الدُّروز يرفضون لجنة تحقيق الحكومة السوريَّة في أحداث السُّويداء ويدعون لتدويل القضيَّة .. كيفَ سيردّ الشَّرع ؟
أعلنت الحكومة السورية تشكيل لجنة تحقيق في أحداث السويداء التي وقعت قبل أسابيع وأودت بحياة أكثر من 1400 شخص في أكبر أحداث عنف طائفي شهدتها البلاد منذ الإطاحة بنظام بشار الأسد.
وفي مرسوم بتاريخ 31 يوليو، قال وزير العدل مظهر الويس إن لجنة من 7 أشخاص، بينهم قضاة ومحامون ومسؤول عسكري، ستنظر في الظروف التي أدت إلى "أحداث السويداء".
تحدد مهام اللجنة بكشف الظروف والملابسات التي أدت إلى الأحداث في السويداء، والتحقيق في الاعتداءات والانتهاكات التي تعرض لها المواطنون، وإحالة من تثبت مشاركته فيها إلى القضاء".
في المقابل رفض أبناء الطائفة الدرزية هذه اللجنة واعتبروها غير محايدة وطالبوا بتشكيل لجنة دولية للتحقيق في الجرائم التي شهدتها المحافظة خلال الفترة الماضية.
في التفاصيل، قال الباحث السوري أحمد حسن، إن تشكيل اللجنة واجب وطني وضروري لأن "الوطن ليس بخير" فهناك أزمة وطنية وتشكيل هذه اللجنة يعد أول خطوة من الدولة لتحقيق الاستقرار، لافتا إلى أن الدولة السورية عليها الكثير من الواجبات المتعلقة بإقناع الشارع السوري بجدية هذه اللجنة وبجدية نتائجها.
وأوضح في حديث لبرنامج "استوديو العرب" الذي يقدمه الإعلامي الدكتور معتز بالله عبد الفتاح، المذاع على قناة "المشهد" أن هناك بعض المشككين في اللجان التي تشكلها الدولة من ناحية آلية وظروف عملها وكذلك كفاءة عمل تلك اللجان، ولكن ذلك لا يعني أن يتم تدويل القضية دوليا.
وأشار إلى أن تدويل أحداث السويداء يعد انتقاصا من السيادة للدولة السورية، لافتا إلى أن الضحايا وقعوا من جميع الأطراف وعلى الدولة أن تحاسبهم بالقانون، مشيرا إلى التدخل الإسرائيلي في الشأن السوري بالسويداء.
بدوره قال المحلل السياسي بسام طبلية إن "الدولة السورية تريد إحلال السلام ولكن جماعة الهجري في إشارة إلى زعيم الطائفة الدرزية حكمت الهجري هي من بدأت تلك الأحداث عبر أسر عدد من أفراد القبائل البدوية التي ردت بدورها على ذلك بأسر عدد من عناصر الطائفة الدرزية".
وتحدث طبلية عن الاتفاق الذي جرى بين الحكومة السورية والدروز ولكن بعد دخول قوات الأمن إلى السويداء تراجع الدروز وقاموا بمهاجمة وقتل القوات الحكومية.
الدروز لا يثقون في الحكومة
على الجانب الآخر، قال المحلل السياسي السوري يحيى العريضي إنّ المسألة لا تحتاج إلى لجان تحقيق فالانتهاكات التي قامت بها قوات الأمن السورية جرى توثيقها بمقاطع فيديو.
وأضاف "كيف للسلطة التي تسببت في هذه الأحداث أن تقوم بتشكيل لجنة للتحقيق وإدانة نفسها"، مشيرا إلى أن أحداث العنف الطائفي لم تبدأ في السويداء ولكن سبقتها أحداث الساحل السوري والتعدي على كنيسة مار إلياس.
واتهم العريضي الدولة السورية باتخاذ أحداث السويداء ذريعة من أجل بسط سيطرتها على محافظة السويداء عبر القوة.
واتفق مع هذا الطرح الباحث القانوني ماجد وهبة، بقوله إن أهالي السويداء ينظرون إلى ما جرى على أنها جريمة تطهير طائفي من قبل الحكومة السورية.
وتساءل "كيف لأبناء السويداء أن يثقوا في لجنة تحقيق تشكلها الدولة التي قامت بهذه الانتهاكات".
انضم إلى قناتنا الإخبارية على واتساب
تابع آخر الأخبار والمستجدات العاجلة مباشرة عبر قناتنا الإخبارية على واتساب. كن أول من يعرف الأحداث المهمة.
انضم الآنشاركنا رأيك في التعليقات | |||
تابعونا على وسائل التواصل | |||
Youtube | Google News |
---|