محليات

أبناء القرى الحدودية يصرخون في صور والنبطية: نتجرّع المرّ!

Please Try Again
انضم الى اخبار القناة الثالثة والعشرون عبر خدمة واتساب...
اضغط هنا

"أرضنا ليست للبيع، سنتان ونحن نتجرع مرارة المعاناة، إلى متى التقاعس في دعم ابناء القرى الحدودية". هذه عينة من الشعارات المكتوبة، رفعها عشرات أبناء القرى الحدودية المهجرين قسراً من بيوتهم المدمرة ومزروعاتهم المحروقة.

توافد ظهيرة هذا اليوم إلى ساحة سراي صور الحكومي المغلقة بسبب العطلة الرسمية، عشرات من أهالي راميا وشيحين والضهيرة ويارين ومروحين والبستان وحولا وعيترون وبنت جبيل، كانوا مسلحين بقصاصات ورقية كبيرة وبأصواتهم المبحوحة فقط.

للمرة الأولى منذ سنتين بالكمال، يشارك مواطنون من هذه القرى بتحرك شعبي متواضع، فكان كل منهم يمثل آلاف المقهورين من أبناء القرى الحدودية المنتشرين في بيوت مستأجرة، تضيق عليهم يوماً بعد يوم، بفعل الحاجة إلى بدلات الإيواء وفرص العمل والتفاتة حنونة من دولتهم.

الدعوة إلى التحرك المذكور، سبقها تحرك مماثل في مدينة النبطية، شارك فيه حشد من الأهالي، بدعوة من تجمع ابناء القرى الحدودية، الذي ولد أخيراً من رحم المعاناة اليومية وضيق أفق الحل واستمرار الاعتداءات الإسرائيلية على العائدين.

كانت وجوه المشاركين في الوقفتين الاحتجاجيتين، في كل من صور والنبطية، متعبة ومنهكة. تأبط العديد منهم الأعلام اللبنانية واللافتات التي كانت تبحث عن أعين المسؤولين المعنيين لقراءتها والتجاوب مع الحد الأدنى من مطالبهم.

لم يبق في بلدة الزلوطية، وهي أصغر قرية في القطاع الغربي بيت واحد، فجميع بيوتها سويت مع الارض.

صرخة شعبية 

انضم ابن البلدة المهندس عماد دياب، وهو رئيس سابق للبلدية، إلى تجمع أبناء القرى الحدودية، إيماناً منه المطلق بأحقية هذه القضية.

قال دياب لـ"المدن": "نتحرك اليوم بعد مرور سنتين على تهجيرنا وتدمير بيوتنا وإحراق مؤسساتنا وزرعنا. كل شيء كان ينبض بالحياة في بلداتنا. ننتظر أن تلتفت إلينا الدولة، وأن تقوم بمساعدتنا، من خلال تأمين الإيواء والطبابة والعيش الكريم، وان تعاملنا على الأقل مثل النازحين إلينا من خارج البلد". 

وتابع دياب "نطالب بالجيش الحامي والقوي، الذي هو الملاذ الأخير، ويكفينا أن تبقى منطقتنا ساحة للصراع، فقد آن الأوان لأن نستقر ونعيش مثل سائر اللبنانيين، بعد دفع الدم والأرزاق". 

لم تخف نوال عيسى، ابنة بلدة راميا المدمرة، دموعها أثناء مشاركتها في التحرك الشعبي. جاءت عيسى من مكان سكنها في منطقة الزهراني لكي تعبر عن تمسكها بالعودة إلى بلدتها وزرع أرضها.

وقالت عيسى لـ"المدن": "كل ما نريده ونطلبه ونصر عليه العودة إلى تراب قريتنا المضرجة بدماء الشهداء من أبنائها. لقد كفانا إبعاداً وقهراً وتشرداً". 

أمسك ناصر الحسن بلافتة صغيرة منذ وصوله إلى التحرك الشعبي، مقابل ميناء صيادي الأسماك. حضر الحسن، ابن بلدة مروحين، من مكان سكنه في محيط صور. وبالنسبة إليه، المشاركة واجبة على الجميع لرفع الصوت وإيصال المطالب المحقة إلى الدولة والمجتمع الدولي. 

وقال "حصلنا قبل حوالي العام على بدل للإيواء، من مؤسسة جهاد البناء، لكن هذا البدل (أربعة آلاف دولار)، قد تم دفعه كبدلات لبيتنا المستأجر، وأصبحنا منذ الآن وصاعداً بحاجة إلى تأمين بدل إيجار جديد، بفعل إطالة عمر التهجير". 

شارك المهندس طارق مزرعاني، في تحركي النبطية وصور. يعتبر ذلك مسؤولية لإنجاح التحركات الشعبية وإيصال الصوت إلى أعلى مدى.

كان مزرعاني، ابن بلدة حولا، من المبادرين الأوائل لإطلاق "تجمع أبناء القرى الحدودية"، 

وعرض مزرعاني في كلمتيه في صور والنبطية لأوضاع النازحين على المستويات كافة، لا سيما منها الحياتية والمعيشية.

العودة صارت حلماً 

وقال: "العودة صارت حلماً. وعودة بعض الأهالي إلى بعض القرى ليست عودة حقيقية. عندما يعود أقل من خمسة في المية من سكان ضيعة ما، هذا يعني أن خمسة وتسعين في المية لم يرجعوا. وحتى الآن، لم تُعلن الدولة أن المنطقة الحدودية منطقة منكوبة. ويتم التعامل مع الأمر باستخفاف وكأنه امر عادي ولا يستحق الاهتمام. ولم تقرر وزارة التربية أي حسومات للنازحين من قراهم، ولا وزارة الصحة أعطت اي تقديمات خاصة، والأمر ينطبق على كل إدارات الدولة، باستثناء ما أقرّته الدولة من بعض الإعفاءات الضريبية التي لا تشمل كل القطاعات والمعاملات والرسوم".

وأضاف مزرعاني: العودة تتحقق عندما تتوقف الاعتداءات وترفع الأنقاض وتدفع التعويضات وتبدأ عملية إعادة الإعمار وإصلاح البنى التحتية من مياه وكهرباء وطرق ويُعاد بناء المباني والمؤسسات العامة من مدارس ومستشفيات ومستوصفات ومخافر ومراكز بلديات، ويتم تعويض مزارعي التبغ والزيتون وأصحاب المعاصر، ومالكي المواشي والدواجن والنحل والمَزارع والخيم الزراعية وسواها.

انضم إلى قناتنا الإخبارية على واتساب

تابع آخر الأخبار والمستجدات العاجلة مباشرة عبر قناتنا الإخبارية على واتساب. كن أول من يعرف الأحداث المهمة.

انضم الآن
شاركنا رأيك في التعليقات
تابعونا على وسائل التواصل
Twitter Youtube WhatsApp Google News
انضم الى اخبار القناة الثالثة والعشرون عبر قناة اليوتيوب ...
اضغط هنا