بينها دفع الشرع لمواجهة حزب الله.. سيناريوهات تعامل إسرائيل مع "ورقة باراك"
أكد خبراء استراتيجيون ومختصون في الشأن الإسرائيلي، أن ورقة المبعوث الأمريكي توم باراك التي عمل عليها لبنان لاتخاذ قرار نزع سلاح "حزب الله"، على الرغم من أنها تحمل موافقة إسرائيلية، لا تعني التزام تل أبيب بتقديم ما هو مطلوب للتماشي معها.
ووضع خبراء خلال تصريحات لـ"إرم نيوز"، سيناريوهات متوقعة في الفترة المقبلة من جانب إسرائيل للتعامل مع الورقة الأمريكية، تحمل مساعي لإشعال الداخل اللبناني، من بين ذلك دفع "تل أبيب" للرئيس السوري أحمد الشرع لمواجهة "حزب الله" في بعلبك والهرمل في ظل الخلاف القائم في الأساس بين الطرفين.
وأشاروا إلى أن إسرائيل ستستمر خلال الفترة المقبلة في توجيه هجمات على الداخل اللبناني ومن ثم الذهاب إلى حرب جديدة مع "حزب الله".
وكان الموفد الأمريكي توماس باراك أكد من بيروت أن الحكومة اللبنانية أقدمت على "الخطوة الأولى" في ما يتعلّق بقرار نزع سلاح الحزب، ويتعين على إسرائيل الآن القيام بخطوة موازية.
أ وفي أول زيارة إلى بيروت بعد التزام السلطات بتجريد "حزب الله" من سلاحه قبل نهاية العام، قال باراك عقب لقائه الرئيس جوزيف عون: "هناك دوماً مقاربة تستند على مبدأ "خطوة بخطوة"، لكنني أعتقد أن الحكومة اللبنانية قامت بدورها. لقد خطت الخطوة الأولى"، مضيفاً "ما نحتاجه الآن هو أن تلتزم إسرائيل بخطوة موازية"، بحسب فرانس برس.
ويعتقد الباحث الاستراتيجي، خالد ناصيف، أن الدور الأمريكي في هذا الملف وما يتعلق بهذه الورقة هو عبر تنسيق إسرائيلي بشكل مباشر وعدم الموافقة بشكل علني من جانب تل أبيب على الورقة، لا يعني تطويقها.
وأوضح ناصيف لـ"إرم نيوز"، أن هناك الكثير من التوازن بين المواقف الأمريكية والإسرائيلية وتبادل أدوار في محاولات لكسب الوقت للضغط على لبنان ضمن السعي لتحصيل أكبر مكاسب عن طريق المفاوضات السياسية وبشكل مباشر بمعنى أن الأمور التي لم يستطيعوا تحقيقها عسكرياً، يكون التعامل معها من خلال المفاوضات أو ممارسة الضغوط.
ويرى ناصيف أن الموقف الإسرائيلي من الورقة الأمريكية يعكس بالضرورة رؤيته وأنها جاءت بالتشاور معه، في محاولة للضغط لتحقيق أهداف متفق عليها.
ولكن في الوقت نفسه، بحسب ناصيف، فإن ذلك لا يعني ذهاب إسرائيل على الأرض لإنجاح تنفيذ هذه الورقة أو التماشي معها ولكنها تدفع الولايات المتحدة إلى إنجاز النقاط التي تطرحها في سبيل الحصول على هذه المكتسبات الخاصة بهذه الورقة، وأيضاً رفع ورقة أخرى وأخرى للحصول على المزيد من المكاسب.
وأكد أنه لا جديد في الموافقة الإسرائيلية على الورقة الأمريكية لأنها تكون في الأساس بالتشاور ولا يعني ذلك أيضاً إذا تم قبولها لبنانياً أن يتم الالتزام بها إسرائيلياً ومن هذا المنطلق يتم تقديمها من الطرف الأمريكي على اعتبار أنه وسيط ولكنه يلعب دوراً وممثلاً لإرادة إسرائيل لطرح أي نوع من الأوراق أو الشروط في لبنان أو غيره.
ويقول الخبير في الشؤون الإسرائيلية الدكتور نزار نزال إنه من الواضح تماماً أن الموقف الإسرائيلي حتى هذه اللحظة ذاهب إلى التصعيد في ظل رفض حزب الله الورقة الأمريكية، لافتاً إلى أن إسرائيل تراقب الوضع في لبنان من كثب وتريد أن يتم نزع سلاح "حزب الله" الذي يرفض المقترح الأمريكي.
ورجح نزال في حديث لـ"إرم نيوز"، أن إسرائيل في ظل السير في تنفيذ الورقة الأمريكية من جانب لبنان، ستذهب إلى التصعيد مع حزب الله وتشعل الجبهة الشمالية لها حيث يوجد الحزب.
وبين نزال أن هناك أكثر من خطة متوقعة لإشعال الداخل اللبناني، موضحاً أن تل أبيب تعمل على ذلك من خلال أكثر من مسار من بينهم الرهان على دفع سوريا ممثلة في أحمد الشرع للهجوم على بعلبك والهرمل في لبنان، في ظل وجود عداء تاريخي بين "حزب الله" والشرع وفصائله.
وأكد نزال أنه إذا لم تفلح إسرائيل في إشعال الوضع اللبناني الداخلي أو الجبهة السورية اللبنانية ستتدخل مباشرة بافتعال الحرب وتدخل إلى لبنان لأنها تريد أراضي جنوب الليطاني وهي مناطق واسعة تعتبرها من "أسباط بنيامين"، على حد قوله.
وأردف نزال أن إسرائيل مضطرة للدخول في حرب مع "حزب الله" في جميع الأحوال لأنها لن تذهب بأي تعامل أو تجاوب إيجابي مع الموقف الرسمي اللبناني من الورقة الأمريكية الخاصة بحصر سلاح الحزب.
انضم إلى قناتنا الإخبارية على واتساب
تابع آخر الأخبار والمستجدات العاجلة مباشرة عبر قناتنا الإخبارية على واتساب. كن أول من يعرف الأحداث المهمة.
انضم الآنشاركنا رأيك في التعليقات | |||
تابعونا على وسائل التواصل | |||
Youtube | Google News |
---|