مجلس الوزراء ينتصر بالجدول الزمني و"حزب الله" ينقلب على الدستور
جلسة تاريخية لمجلس الوزراء بمقرّراتها، وموقف لرئيس الحكومة نواف سلام سيحسب له في سجل الذهب. الكباش ظهر واضحًا بين الدولة المتمسّكة بالدستور و"حزب اللّه" المنقلب على الدستور. بهذا المعنى، يمكن القول إن "حزب اللّه" نفَّذ انقلابًا على المؤسسات الدستورية، لكنّ مجلس الوزراء ردّ على الانقلاب بتثبيت الجدول الزمني لحصر السلاح بيد الدولة اللبنانية.
بدأ الكباش اعتبارًا من الثالثة من بعد الظهر، مجلس الوزراء يبدأ جلسته برئاسة رئيس الجمهورية العماد جوزاف عون، عند الخامسة ألقى الأمين العام لـ "حزب اللّه" الشيخ نعيم قاسم "حممه" السياسية التي شكلت انقلابًا على الدستور وعلى مجلس الوزراء، فألغى دوره ومفاعيله.
يقول قاسم: "سأقولها بشكل واضح: المقاومة هي جزء من دستور الطائف، منصوص عليها هناك في الإجراءات التي يجب أن تُتخذ بكافة الأشكال لحماية لبنان، لا يمكن لأمر دستوري أن يُناقش بالتصويت، الأمر الدستوري يتطلّب توافقًا، ويتطلّب مشاركة مكوّنات المجتمع كافة لتتفاهم على القضايا المشتركة".
بهذا الكلام يكون الشيخ نعيم قاسم قد نسف الدستور اللبناني وانقلب عليه، لا يرد في الدستور ما يقوله الشيخ نعيم قاسم الذي لم يكتفِ بالتفسير، بل عمد إلى التزوير، فأين ترد في الدستور الجملة التي قالها الشيخ قاسم وهي: "لا يمكن لأمر دستوري أن يُناقش بالتصويت".
هجوم على توم برّاك وعلى "مسؤول عربي"
الشيخ قاسم لم يكتفِ بالرفض بل هاجم الموفد الأميركي توم برّاك وغمز من قناة الموفد السعودي الأمير يزيد بن فرحان، من خلال قوله: "لا أحد مرتاح، لأن برّاك أتى إلينا ورمى الورقة الأولى والثانية والثالثة، أين أنتم واقفون؟ ما القصة؟ كلّما تكلّم أحد أو جاء مسؤول عربي إلى المسؤولين وقال لهم: "إفعلوا... وإلّا..."، ماذا تعني "وإلّا"؟ "وإلّا لا يوجد مال؟" (عمرها لا تكون الأموال)، من أنت لتشترينا بالمال؟".
قاسم "قولوا لهم: راجعوا المقاومة"
قاسم بلغ في معارضته حدًا دعا فيه السلطة إلى التنحي جانبًا ليتسلّم "حزب اللّه" زمام الأمور، فقال: "عندما يضغط أحد عليكم، قولوا لهم: راجعوا المقاومة، ونرى نحن وإياهم ما الذي سنفعله".
اللافت أنّ الشيخ نعيم قاسم قال كلمته في وقتٍ لم يكن مجلس الوزراء قد أنهى جلسته، ما يعني أنّ قرار "الحزب" بالتصعيد متخذ، بصرف النظر عن القرار الذي سيصدر عن مجلس الوزراء.
كيف ردّت الحكومة؟
في وقتٍ كان يلقي الشيخ قاسم كلمته، كان مجلس الوزراء منعقدًا. الجلسة التأمت برئاسة رئيس الجمهورية وغاب عنها وزير المال ووزير العمل الموجود في العراق. وبعد خمس ساعات ونصف الساعة، انتهت الجلسة مع انسحاب الوزيرين تمارا الزين وركان ناصر الدين وخرج بعد ذلك رئيس الحكومة ليتلو القرار المتعلق بحصرية السلاح، ومما جاء في القرار: "قرّر مجلس الوزراء استكمال النقاش في الورقة الأميركية بجلسة حكومية في 7 آب، وتكليف الجيش وضع خطة لحصر السلاح بحدود نهاية العام الحالي، وعرضها على مجلس الوزراء قبل 31 الشهر الجاري".
ماذا جرى في الجلسة عند نقاش بند السلاح؟
كان الرئيس سلام يتلقّى تباعًا ما يقوله الشيخ نعيم قاسم، وأكثر ما استفزّه كلام قاسم عن تسليم السلاح إلى الإسرائيلي، فكان ردّه بالسير بمناقشة البند حتى إقراره، حاول وزيرا "الثنائي" تأجيل النقاش، وكانا مزودين بهذا الاقتراح قبل دخولهما الجلسة، وتكشف معلومات لـ "نداء الوطن" أن الرئيس بري طلب مهلة أسبوع لكن طلبه لقي رفضًا إذ "مَن يضمن إمكان عقد جلسة بعد أسبوع؟" ثم تم تخفيض المهلة إلى يومين فرُفض الأمر أيضًا. إصرار الرئيس سلام على استكمال البند لقي دعمًا من رئيس الجمهورية ومن وزراء "القوات"، وحين اعترض الوزير فادي مكي على المهلة الزمنية حتى آخر السنة، قال له الوزير جو عيسى الخوري: "تحفَّظ".
وتضيف المعلومات أن الموقف الاشتراكي في الجلسة كان جيدًا.
كما علمت "نداء الوطن" أن الورقة الأميركية ستقرّ في مجلس الوزراء وذلك قبل أن تصل خطة الجيش إلى المجلس، وعندما توافق الحكومة على خطة الجيش يبدأ التنفيذ الفعلي على الأرض.
وأشارت المصادر إلى أنه بعد انسحاب الوزيرين تمارا الزين وركان ناصر الدين بقي الوزير مكي كممثل عن الطائفة الشيعية ولم ينسحب، وبالتالي يعتبر قرار الحكومة ميثاقيًا مئة بالمئة رغم تحفظ مكي على المهلة الزمنية وسط موافقة جميع الوزراء على قرارات المجلس في ما خص حصرية السلاح وتكليف الجيش.
ووسط تأكيد "الثنائي" المشاركة في جلسة الخميس، أكدت المصادر أن القرار السياسي بات واضحًا للجيش والجيش ينفذ قرارات السلطة، ولا أحد قادر على منعه من بسط سلطته بما أنه يتمتع بهذا الغطاء.
وعن التهديد بتفحير الوضع الأمني، أشارت المصادر إلى أن لا أحد من القوى يتحمل ذلك، والجيش والقوى الأمنية سيحافظان على الأمن، ومهما ارتفعت التهديدات فإن هناك جهة مسؤولة عن قيادة البلد هي مجلس الوزراء وتمثل الجميع، وهناك أجهزة شرعية ستقوم بواجباتها من أجل الجميع.
" حزب الله" يحاول "تحصين" خطواته
"حزب الله"، في كل مرة يستعد للقيام بخطوة سياسية أو غير سياسية، يعمد إلى تحصين هذه الخطوة من خلال مروحة اتصالات ولقاءات مع مكوِّنات سياسية وحزبية لتوفر الغطاء له.
في هذا السياق، التقى وفد من "الحزب" رئيس "التيار الوطني الحر" جبران باسيل. النائب علي فياض تحدث بعد اللقاء فاعتبر أن "لدى التيار الوطني الحر، قراءة ليست ببعيدة عن قراءاتنا، لقد استمعنا إلى الكلمات التي ألقيت في البرلمان، فهي مقاربة تعتبر أن الطريق إلى المعالجة هي الالتزام الإسرائيلي بالاتفاقيات وهناك دول ضامنة يجب أن تقف عند ضماناتها، وما عدا ذلك يجب أن يجري في إطار الاستراتيجية الوطنية التي تشكل الإطار لمقاربة موضوع السلاح وغيره، هذا هو موقف "التيار الوطني الحر" الذي يكرره عادة" . وعن تحالفات "حزب الله" النيابية، قال: "الوقت لا يزال باكرًا للتفكير في المسار الذي ستأخذه الانتخابات النيابية المبكرة ونحن أكدنا في نهاية الجلسة أهمية أن تجرى الانتخابات في وقتها المقرر من دون أي تأجيل مهما كانت الظروف".
يُذكَر أن الوفد نفسه كان زار الرئيس السابق العماد ميشال عون في الرابية.
تحركات الشارع "عفوية"!
تحركات الشارع التي قام بها "حزب الله"، أوجد لها تفسيرًا على أنها عفوية، وهذا ما عبّر عنه النائب علي المقداد الذي وصف التحركات بالعفوية التي تعبر عن نبض الشارع، نافيًا وجود قرار يشبه ما حصل عام 2008 وأدى إلى أحداث 7 أيار.
توقيع مرسوم التشكيلات القضائية
وأمس، وقع رئيس الجمهورية المرسوم 823 المتعلق بالتشكيلات والمناقلات القضائية. وحمل المرسوم تواقيع رئيس الحكومة نواف سلام، ووزراء العدل والمالية والدفاع الوطني، عادل نصار، ياسين جابر، واللواء ميشال منسى.
جادة زياد الرحباني
وكانت لفتة بالغة الأهمية من رئيس الجمهورية حين طرح من خارج جدول الأعمال بند إلغاء تسمية جادة الرئيس حافظ الأسد واستبداله بجادة زياد الرحباني، فوافق مجلس الوزراء على هذه التسمية .
انضم إلى قناتنا الإخبارية على واتساب
تابع آخر الأخبار والمستجدات العاجلة مباشرة عبر قناتنا الإخبارية على واتساب. كن أول من يعرف الأحداث المهمة.
انضم الآنشاركنا رأيك في التعليقات | |||
تابعونا على وسائل التواصل | |||
Youtube | Google News |
---|