من "القمصان السود" الى الحوار.. مصير السلاح حسبما يراه السيد نصرالله!
مشهد تجمع لشبان بثياب سوداء أمام مطعم على اتوستراد خلدة أمس قبيل انطلاق جلسة مجلس الوزراء المخصصة لمناقشة حصرية السلاح غير الشرعي بيد الدولة، كان كفيلاً بإشعال وسائل الاعلام ومواقع التواصل بهذا التحرك والاضاءة عليه لما يحمل من أبعاد، بخاصة ان الفترة الاخيرة شهدت نقمة وغضبا من بعض الممانعين بالمس بهذا "السلاح"، والتلويح بقلب الطاولة والتهويل بتفجير الوضع الداخلي. ولكن تبين بعد اقل من ساعة ان التجمع ليس سوى احتفالا بافتتاحية المطعم المذكور!
وبالعودة الى الملف الخلافي اليوم المتمثل بـ "السلاح" وبحسب ما تشير اوساط مراقبة، فقد انتقل الى مربع المواجهة الداخلية لمعالجة المسألة لبنانياً ودفع مجلس الوزراء مجتمعاً الى اتخاذ قرار حاسم، في ظل مطالبات دولية بوضع جدول زمني لتسليم حزب الله سلاحه الثقيل تدريجياً وصولا الى السلاح الخفيف الذي يرفضه الاخير بشكل قاطع لضرورات أمنية داخلية. وبحسب الأولويات اللبنانية ايضا، فإن الترتيبات تبدأ بوقف العدوان والانسحاب وتحرير الأسرى ثمّ البحث في حصرية السلاح، لكنّ هذا الترتيب يأتي معكوساً في الرد الأميركي، ما يجعل الفجوة كبيرة بين الموقفين، أما إسرائيلياً فإن المطلوب هو ذريعة لتجدّد الحرب والقضاء على حزب الله بشكل نهائي.
وبحسب ما يبدو فإن خارطة الطريق تتّجه الى اشتباك المعادلات اكثر منها الى حلول نهائية، ولكن ماذا في جعبة حزب الله وهو المعني بالملف وبفك شيفرة مصير السلاح المستعصية في ظل التغييرات الكبيرة وانقلاب المحاور والصراعات التي تشهدها المنطقة؟ وكيف يمكن تحييد لبنان من الدخول في انفجار أمني في ظل تأهّب الجناح العسكري للحزب واعلانه الاستعداد الدائم للمواجهة مع اسرائيل؟
حتى الساعة تتراوح مواقف حزب الله بغض النظر عن طرح الملف رسميا على طاولة مجلس الوزراء، بين "المرونة" وامكانية مناقشة مبدأ حصر السلاح ضمن أجندة سيادية وطنية وليس وفق املاءات اميركية واسرائيلية وبعيدا من اعتبارها خطوة استسلامية.
ولعل المؤشر الاكثر ملامسة للواقع ما نشره الإعلام الحربي في حزب الله اول امس لمقطع فيديو يحوي دمج صوتي لكل من الامين العام السابق السيد حسن نصرالله والامين العام الحالي الشيخ نعيم قاسم، يتناول قضية السلاح والاستراتيجية الدفاعية، ويعكس تطابق الموقف واستمرارية الخطاب أولاً، ثم أهمية الابقاء على السلاح في إطار الردع بوجه أي عدوان اسرائيلي ضمن ما وصفه بأنه "خيار وطني ثابت".
وعليه، ترى الاوساط عينها ان فك ترسانة حزب الله او حتى مقاربة ملف السلاح ليس بالمسألة البسيطة او القريبة بل هو امر معقد، لان الحزب يدرك ان المفاوضات تجري في ظل ترتيبات اقليمية أوسع تُرسم بضغوطات خارجية، ولا وارد لتخليه عن قوته في هذه المرحلة الا ضمن شروطه وهو يضع نفسه في موقع دفاعي استراتيجي في ظل المتغييرات الكبرى الجارية. كما تشير الى ان ما يسعى اليه الحزب هو تخفيف الضغوط على لبنان، والتعويل على عدم اخذ الامور الى مشكلة داخلية يكون من خلال التفاهمات الكبرى التي تتجاوز إرادة الحزب وحده.
هيلدا المعدراني -ليبانون فايلز
انضم إلى قناتنا الإخبارية على واتساب
تابع آخر الأخبار والمستجدات العاجلة مباشرة عبر قناتنا الإخبارية على واتساب. كن أول من يعرف الأحداث المهمة.
انضم الآنشاركنا رأيك في التعليقات | |||
تابعونا على وسائل التواصل | |||
Youtube | Google News |
---|