محليات

الوفود الدولية تضحك منكم وعليكم وليس لكم فتوقّفوا عن تكرار الأخطاء القديمة نفسها

Please Try Again
انضم الى اخبار القناة الثالثة والعشرون عبر خدمة واتساب...
اضغط هنا

يفرح اللبنانيون بشدّة في كل مرة يشعرون فيها بأن الخارج لا يضغط عليهم، ولا يطالبهم بمهل زمنية، ولا يفرضها.

حروب إضافية

وتكبر "الخسّة" في رؤوسهم كثيراً، ويضرب "البخار"، إذا كان شعورهم هذا مترافِقاً مع كلام يسمعونه من موفدين دوليين، يقول إن لبنان هو مفتاح للمنطقة، وإن موقعه مهمّ جداً، وغير ذلك من الكلام. وتتضاعف "الخسّة" و"البخار" إذا كان الكلام السابق ذكره مصحوباً بـ "بشاشة" ديبلوماسية، وبضحكات مرسومة على وجوه أعضاء الوفود الدولية التي تزور لبنان.

ولكن المؤسف جداً، هو أن الداخل اللبناني لم يتعلّم شيئاً من دروس الماضي كما يبدو، وذلك رغم الخبرات التراكمية القديمة.

فالداخل المحلي لم يتعلّم بعد أن "البشاشة الديبلوماسية" الأجنبية ليست ضحكاً للّبنانيين، ولا معهم، بل منهم وعليهم، وذلك بموازاة تزويد كل وفد أجنبي يزورنا بلده، وعواصم القرار الدولي، بكلام من مستوى أنه إذا كان اللبنانيون غير مسؤولين، ولا يريدون أن يصبحوا كذلك لخير بلدهم، فما عليهم سوى أن يتحمّلوا مسؤولية خيارهم هذا بمزيد من المشاكل، وبحروب إضافية، مهما طال الزمن.

ليس غامضاً تماماً...

بأمثلة تنطلق من زيارة المبعوث الأميركي توم باراك لبنان أمس، قد يكون بعض الداخل اللبناني ارتاح، وارتاح جداً، لبعض مضامين كلامه التي بدت غامضة، مع أنها ليست كذلك تماماً.

فعلى سبيل المثال، صحيح أن توم باراك أشار الى أنه ليس على لبنان أن يلتزم بأي جدول زمني، إلا أنه أكد في الوقت نفسه أن الصبر الأميركي ليس بلا حدود.

وصحيح أن المبعوث الأميركي لفت الى أنه ممتنّ جداً للردّ اللبناني، معتبراً أنه كان ردّاً مسؤولاً، إلا أنه أكد في الوقت نفسه أيضاً "أننا نعمل" على خطة تحتاج إلى حوار جدّي، ولا بدّ من التطرُّق الى كل التفاصيل من أجل الوصول إلى حلّ فعلي.

من "كيسهم"

ورغم ذلك، نجد بعض الداخل اللبناني لا يستسيغ سوى ما قاله موفد واشنطن بشأن احترامه التوقّعات المحلية، والشأن الداخلي اللبناني، وكأن الولايات المتحدة الأميركية استسلمت في لبنان، وهي تستجدي كل ما يمكن للمسؤولين اللبنانيين أن يكونوا مستعدّين له حصراً.

ويبدو مما سبق، أن الأخطاء القديمة ذاتها تتكرر. فقبل نحو عام من اليوم، كان الداخل اللبناني يتعامل مع زيارات الموفد الأميركي (آنذاك) آموس هوكشتاين، والموفد الفرنسي جان إيف لودريان، وغيرهما من الموفدين الدوليين الذين كانوا يزورون بلدنا للمطالبة بسَحْب جبهة الجنوب من حرب غزة، وبانتخاب رئيس للجمهورية، وتشكيل حكومة جديدة، وتطبيق إصلاحات... على أساس أنهم يأتون للترجّي، مبهورين بالقوة الموجودة في لبنان، وتحديداً لدى الفريق المسلَّح فيه.

واليوم أيضاً، تلوح في الأُفُق إشارات حول احتمال تكرار الأخطاء القديمة نفسها، من جانب البعض على الأقلّ، الذين يفرحون ويهلّلون لوفد أميركي يزور ويجول في لبنان مُبتسِماً، وكأنه "مدهوش" بما يسمعه من مسؤولين لبنانيين ومن أعضاء وفودهم المُشارِكَة في الاجتماعات، فيما الحقيقة هي أن تلك الضّحكات لا تضحك للّبنانيين، بل عليهم ومنهم. ضحكات رأينا ما يشبهها خلال سنوات وعقود ماضية، فيما أتت النتائج بمزيد من الأزمات والحروب المدمّرة التي دفع اللبنانيون ثمنها من "كيسهم" في النهاية.

التأثير الإيراني

في هذا الإطار، تُفيد أوساط ديبلوماسية بأن "المسؤولين اللبنانيين غير قادرين على إحداث أي خرق نهائي في مسألة حصر السلاح. وهذه من أبرز النقاط التي يمكن للإدارة الأميركية أن تلمسها في ورقة الردّ اللبناني المُقدَّمَة لتوم باراك".

وتشدد في حديث لوكالة "أخبار اليوم" على أن "لا مجال لمطالبة الدولة اللبنانية بما ليس لديها لتعطيه. ولذلك، فإن الوضع الداخلي مرشَّح للبقاء كما هو عليه الآن، الى أن يقرّر فريق السلاح أن يسلّمه للدولة. فالجهود الرسمية الداخلية تتمحور حول تلك النّقطة منذ أشهر".

وتختم:"رغم الحرب الأخيرة التي أصابت إيران في عمقها، إلا أنها لا تزال تمتلك قوة التأثير على ملف السلاح في لبنان. ولكن التأثير الإيراني قادر على أن يكون إيجابياً أو سلبياً".

أنطون الفتى - وكالة "أخبار اليوم"

انضم إلى قناتنا الإخبارية على واتساب

تابع آخر الأخبار والمستجدات العاجلة مباشرة عبر قناتنا الإخبارية على واتساب. كن أول من يعرف الأحداث المهمة.

انضم الآن
شاركنا رأيك في التعليقات
تابعونا على وسائل التواصل
Twitter Youtube WhatsApp Google News
انضم الى اخبار القناة الثالثة والعشرون عبر قناة اليوتيوب ...
اضغط هنا