عربي ودولي

يستمتع بالقراءة والكتابة والموسيقى والسينما والمسرح... وبأعمال العنف؟؟؟

Please Try Again
انضم الى اخبار القناة الثالثة والعشرون عبر خدمة واتساب...
اضغط هنا

في العادة، يتمحور التركيز على أن محاربة الجهل، والخوف، وتعزيز التعليم، والحريات، وكل أساليب التعبير عن الأفكار والذات، وتسهيل سُبُل ممارسة الهوايات... هي من أبرز الأسلحة الفعالة في محاربة الإرهاب، سواء ذاك الذي يسيطر على العقول والنفوس، أو على السلوكيات.

تاريخ نضالي

ولكن إذا راجعنا بعض النبذات عن حياة بعض المجرمين، أو أولئك الذين تورّطوا في أعمال إطلاق النار (بغضّ النّظر عن نتائجها)، فإننا نجد أن نسبة لا بأس بها منهم، يتمتعون بمستوى تعليمي وثقافي وحتى اجتماعي... مُثير للاهتمام.

ومن آخر الأمثلة على ما سبق وذكرناه، ما نُشِرَ من نبذة عن إلياس رودريجيز، وهو مُطلِق النار قرب المتحف اليهودي في واشنطن أمس. فرودريجيز الذي تسبّب بمقتل شخصَيْن خلال ثوانٍ قليلة، هو صاحب تاريخ من النضال للتخلّص من العنف ضد الأشخاص السود، إذ انخرط خلال فترة من حياته ضمن حركة ناشطة في الدفاع عن حقوق المجتمع الأميركي من أصول أفريقية.

يدافع... بالقتل؟؟؟

كما أنه صاحب تاريخ من النضال ضد العنصرية الممنهجة، وضد عدم المساواة الاقتصادية، وهو حاصل على بكالوريوس في اللغة الإنكليزية، ومتخصص وباحث في التاريخ، وكان يعمل على وضع مخططات بحثية مفصّلة، وسِيَر ذاتية لقادة بارزين في المجتمع الأميركي - الأفريقي. كما عمل كاتب محتوى لدى شركات في مجال التكنولوجيا، على المستويَيْن الوطني والإقليمي.

وبحسب سيرته الذاتية أيضاً، فهو يستمتع بقراءة وكتابة الروايات، وبالموسيقى، وبالأفلام، وباستكشاف أماكن جديدة. وهو ما يعني أن الحاضنة الشخصية والاجتماعية الظاهِرَة لديه، بعيدة كل البُعد من تنمية بذور التطرف والإرهاب. فكيف يمكن لشخص يتمتّع بكل تلك المقومات والمهارات أن يُمسِك بسلاح، ويطلق النار؟

وحتى إذا أخذنا في الاعتبار أن مشاهد الحرب في غزة دفعته الى الشعور بألم شديد، إلا أنه كيف يمكن لشخص يتمتّع بمقومات مماثِلَة، أن يعتقد أن بإمكانه الدفاع عن منطقة أو شعب، بأعمال عنف وقتل من جانبه هو أيضاً؟

التربية الصحيحة

شرحت المحلّلة النّفسية إيفي كرم أن "تركيب شخصية الإنسان الداخلية ليست مرتبطة بكل ما يظهر من أمور خارجية فقط، على المستوى التعليمي والهوايات وغيرها. فعلى سبيل المثال، يمكن للتربية أن توجّه المراهق الذي يعاني من إفراط في الحركة أو من أفكار غريبة، الى تعلّم الموسيقى أو ممارسة الرياضة مثلاً، حتى يتمكن من الخروج من نزعة وغريزة الموت  (Pulsion de mort) وتجسيدها بطريق صحيح يساعده على أن يصبح أكثر استقراراً. ولكن إذا كانت لديه شخصية ذُهانية (psychotique) تجعله أكثر تقبُّلاً للإجرام، ولعدم الندم على أي نوع من الأخطاء التي يرتكبها، فلا يمكن توجيهه الى أمور خارجية فقط، لأنه يكون بحاجة في تلك الحالة الى علاج نفسي، وربما الى أدوية في بعض الحالات".

وأوضحت في حديث لوكالة "أخبار اليوم" أن "لهذا السبب، تُرتكب جرائم متعددة الأشكال أحياناً، بسبب غياب المراقبة الجيدة للطفل منذ صغره، وغياب التربية الصحيحة، والتوجيه السليم. وهنا لا بدّ من الإشارة أيضاً، الى وجوب التنبّه لإدخال تعديلات على التربية بين حين وآخر، أو التوجّه نحو علاجات نفسية أعمق ربما، بحسب الظروف والحالات".

معالجة الصدمات

وأشارت كرم الى أن "مُطلقي النار هم أشخاص يتحلّون بنسبة معينة من تقبُّل تلك الأعمال ونتائجها، خصوصاً إذا كانوا يعيشون في بيئة تشجع على أعمال القتل والثأر والانتقام، وذلك رغم التحصيل العلمي والثقافي. فالبيئة التي يتربى فيها الإنسان، قد تغذّي هي أيضاً نزعة الموت لديه، حتى ولو كان متعلّماً وصاحب هوايات تعزّز نزعة وغريزة الحياة (pulsion de vie) لديه. ويزداد الوضع سوءاً إذا كانت لديه شخصية ذُهانية (psychotique) معينة، فيسقط بسهولة في الغسل الفكري والإيديولوجي والديني العنيف، الذي قد يدفعه الى مزيد من العنف أيضاً".

وختمت:"لذلك، ننطلق دائماً من نوعية التربية التي يتلقاها الإنسان في الصِّغَر، ومن البيئة التي يتربى فيها، إذا كانت سليمة أم لا، وليس من العوامل الخارجية فقط، لتحديد شخصيته. مع الإشارة أيضاً، الى ضرورة معالجة الصدمات التي قد يتعرض لها الإنسان في سنّ مبكرة، وعدم الاستخفاف بها والقول إنه سيتغيّر عندما يكبر. فمن دون علاج، ستكبر الصدمة أو الصدمات معه، وقد تتسبّب له بمشاكل كثيرة في حياته".

أنطون الفتى - أخبار اليوم

 

انضم إلى قناتنا الإخبارية على واتساب

تابع آخر الأخبار والمستجدات العاجلة مباشرة عبر قناتنا الإخبارية على واتساب. كن أول من يعرف الأحداث المهمة.

انضم الآن
شاركنا رأيك في التعليقات
تابعونا على وسائل التواصل
Twitter Youtube WhatsApp Google News
انضم الى اخبار القناة الثالثة والعشرون عبر قناة اليوتيوب ...
اضغط هنا