عربي ودولي

مفتاح واحد لباب واحد سيمنح ترامب جائزة "نوبل" للسلام... ما هو؟

Please Try Again
انضم الى اخبار القناة الثالثة والعشرون عبر خدمة واتساب...
اضغط هنا

يُنتَظَر دائماً من أي اتفاق يمكن لإيران أن تبرمه مع الولايات المتحدة الأميركية أولاً، ومع كل باقي القوى الدولية ثانياً، أن يساهم في تبريد الأجواء وتحقيق تهدئة إقليمية على مستوى الشرق الأوسط عموماً، وتحديداً على مستوى لجم الحرب الإيرانية على إسرائيل، و"ترطيب" العلاقات الإيرانية مع الجوار العربي الخليجي، والأوسع.

نسخة 2025

ولكن ما يُنتَظَر من أي طاولة مفاوضات أميركية - إيرانية هذه المرة، يتجاوز منطقة الشرق الأوسط.

فالتوقيع على اتفاق أميركي - إيراني جديد، سيكون تطبيعاً أميركياً مع طهران، في عهد رئيس أميركي هو دونالد ترامب، لا يهتمّ بالأصدقاء والصداقات ولا بالحلفاء والتحالفات، وهو ما قد يفوّت فرصة تحقيق أهداف أخرى من أي اتفاق بين واشنطن وطهران، باتت ضرورية.

فالمطلوب من التطبيع الأميركي مع إيران بنسخة 2025، مختلف عمّا كان مطلوباً من اتفاق عام 2015. ففي تلك السنة، كان الشرق الأوسط متوجّساً من الطموحات النووية الإيرانية، ومن الصواريخ الباليستية الإيرانية، خصوصاً إسرائيل. وأما اليوم، فتبرز الحاجة لمعالجة هواجس أوروبية كثيرة، لا سيّما أن أوروبا أصبحت تعبّر بصوت مرتفع أكثر، عن أن البرنامج النووي الإيراني يشكل خطراً عليها (أوروبا)، وليس على إسرائيل وحدها.

تحارب أوروبا

وأمام هذا الواقع، يُنتَظَر من أي اتفاق أميركي - إيراني بنسخة 2025، أن يتجاوز بمفعوله الشرق الأوسط، وأن يوفّر الحاضنة اللازمة لتحسين العلاقات الأوروبية - الروسية، وذلك من خلال مساهمته بإبعاد روسيا عن إيران، قدر المستطاع.

فموسكو اعتمدت على دعم طهران لتأمين استدامة معيّنة لحربها على أوكرانيا، بالمسيّرات والصواريخ الإيرانية، وبالالتفاف على العقوبات الأوروبية والغربية التي فُرِضَت بعد بدء الهجوم الروسي على كييف في شباط عام 2022، بألف شكل وطريقة. وأبرز ما يعنيه ذلك، هو أن النظام الإيراني نقل خلال السنوات الثلاث الأخيرة مفاعيل وتأثيرات سلاحه من الشرق الأوسط الى الأراضي الأوروبية، في أوكرانيا. وهذا ما ساعد على دهورة العلاقات الأوروبية - الروسية، وعلى إنشاء نوع من تحالف روسي - إيراني ضد المصالح الأوروبية، وإظهار أن طهران تحارب أوروبا خصوصاً، وليس الغرب عموماً فقط، على الأراضي الأوكرانية.

ماذا يفعل ترامب؟

في هذا الإطار، تؤكد أوساط خبيرة في الشؤون الخارجية أن الهجمات والتفجيرات التي نُفِّذَت على أراضي أوروبا بواسطة المسيّرات والصواريخ الإيرانية التي استعملتها القوات الروسية، ليست مجرّد مساعدة إيرانية عسكرية لروسيا، بل سياسة مُتكامِلَة، عبّرت عنها طهران في وجه أوروبا أولاً، والولايات المتحدة الأميركية ثانياً، و"حلف شمال الأطلسي" ثالثاً، والأمم المتحدة رابعاً.

وتشدد تلك الأوساط على أن روسيا اصطفّت مع إيران في تلك المواجهة كثيراً، فتضاعف التدهور في علاقاتها مع أوروبا، وهو ما يُنتَظَر أن يتغيّر جذرياً من خلال اتفاق يتوجب على واشنطن أن تعمل عليه مع طهران الآن.

ولكن بموازاة هذا الواقع، ماذا يفعل الرئيس الأميركي دونالد ترامب وإدارته؟

اللحظة الحالية

في الحقيقة، تعلّق الإدارة الأميركية تسليم بعض الأسلحة الى أوكرانيا، بحجة أن ذلك يساهم بإنهاء الحرب، بينما تحذّر كييف من أن تأخير أو إرجاء تسليم الأسلحة من قِبَل واشنطن يشجّع روسيا على مواصلة هجماتها.

وبمعزل عمّا إذا كانت تلك الخطوة مرحلية أو سياسية، وبغضّ النظر عن استدعاء كييف القائم بالأعمال الأميركي، وعن احتمالات وتقلّبات تراجع أو ارتفاع مستوى التعاون بين واشنطن وكييف بين حين وآخر، يبقى أن الرئيس الأميركي الذي يُنتَظَر منه أن يقوم بمفاوضات مصيرية مع إيران الآن هو ترامب، أي الرجل الذي لا يهتمّ سوى باللحظة الحالية، أكثر من أي أبعاد ضرورية أخرى.

جائزة نوبل

فالحاجة تزداد الآن الى تحسين العلاقات الأوروبية - الروسية، لأن ذلك وحده سيكون كفيلاً بإنهاء الحرب الروسية على أوكرانيا، وبإحلال السلام بين كييف وموسكو. والطريق لتحقيق هذا الهدف يمرّ بإبعاد روسيا عن إيران، عبر مفاوضات أميركية - إيرانية تُعيد طهران الى الداخل الإيراني، وتجمع أسلحتها ليس فقط من الشرق الأوسط، بل من أيدي الروس أيضاً، وتوقف أي دعم عسكري إيراني لروسيا في حربها على أوكرانيا.

فمن هنا يبدأ السلام الأوكراني. ومن هنا سيُصبح ممكناً تحسين العلاقات الأوروبية - الروسية، الذي سينعكس بدوره على الولايات المتحدة الأميركية بالمنفعة والمصلحة والخير. ومن هنا فقط، سيستحق ترامب جائزة نوبل للسلام.

أنطون الفتى - وكالة "أخبار اليوم"

انضم إلى قناتنا الإخبارية على واتساب

تابع آخر الأخبار والمستجدات العاجلة مباشرة عبر قناتنا الإخبارية على واتساب. كن أول من يعرف الأحداث المهمة.

انضم الآن
شاركنا رأيك في التعليقات
تابعونا على وسائل التواصل
Twitter Youtube WhatsApp Google News
انضم الى اخبار القناة الثالثة والعشرون عبر قناة اليوتيوب ...
اضغط هنا