أميركا تريد الاستقرار في لبنان حتى لو ماطل الحزب وناورت إيران!
توغّل إسرائيلي في ميس الجبل وهذا ما فعله الجيش
عشية دخول اتفاق وقف إطلاق النار شهره السابع، يصرّ الجيش الاسرائيلي على مواصلة خرقه للاتفاق براً وبحراً وجواً، وعمد ليل الاثنين إلى التوغل في بلدة ميس الجبل الحدودية لإقامة ساتر ترابي. فما الذي جرى في البلدة الحدودية؟
كان حسان ع. وزوجته وأولاده في منزلهم القريب من الحدود في بلدة ميس الجبل عندما سمعوا أصوات آليّات ليتبيّن أنها جرافات إسرائيلية اجتازت الحدود إلى كرم المراح القريب من موقع البغدادي الإسرائيلي.
لم تغادر العائلة منزلها وهي أصلاً من العائلات التي صمدت طويلاً في البلدة خلال العدوان الإسرائيلي. الجنود الاسرائيليون اقتربوا من المنزل مجهّزين بكامل عتادهم ويحملون مصابيح للإضاءة على كلّ ما في طريقهم بهدف الاستطلاع
وترويع الأهالي. ظلت العائلة في منزلها على الرغم من اتصالات الأقارب بها لحثّها على المغادرة، وبعد فترة قصيرة أخرجت الاطفال وبقي الوالد في منزله طيلة فترة الخرق الإسرائيلي الذي خلص إلى إقامة ساتر ترابي بطول 300 متر وبعمق 200 متر داخل الأراضي اللبنانية وكذلك حفر خندقاً بعمق مترين.
إلا أن الجيش اللبناني عاد وأزال الساتر الترابي وردم الخندق بعد ساعات على إقامته في خطوة لتأكيد مواجهة الاعتداءات تبعاً للظروف والمحظورات التي تمنع لبنان من الرد على الانتهاكات الإسرائيلية.
قبلان لـ"النهار": إقامة الساتر دليل خوف
لم يترك العدوان منزلاً محاذياً للحدود في ميس الجبل إلا دمّره، سواء خلال العدوان أو بعد بدء سريان اتفاق وقف إطلاق النار، وتفيد الإحصاءات أن الغالبية العظمى من التفجيرات وتدمير المنازل كانت بعد بدء سريان اتفاق وقف إطلاق النار أي بعد 27 تشرين الثاني/ نوفمبر الفائت، وفي السياق يؤكد عضو كتلة "التنمية والتحرير" النائب قبلان قبلان لـ"النهار" أن "أكثر من 80 في المئة من التدمير في ميس الجبل كانت بعد بدء سريان اتفاق وقف إطلاق النار وفي ظلّ غياب واضح سواء للجنة الإشراف على تنفيذ الاتفاق أو للحكومة ووزارة الخارجية". ويشير إلى أن في البلدة 3000 وحدة سكنية مدمرة تدميراً كاملاً فيما عادت عشرات العوائل للإقامة في البلدة على الرغم من استمرار الاعتداءات.
أما عن إقامة الساتر فيوضح "جيش الاحتلال على الرغم من تفوّقه الجوّي والتكنولوجي يعيش هاجس الخوف من انكشاف تحرّكاته فعمد إلى إقامة الساتر الترابي والخندق في ميس الجبل، والجيش اللبناني أزال ذلك الساتر وردم الخندق. لكن يبدو أن الاحتلال بعد تدميره الممنهج للبلدة لا يزال متوجساً، ما يعني أن كلّ ما أقدم عليه من اعتداءات لم يطمئن جنوده".
بيد أن قبلان يسأل عمّا تقوم به الحكومة وتحديداً وزارة الخارجية إزاء العدوان المتواصل، ويلفت "منذ سنوات طويلة اعتدنا أن تقدّم وزارة الخارجية شكوى لمجلس الأمن بعد كلّ خرق إسرائيلي، وكذلك يقدّم لبنان شكوى من خلال اللجنة الثلاثية التي كانت تلتئم في الناقورة وذلك لتوثيق الخرق وإن كنّا على يقين من أن مجلس الأمن لن يعمد لمحاسبة تل أبيب، ولكن بالحدّ الأدنى نحفظ حق لبنان وإن من خلال توثيق الاعتداءات وأيضاً لا مراجعة للجنة الإشراف على تنفيذ اتفاق وقف إطلاق النار، وللأسف هذا الأمر غائب ولا نرى أيّ تحرك للديبلوماسية التي وعدت بتحرير الأرض ليُترك الجنوبيون وحدهم لتدبّر أمورهم".
وكان رئيس بلدية ميس الجبل عبد المنعم شقير قد أكد لـ"النهار" أن الساتر الترابي والخندق أقامهما جيش الاحتلال داخل أراضي البلدة قبل أن يقوم الجيش بإزالتهما.
ويُذكر أن التوغل في البلدة هو الأول من نوعه منذ بدء سريان اتفاق وقف إطلاق النار.
عباس صباغ - "النهار"
انضم إلى قناتنا الإخبارية على واتساب
تابع آخر الأخبار والمستجدات العاجلة مباشرة عبر قناتنا الإخبارية على واتساب. كن أول من يعرف الأحداث المهمة.
انضم الآنشاركنا رأيك في التعليقات | |||
تابعونا على وسائل التواصل | |||
Youtube | Google News |
---|