عربي ودولي

كيف أصبح السلام في روسيا مصلحة للحكومة الأميركية؟؟؟...

Please Try Again
انضم الى اخبار القناة الثالثة والعشرون عبر خدمة واتساب...
اضغط هنا

من روسيا - الإتحاد السوفياتي، الذي لا يزال الرئيس الروسي فلاديمير بوتين وإدارته يحنّان الى أيامه، والى الحرب الباردة التي خاضها في وجه الولايات المتحدة الأميركية والغرب بعد الحرب العالمية الثانية.

ومن روسيا - الإتحاد السوفياتي، التي خاضت حروباً عدة بالوكالة حول العالم، ضد واشنطن والغرب. ومن روسيا - الإتحاد السوفياتي وحلف وارسو الذي شكّل واجهة مواجهة للشرق ضد الغرب وحلف شمال الأطلسي... (من كلّ ما سبق ذكره) الى روسيا التي تعمل الولايات المتحدة الأميركية على إنقاذها من ورطة حربها على أوكرانيا، وذلك تماماً كما لو كانت (روسيا) قوة إقليمية لا دولية، تحتاج الى رعاية دولية، وأميركية بشكل أساسي.

ليس عادياً

فهل هذه هي نهاية زمن الآحادية الأميركية التي بدأ بوتين يتحدث عنها بعد بَدْء الهجوم الروسي على أوكرانيا في شباط عام 2022؟ وهل هذا هو زمن تعدُّد الأقطاب الذي جهدت موسكو في تأكيد انطلاقته قبل ثلاث سنوات، والذي راحت الكثير من البلدان تردّد ما تقوله روسيا على هذا المستوى، في ذلك الوقت، وبثقة تامة؟

ليس سهلاً أو عادياً أن نستمع الى متحدثة بإسم "البيت الأبيض" (وليس الى مسؤول روسي رفيع المستوى) تعلن التزام بوتين بعقد اجتماع مباشر مع الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي. وليس سهلاً أو عادياً أن يتفرّج العالم على رئيس الولايات المتحدة الأميركية، وكأنه يحمل بيد رئيس روسيا، ويجرّه للجلوس الى طاولة مفاوضات واحدة مع رئيس أوكرانيا، أو حتى مع رئيس أي دولة أخرى، تعجز موسكو عن حسم الحرب فيها.

وحده يعلم

يمكن لدول كبرى تخسر حروبها أن تنسحب وتتراجع، أو أن تُكمل وتنكسر ويسقط نظام الحكم فيها. كما يمكن لاندلاع ثورة داخلية فيها أن يشكل مخرجاً مناسِباً لسَحْب الجيش من جبهات فشل قتاله فيها. ولكن أن تُصرّ دولة كبرى (هي روسيا) على الاستمرار بحرب تعتبرها قضية حياة أو موت بالنّسبة إليها، فيما يظهر رئيسها (بوتين) ممسوكاً بيده من رئيس دولة كبرى أخرى، هي في الأساس الدولة (أميركا) التي أسقطتها (روسيا) في وحول حرب الحياة أو الموت تلك، فهذا غريب جداً، وأقلّ ما يُقال هو أنه غريب.

وهنا نسأل أيضاً، هل كان أساتذة مادة التاريخ الذين يعلّمون طلابهم دروساً عن الحرب العالمية الثانية مثلاً، قبل عقود، يتوقّعون أننا سنصل الى اليوم الذي سيستمعون فيه الى أن رئيس أميركا هو وحده من يعلم برغبة رئيس روسيا، في ما لو قرّر هذا الأخير عقد اجتماع ثنائي مع رئيس دولة أخرى، سواء كانت أوكرانيا أو سواها؟

حفظ الخصم

فمنذ متى تعمل الحكومة الأميركية، والإدارة الأميركية، و"البيت الأبيض" لإنهاء حرب روسيّة؟ ومنذ متى أصبح السلام في روسيا مصلحة أميركية؟ وما هي هذه المصلحة؟

في الحقيقة، وبينما الضجيج قائم على "الجهود الجبّارة" التي يبذلها الرئيس الأميركي دونالد ترامب "رجل السلام"، لإنهاء الحرب في أوكرانيا، يؤكد الواقع يوماً بعد يوم أن روسيا تحوّلت من "وحش الشرق" الى إقليم أميركي خارج الحدود، وأن هذا ما يجذب واشنطن للانخراط بالملفات الروسية، من دون المساهمة بجعل نقاط الضعف الروسية ضربات قاضية لموسكو والكرملين.

فعندما تقتضي المصلحة حفظ الخصم لضمان استمرار المباراة، يُصبح طبيعياً رؤية رئيس أميركا يُمسك بيد رئيس روسيا، لمساعدته على إنهاء حرب.

أنطون الفتى - أخبار اليوم

انضم إلى قناتنا الإخبارية على واتساب

تابع آخر الأخبار والمستجدات العاجلة مباشرة عبر قناتنا الإخبارية على واتساب. كن أول من يعرف الأحداث المهمة.

انضم الآن
شاركنا رأيك في التعليقات
تابعونا على وسائل التواصل
Twitter Youtube WhatsApp Google News
انضم الى اخبار القناة الثالثة والعشرون عبر قناة اليوتيوب ...
اضغط هنا