتيار والاحزاب الحليفة للطرفين، تتجه الانظار الى الاستحقاق النيابي عام ٢٠٢٦ الذي سيكون ساحة منازلة على الزعامة المسيحية. فـ "القوات" تسعى لتكريس قوتها في الشارع المسيحي وتحجيم "التيار الوطني الحر"، لتفرض نفسها اللاعب الأساسي على الساحة المسيحية بعد الانتخابات البلدية، فيما سيعمل التيار الخارج من أزمات داخلية، وتتعلق بتحالفاته التي انهارت مع حلفاء المرحلة الماضية، لاستعادة قوته وحضوره، وقد وضع نصب عينيه خيار المعارضة لترميم شعبيته وشد العصب الجماهيري، لتأدية دور المهمش او المستهدف مسيحيا.

انضم إلى قناتنا الإخبارية على واتساب

تابع آخر الأخبار والمستجدات العاجلة مباشرة عبر قناتنا الإخبارية على واتساب. كن أول من يعرف الأحداث المهمة.

انضم الآن
شاركنا رأيك في التعليقات
تابعونا على وسائل التواصل
Twitter Youtube WhatsApp Google News
انضم الى اخبار القناة الثالثة والعشرون عبر قناة اليوتيوب ...
اضغط هنا