الموسوي: 60% من اللبنانيين ليسوا مع تسليم السلاح ومطالبون أن نصنع معادلتنا من جديد
تقرير لـ"New York Times" يتحدث عن "محور الاضطرابات".. هذا ما كشفه
ذكرت صحيفة "The New York Times" الأميركية أنه "عندما ترأس الرئيس الصيني شي جين بينغ عرضاً ضخماً للقوة العسكرية الصينية في بكين يوم الأربعاء، كان العرض أكثر من مجرد طائرات مقاتلة وصواريخ. كان الرئيس الصيني المحاط بزعماء روسيا وإيران وكوريا الشمالية، يرسل إشارات إلى العالم مفادها أن هناك بديلاً قابلاً للتطبيق للقيادة الأميركية. إن الصين، بالتعاون مع هذه الدول الأخرى، قادرة على قلب النظام الدولي القائم ومقاومة المهندس الرئيسي للنظام الحالي، الولايات المتحدة".
وبحسب الصحيفة، "ربما بدا هذا العرض من الوحدة لافتاً للنظر بالنسبة لبعض الناس، لأن بعض المراقبين اعتبروا قبل شهرين فقط أن التفاهم بين الدول الأربع، أي ما اُطلق عليه "محور الاضطرابات"، إما ميت أو مبالغ فيه منذ البداية. وفي شهر حزيران، وقفت موسكو وبكين وبيونغ يانغ إلى حد ما متفرجة بينما كانت إيران تتحمل 12 يوماً من الحرب العقابية على أيدي إسرائيل والولايات المتحدة، وأصدرت بيانات تدين الهجمات ولكن لم تفعل شيئاً آخر. ولكن صرف النظر عن هذا المحور استناداً إلى ما سبق، هو سوء فهم لما هو عليه في الحقيقة: تحالف بين أربع دول ترى، على الرغم من الاختلافات الشاسعة بينها، خصماً مشتركاً في الولايات المتحدة. ورغم أنهم قد يلجأون إلى مساعدة بعضهم البعض في بعض الأحيان، إلا أن هذه ليست النقطة. لدى المحور هدفٌ أكثر طموحًا. فهو يسعى، كما فعلت دول المحور في حقبة الحرب العالمية الثانية (ألمانيا وإيطاليا واليابان)، إلى "نظامٍ جديدٍ للأمور"، حيث يمكن لكل دولة أن تتبوأ "مكانتها الخاصة". دول المحور غير راضين عن النظام الدولي الذي يعتقدون أنه يحرمهم من المكانة وحرية العمل التي يستحقونها بحكم قوتهم وحضارتهم، ولذلك فهم متحدون في الرغبة في تغييره".
وتابعت الصحيفة، "لقد أدى التعاون بين الدول الأربع بالفعل إلى تعزيز القدرات العسكرية لخصوم أميركا في حين أضعف أدوات السياسة الخارجية التي تستطيع واشنطن استخدامها لمواجهتهم. ولم يكن تأثير هذه القوى أكثر وضوحا في أي مكان مما كان عليه في أوكرانيا، حيث مكنت الصين وإيران وكوريا الشمالية الكرملين من مواصلة حربه ومقاومة الضغوط الدولية بشكل أفضل. ومن المرجح أن تستمر دول المحور في تعزيز علاقاتها الاقتصادية والتكنولوجية لتحسين قدرتها على تجاوز العقوبات وضوابط التصدير التي تفرضها الولايات المتحدة وحلفاؤها، مع تقديم بدائل لدول ثالثة للاعتماد على السوق والبنوك والعملة الأميركية".
وأضافت الصحيفة، "من المؤكد أن التأثير العسكري للعلاقات بينهم هو الأكثر تأثيرًا. تتشارك هذه الدول التكنولوجيا والمعرفة العسكرية بطرق تُمكّنها من تضييق التفوق العسكري الأميركي، ومن الممكن أن يؤدي تعاونها إلى تقصير الوقت الذي قد تستغرقه روسيا لإعادة بناء قواتها التقليدية في أي توقف للحرب في أوكرانيا، من خلال توفير الذخيرة أو الأجزاء المكونة التي تحتاجها موسكو لتصنيع المزيد من الأسلحة بشكل أسرع. وقد يؤدي هذا إلى خلق نافذة ضعف لحلف شمال الأطلسي إذا تمكنت روسيا من إعادة البناء بسرعة أكبر من قدرة أوروبا على تعزيز قدراتها. كما أن التعاون بين دول المحور يعقد الصورة بالنسبة لمخططي الدفاع في الولايات المتحدة وحلفائها، الذين لم يعد بإمكانهم افتراض أن أي دولة من هذه الدول سوف تقاتل بمفردها، إما لأن واحدة أو أكثر من هذه الدول تقدم مساعدات عسكرية وأسلحة، أو على الأرجح، مقاتلين. وهناك أيضا خطر يتمثل في إمكانية قيامهم بإثارة أزمات متزامنة بطريقة منسقة أو انتهازية بشكل واضح، مما قد يؤدي إلى إرهاق النطاق الترددي والقدرات الأميركية".
وبحسب الصحيفة، "في الواقع، يوحي اجتماع بكين بأن المحور، بدلاً من أن يذبل بعد الحرب في إيران في حزيران، يتمتع بزخم، وتستشعر دوله فرصة سانحة. إن إدارة ترامب تثير غضب حلفاء وشركاء الولايات المتحدة منذ فترة طويلة، وتغلق الوصول إلى سوقها، وتسحب المساعدات الإنسانية والتنموية، وتوقف البث الدولي ودعم الديمقراطية، وترفض صراحة لعب دورها القيادي العالمي الذي لعبته منذ فترة طويلة. وبالنسبة لشي، والرئيس الروسي فلاديمير بوتين وآخرين، ربما لا تكون هناك لحظة أفضل من هذه لتحدي النظام العالمي الذي تقوده الولايات المتحدة وتسريع الانسحاب الأميركي. ومن المؤكد أن مشاركة الرئيس الإيراني مسعود بزشكيان في الاجتماع تشير إلى أنه من السابق لأوانه أن نفترض أن إيران أصبحت مهمشة. ورغم إضعافها بسبب الضربات الأميركية والإسرائيلية، فمن المرجح أن ترى الصين وروسيا وكوريا الشمالية قيمة في مساعدة طهران على إعادة بناء قدرتها على معاداة الولايات المتحدة".
وتابعت الصحيفة، "تدرك إدارة ترامب جيداً التحدي الذي يفرضه هذا المحور. وكان الحل بالنسبة للإدارة حتى الآن، يهدف إلى تحسين العلاقات مع روسيا، مُفترضةً أن ذلك سيُمكّنها من إبعاد موسكو عن داعميها الآخرين. ويبدو أن إنهاء الحرب في أوكرانيا بطريقة تسمح بإقامة علاقات أفضل مع روسيا سيكون الخطوة الأولى التي يتعين على الولايات المتحدة اتخاذها، ولكن أي محاولة أخرى لإعادة ضبط العلاقات مع روسيا ليس من المؤكد أنها ستفشل فحسب، بل إنها ستؤدي أيضا إلى تفاقم المشكلة. ولكن في الواقع، فإن الكرملين لن يتخلى عن وجهة نظره بشأن واشنطن باعتبارها العائق الرئيسي أمام أهداف موسكو، ومن غير المرجح أن يعتقد بوتين أن رئيساً أميركياً واحداً قادر على التراجع، بأي شكل من الأشكال على المدى الطويل، عن عقود من السياسة الخارجية الأميركية تجاه روسيا".
وأضافت الصحيفة، "من المرجح أن تكون جهود استمالة الصين مضنية أيضاً. ومن المؤكد أن محاولة الإدارة الأميركية للتوصل إلى اتفاق تجاري مع بكين عبر تقديم تنازلات جيوسياسية لن تنجح على الأرجح في إبعاد أقوى أعضاء المحور عن شركائه. ومن المرجح أن تستغل روسيا والصين التنازلات التي ترغب هذه الإدارة في تقديمها وتستخدمانها لتعزيز قدرتهما على تحدي الولايات المتحدة. أما الخبر السار فهو أن واشنطن تمتلك الأدوات اللازمة للتغلب على هذا المحور. فالاقتصاد الأميركي هو الأكبر والأكثر جاذبية في العالم، كما ولا يزال نظام تحالفاتها فريدًا من نوعه، وشبكتها من القواعد الخارجية لا مثيل لها، وقوتها العسكرية هائلة. تستطيع أميركا، إن شاءت، الحفاظ على نظام عالمي يفوق بكثير ما يقدمه هذا المحور. لكن السؤال هو: هل ستختار إدارة ترامب فعل ذلك؟"
انضم إلى قناتنا الإخبارية على واتساب
تابع آخر الأخبار والمستجدات العاجلة مباشرة عبر قناتنا الإخبارية على واتساب. كن أول من يعرف الأحداث المهمة.
انضم الآنشاركنا رأيك في التعليقات | |||
تابعونا على وسائل التواصل | |||
Youtube | Google News |
---|