الصحافة

لبنان يتأثّر بكلّ تطوّر في محيطه... ما السّبب؟

Please Try Again
انضم الى اخبار القناة الثالثة والعشرون عبر خدمة واتساب...
اضغط هنا


مع اندلاع المواجهات المسلحة في السويداء السورية، حبس اللبنانيون أنفاسهم خوفا من انعكاسها على الساحة اللبنانية. في الداخل، تسارعت الاتصالات على الخطوط السياسية والأمنية والعسكرية و"المذهبية" المعنية لضبط ايقاع ردات الفعل وتفادي اي خطوات ناقصة سيما بين الدروز من جهة وسنة لبنان او السوريين الموجودين فيه من جهة ثانية.

أمس، أجرى رئيس الحكومة نواف سلام اتصالاً بشيخ عقل طائفة الموحدين الدروز الشيخ سامي ابي المنى. اما الخميس، فاتصل بالرئيس السابق للحزب التقدمي الاشتراكي وليد جنبلاط، وشدّدا على "صيانة وحدة سوريا وتفاهم جميع أبنائها تحت مظلة الدولة السورية، بالإضافة إلى أهمية التحلّي بالتعقل والحكمة في لبنان وتفادي ردود الأفعال التي من الممكن أن تخلق توترات داخلية بين أبناء الوطن الواحد". وأثنى سلام على "الجهود التي قام بها جنبلاط وسائر الفاعليات في مختلف المناطق لتفادي اي إشكالات داخلية تهدّد استقرار وطننا ومسار استعادته لسلطة الدولة التي تبقى المرجعية لجميع اللبنانيين".

وزار رئيس الحزب التقدمي الإشتراكي النائب تيمور جنبلاط على رأس وفد، قائد الجيش العماد رودولف هيكل، وضم الوفد النواب: مروان حماده، أكرم شهيب، هادي أبو الحسن، وائل أبو فاعور، وفيصل الصايغ، وأمين السر العام في الحزب التقدمي ظافر ناصر. وحيّا النائب جنبلاط "الجيش قيادة، ضباطاً وأفراداً على التضحيات التي يبذلونها في سبيل المحافظة على الأمن"...

في موازاة ذلك، ثمة مخاوف ايضا، بحسب ما تقول مصادر سياسية سيادية لـ"المركزية" من ان تزيد تطورات السويداء حزبَ الله تشددا حيال مسألة إحتفاظه بالسلاح تحت ذريعة مكافحة التشدد وتهديد التطرف السني، وقد بدأت أوساطه تعمم هذه الاجواء منذ مدة، وكرّسها أمس أمينه العام الشيخ نعيم قاسم. كما ان ما يجري في الجنوب السوري حمّس البعض في الداخل حيث دعوا الى التسلح والتوجه الى السويداء لنصرة الدروز، كما قال مثلا رئيس حزب التوحيد وئام وهاب.

هذا اليوم. اما في الامس القريب والبعيد، فتأثّر لبنان دائما بما يحصل في محيطه، ودفع ثمن هذا "التأثر" غاليا، تتابع المصادر. هذا ما حصل بعد طوفان الاقصى حين ورّط حزب الله لبنان في حرب إسناد حماس، وهذا ما حصل في تموز ٢٠٠٦ عندما فتح حربا على إسرائيل نصرة لمصالح ايران، وبينهما نقل مقاتليه الى سوريا لدعم نظام بشار الاسد الحليف في محور الممانعة، فاستجر هذا التدخل، النازحين وايضا الارهابيين ومعهم قطيعة عربية خليجية دولية للبنان. 

لكن هل تتأثر دولة "فعلية" بما يحصل في دولة اخرى، الى هذا الحد؟ هل يخاف الألمان اذا شهدت فرنسا مثلا توترات؟ هل ينهار اقتصادهم وتنتقل الحرب الى ارضهم؟ الجواب لا. فالوضع الشاذ والهش الذي يعيشه لبنان حيث يمرض وينهار كلما "ارتفعت حرارة" هذا البلد او ذاك، ليس الا نتيجة غياب الدولة وضعف الشرعية وعدم فرض هيبتها وسلطتها على كل أراضيها والاطراف اللبنانيين بحيث يسمح بعضهم لنفسه تجاوزها و"الفتح على حسابه". فهل سيقرر اهل الحكم عندنا، اتخاذ الخطوات الأساسية الكبيرة كحصر السلاح وضبط الحدود ومساءلة مَن يتخطون هيبتها، وذلك لبناء دولة حقيقية وتعزيز مناعتها؟

لارا يزبك
المركزية

 

انضم إلى قناتنا الإخبارية على واتساب

تابع آخر الأخبار والمستجدات العاجلة مباشرة عبر قناتنا الإخبارية على واتساب. كن أول من يعرف الأحداث المهمة.

انضم الآن
شاركنا رأيك في التعليقات
تابعونا على وسائل التواصل
Twitter Youtube WhatsApp Google News
انضم الى اخبار القناة الثالثة والعشرون عبر قناة اليوتيوب ...
اضغط هنا