حزب الله يوافق على تسليم السلاح الثقيل مقابل ضمانات موثوقة من إسرائيل بعدم الاعتداء
فرصة تاريخية لخمسين سنة!
تمثّل المبادرة الأميركية والدولية تجاه لبنان فرصةً تاريخيةً لا تتكرّر، يمكن أن تمنح هذا البلد الجريح أملًا حقيقيًا بالاستقرار والازدهار لخمسة عقودٍ مقبلة. المبادرة المطروحة تقوم على مجموعةٍ من الخطوات المُتكاملة تبدأ بسحب السلاح من جنوب الليطاني، وتتدرّج إلى البقاع فالضاحية، في مقابل انسحابٍ إسرائيليّ مُتزامنٍ مع كل مرحلة، يترافق مع عودة الأسرى اللبنانيين وترسيم الخط الأزرق نهائيًا، بما يفتح الطريق أمام بدء إعمار الجنوب والبقاع، واستقطاب الاستثمارات، وبالتالي انطلاق انتعاش اقتصادي واعد.
ليس هذا فقط، بل إنّ الأمل الأكبر يكمن في أنّ هذه المبادرة قد تكون المفتاح لعودة آلاف اللبنانيين من المغتربين، الذين هاجروا هربًا من الفوضى والانهيار. فلبنان، إذا ما أُعيد إليه أمنه واستقراره، قد يستعيد أيضًا أبناءه، وطاقاته البشرية المُبدعة، ويستعيد ثقة العالم به كشريكٍ اقتصاديّ واستثماريّ.
السؤال الجوهري: هل من عاقلٍ يرفض هذا العرض؟ الجواب البديهي: بالتأكيد لا، إلّا إذا كان هذا الرافض قد انفصل كليًا عن الواقع، أو كان أسير مشروعٍ خاصٍّ يتناقضُ مع فكرة الدولة ومصلحة الناس. القبول بهذه المبادرة ليس خيانةً، بل خطوةً شجاعةً نحو المستقبل. هي ليست انتصارًا لأحدٍ على أحدٍ، بل انتصار لمفهوم الدولة، وعودة للمنطق، ومصالحة مع مصلحة لبنان العليا.
المعطيات تشيرُ إلى أنّ رئيس الحكومة ووزير الخارجية وقيادات أساسية في الدولة قد أعدّوا ورقتهم للردّ على ورقة باراك، والجميع في الداخل والخارج ينتظر هذا الردّ. إنّها لحظة مفصلية، لحظة تقرّر فيها الدولة اللبنانية ما إذا كانت تريد انتشال البلد من أزماته المتلاحقة، أو إبقاءه رهينة لصراعات المحاور.
العالم يمدّ يده للبنان، ويعرض عليه مشروع سلام مشروطًا بسيادته، وسلاحه الشرعي، ومصالح شعبه. الكرة الآن في الملعب اللبناني. وإذا ما أُحسن تلقّف هذه المبادرة، فإنّ لبنان قد يكون على موعدٍ مع بدايةٍ جديدةٍ، قد لا تنهي أوجاعه فورًا، لكنّها بالتأكيد تفتح نافذة أمل، وتمدّ جسرًا إلى خمسين سنة من الاستقرار والإنتاج والنهوض.
أسعد بشارة -ـ”هنا لبنان”
انضم إلى قناتنا الإخبارية على واتساب
تابع آخر الأخبار والمستجدات العاجلة مباشرة عبر قناتنا الإخبارية على واتساب. كن أول من يعرف الأحداث المهمة.
انضم الآنشاركنا رأيك في التعليقات | |||
تابعونا على وسائل التواصل | |||
Youtube | Google News |
---|