محليات

لا نطالبكم بأن تصبحوا رجال سياسة ولكن متى ستتحدّثون بلهجة أشدّ حزماً؟...

Please Try Again
انضم الى اخبار القناة الثالثة والعشرون عبر خدمة واتساب...
اضغط هنا

 تمارس كل القوى والطوائف والمذاهب والأقليات والأكثريات الإقليمية... السياسة والاقتصاد والأمن... على أساس عقائدي واضح، ومن دون تستُّر، ومن دون أي شعور بإحراج.

 تتجاوز الألف عام

فعلى سبيل المثال، ها هو الرئيس السوري الموقَّت أحمد الشرع يمتنع عن مصافحة فلانة أو فلانة، حتى ولو كانت عضواً في وفد دولي كبير، أو مسؤولة أممية مرموقة. وها هي الاقتتالات المذهبية في سوريا وغير سوريا، تشتعل أحياناً كثيرة تحت عناوين وشعارات يتجاوز عمرها الألف عام، بكثير.

ويصل الأمر الى لبنان، حيث يجاهر فريق السلاح بسلاحه من مُنطَلَقات عقائدية قبل أن تكون سياسية أو مدنية، تصل الى حدّ تخوين أو حتى تكفير باقي المكونات اللبنانية التي لا تشاطره الرأي نفسه، وحتى لو كانت تنتمي الى طوائف ومذاهب ومعتقدات أخرى.

من حيث المبدأ

ونصل بالدور الى المسيحيين، لنجدهم يدركون كل شيء، ويتحركون من ضمنه، من دون أن يعبّروا عن رأيهم بالقوة اللازمة، ومن مُنطلقات عقائدية خاصة بهم، بصراحة، ومن دون أي نوع من الخجل أو المواربة.

فعلى سبيل المثال، قد نستمع الى مسؤول ديني مسيحي يتحدث عن مستقبل لبنان، وعن ضرورة حصر السلاح بيد الدولة اللبنانية، ولكن بلغة مدنية جداً، أو لغة سياسية جداً، وتماماً كما لو كان مسؤولاً زمنياً، بينما يُفضَّل أن يضمّن رأيه نكهة عقائدية صريحة، تحترم جميع المكونات اللبنانية طبعاً، وذلك بموازاة تعبيرها الصريح عن أنه لا يجوز تكبيد بلد كامل وشعب كامل عناء حروب عقائدية، في بلد ليس كلّه من النّسيج العقائدي نفسه، ولا من الإيمان الواحد.

فعندما نستمع الى سياسي مسيحي زمني يتحدث عن شؤون لبنانية، من الطبيعي أن تكون اللهجة سياسية مدنية. ولكن عندما نستمع الى رجل دين مسيحي يتحدث عن شؤون لبنانية، فإننا نحبّ أن نستمع الى لهجة تضع الإصبع على الجرح أكثر، وتُقارب الحقائق أكثر، وهي أنه لا يمكن جرّ جماعات كاملة الى حرب عقائدية، حتى ولو كانوا لا ينتمون الى الرؤية الإيمانية نفسها.

ونحبّ لو نستمع الى ذلك من حيث المبدأ، وحتى لو كان كلامه غير مُلزِم للدولة.

خانة الاعتدال

أوضح الرئيس السابق لـ "الرابطة المارونية" أنطوان قليموس أن "المسيحيين لم يخلطوا يوماً السياسة بمواقف رؤساء الطوائف المسيحية، الذين يأخذون الموقف الذي يريدونه بمعزل عن أي تأثير سياسي".

ورأى في حديث لوكالة "أخبار اليوم" أن "خطابهم سواء كان رخواً أو متشدّداً، إلا أن المهمّ هو أنه لا يزال في الخانة التي يجب أن يكون فيها، أي خانة الاعتدال على المستوى الوطني، ولا يمكن مطالبتهم بمواقف متطرّفة ومتعصّبة. فهذا هو الخط والإطار الأساسي الذي لا يحيدون عنه".

وختم:"المسيحيون في لبنان والمنطقة لا يسيرون نحو وضع أفضل. فإذا نظرنا الى ما جرى للمسيحيين في العراق وسوريا، وماذا حلّ بهم، سنجد أن تلك الأقليات التي كانت العصب الوطني لدول مجاورة للبنان، ما عادت بالفاعلية ذاتها التي كانت سابقاً بعدما تقلّص عددهم. فدورهم كان مرتبطاً بعددهم أيضاً، وليس بموقفهم فقط".

أنطون الفتى - أخبار اليوم

انضم إلى قناتنا الإخبارية على واتساب

تابع آخر الأخبار والمستجدات العاجلة مباشرة عبر قناتنا الإخبارية على واتساب. كن أول من يعرف الأحداث المهمة.

انضم الآن
شاركنا رأيك في التعليقات
تابعونا على وسائل التواصل
Twitter Youtube WhatsApp Google News
انضم الى اخبار القناة الثالثة والعشرون عبر قناة اليوتيوب ...
اضغط هنا