الصحافة

1979 سنة السلام المصري مع إسرائيل وانتقال إيران الى حال العداء لتل أبيب...

Please Try Again
انضم الى اخبار القناة الثالثة والعشرون عبر خدمة واتساب...
اضغط هنا

أنطون الفتى - وكالة "أخبار اليوم"

 

 

 

ينتظر البعض مرحلة من الهدوء الإقليمي، قد تبدأ بعد إنهاء المفاوضات الأميركية - الإيرانية، وتوقيع اتفاق بين واشنطن وطهران.

ولكن هل يمكن للشرق الأوسط أن ينعم بالهدوء الحقيقي فعلاً؟ وماذا عن خبرات سابقة تُفيد بخلاف ذلك؟

 

السنة نفسها...

ففي عودة بسيطة الى بعض الأمثلة السابقة، نجد أن مصر مثلاً، وبعدما دعمت العمل الفلسطيني المسلّح على مدى عقود، خصوصاً خلال حقبة حكم الرئيس المصري الراحل جمال عبد الناصر، وقّعت معاهدة "كامب ديفيد" في عهد الرئيس الراحل أنور السادات، وبدأت مرحلة من التطبيع والسلام مع إسرائيل، اعتباراً من عام 1979، وهي السنة نفسها التي سقط فيها حكم الشاه في إيران لصالح حكم "الثورة"، الذي نقل طهران من حالة السلام مع تل أبيب الى واقع العداء لها.

 

علاقات جدلية

في أي حال، انتقلت مصر الداعمة للمسلّحين الفلسطينيين، الى حالة التنسيق العسكري والاستخباراتي الرسمي مع إسرائيل اعتباراً من أواخر السبعينيات، وسط علاقات مصرية جدلية في ذلك الوقت، مع كلّ من الإسرائيليين والفلسطينيين على حدّ سواء، بين ما يؤكد أن القاهرة أبقَت على دعمها متعدد الأوجه، وحتى العسكري، لبعض الفصائل الفلسطينية، وذلك بموازاة تنسيقها (القاهرة) الأمني مع تل أبيب، وبمعرفة ومراقبة من الجميع، حتى في الداخل الأميركي.

هكذا أتت بعض نتائج السلام المصري مع تل أبيب آنذاك، بموازاة أن الصورة الأوسع له، أظهرت أن مصر التي حاربت إسرائيل عبر الفلسطينيين، وبالمباشر بين عامَي 1948 و1973، انتقلت الى حالة هدوء وتطبيع وسلام معها في 1979، فيما بقيَ الفلسطينيون وحدهم في المواجهة التي أشعلت لبنان في وقت لاحق، ونقلت القضية الفلسطينية من الرافعة المالية الخليجية و(الرافعة) العسكرية المصرية، الى التمويل والتسليح الإيراني.

 

الراعي الجديد

ضمن هذا الإطار، لا يستبعد خبراء تكرار السيناريو المصري السابق نفسه مع إيران اليوم، والذي يعني إذا حصل، أن طهران قد تبرم اتّفاقاً مع الولايات المتحدة الأميركية، ومع إسرائيل أيضاً ربما في وقت لاحق، من دون أن يؤكد ذلك أن التنظيمات التي دعمتها وموّلتها وسلّحتها (إيران) على امتداد المنطقة خلال العقود الماضية، ستتقبّل فكرة التخلّي عن العمل المسلّح بالفعل.

ومن جهتهم، يشدد مراقبون على أن لا مجال لوقف الصراعات والحروب في العالم أبداً، مهما بَدَت الجهود كثيفة في هذا الاتجاه، خصوصاً في الأقاليم الهشّة ليس فقط على المستوى الأمني والعسكري، بل (الهشّة) أيضاً على صعيد الجمود السياسي، وفقدان مرونة القيام بتحديثات عامة، فكرية وسياسية على حدّ سواء.

فالسلام المصري مع إسرائيل في عام 1979، أوجد حرباً جديدة في الشرق الأوسط، عبر إيران هذه المرة، التي نقلت سوريا - الأسد آنذاك من التحالف مع القاهرة الى الصداقة مع طهران، بما أمّن خلق "أجيال جديدة" من النزاعات الإقليمية المُعقَّدَة جداً، ليس مع إسرائيل فقط، بل مع العراق أيضاً وليبيا، وغيرهما من دول المنطقة في ذلك الوقت.

واستناداً الى كل ما سبق. وحتى لو رجّح البعض أن التوقيع على اتّفاق أميركي - إيراني سيكون ضمن مدى زمني قريب أو متوسط، فإن السؤال الأساسي الذي قد يبقى من دون جواب قريب هو، من سيكون الراعي الجديد للحرب في المنطقة، بدءاً من تاريخ التوقيع على هذا الاتفاق، والى ما بعد 20 أو 30 عاماً ربما؟ وبأي شكل؟ وكيف؟

 

انضم إلى قناتنا الإخبارية على واتساب

تابع آخر الأخبار والمستجدات العاجلة مباشرة عبر قناتنا الإخبارية على واتساب. كن أول من يعرف الأحداث المهمة.

انضم الآن
شاركنا رأيك في التعليقات
تابعونا على وسائل التواصل
Twitter Youtube WhatsApp Google News
انضم الى اخبار القناة الثالثة والعشرون عبر قناة اليوتيوب ...
اضغط هنا