دريان: العدوان الخطير على قطر يزعزع الأمن والاستقرار في المنطقة
البابا إلى لبنان برسالة صارمة: أنتم رسل سلام لا وقود حروب
بعد كلام البطريرك الماروني الكاردينال مار بشارة بطرس الراعي، عن أن البابا لاوون الرابع عشر قد يزور لبنان قبل نهاية العام الجاري، بدأت الاستعدادات تتبلور بهدوء في أروقة الفاتيكان والجهات اللبنانية المعنية. الطرفان يُبدِيان حرصًا شديدًا على إنجاح الزيارة بعيدًا من أي تسرّع، تفاديًا لتكرار سيناريو عهد الرئيس السابق ميشال عون، حين بادر مكتب رئاسة الجمهورية إلى الإعلان عن زيارة البابا فرنسيس عام 2022، غير أنّ الفاتيكان لم يؤكّدها رسميًّا، ما تسبّب في بلبلة وسوء تنسيق بين الجانبين.
استطرادًا، تجدر الإشارة إلى أنّه طوال 70 عامًا من العلاقات الدبلوماسية بين البلدين، لم يُذكَر أن لبنان الرسميّ تواجه مع الكرسي الرسولي، إلّا حين كان جبران باسيل وزيرًا للخارجية، حيث رفض البابا فرنسيس أوراق اعتماد أحد الدبلوماسيين المطروحين من قبل رئيس "التيّار" سفيرًا للبنان في الفاتيكان، نظرًا إلى "صِلاتِه بالمحافل الماسونية"، واللافت وقتها، أنّ الجانب اللبناني أصرّ عليه، الأمر الذي كاد يهدّد العلاقات الدبلوماسية، قبل أن يتراجع لبنان ويشكّل سابقة تاريخية ونقطة سوداء في سجلّ رئاسة الجمهورية اللبنانية، إذ إنّ العرف المتّبع قبل الطائف وبعده، أن اختيار سفير لبنان لدى الفاتيكان محصور برئيس الجمهورية.
منذ نشأة الجمهورية اللبنانية، زارها ثلاثة أحبار، هم: البابا بولس السادس، في 2 كانون الثاني 1964، عندما توقّف لمدة خمسين دقيقة في مطار بيروت الدولي، أثناء رحلته إلى الهند. ثمّ البابا يوحنا بولس الثاني، في 10 و 11 أيار 1997 الذي كسر حاجز الخوف عند المسيحيين واللبنانيين، ومهّد لانطلاق ثورة الأرز التي وضع مداميكها البطريرك نصرالله صفير في بيان المطارنة الشهير. أمّا الحبر الثالث فكان بنديكتوس السادس عشر، حيث زار لبنان من 14 حتى 16 أيلول 2012، واختار بيروت لإعلان وثيقة الإرشاد الرسولي حول الشرق الأوسط.
يعكس هذا الاهتمام علاقة فريدة واستثنائية بين الكرسي الرسولي وبلاد الأرز. من هنا، تأتي الزيارة المرتقبة للبابا لاوون الرابع عشر كمحطة جديدة في هذا السياق التاريخي، تحمل أبعادًا روحية ورسائل سياسية بالغة الأهمية، في زمن يحتاج فيه اللبنانيون إلى زخمٍ بابوي، يُشكّل رافعة معنوية في مسار تحرّر لبنان من سجن "الممانعة" وعودة الاتصال مجددًا بالعالم الحرّ، واستعادة دوره الطبيعي في المنطقة، كفاعل سلام ورافدٍ حضاريّ، لا كمرتزقٍ مأجورٍ عابرٍ للحدود، أو مصنع للمخدّرات يُسمّم الأفراد والبلدان.
في هذا الإطار، أوضح مصدر كنسيّ، أن البابا لاوون الرابع عشر لن يصدر إرشادًا رسوليًا كما فعل الباباوان يوحنا بولس الثاني وبنديكتوس السادس عشر، إذ إن الإرشادات تنبثق عادة عن سينودس أو مجمع كنسي يشارك فيه جميع الأساقفة الكاثوليك حول العالم، ويرسم خارطة طريق طويلة الأمد. وبما أن لبنان سبق أن حظي بإرشادين رسوليين، فإن قدوم خليفة بطرس المرتقب، سيحمل معه رسالة مباشرة إلى اللبنانيين، تتركز على إرساء السلام بين دول المنطقة، وتؤكّد دعم الفاتيكان لوحدة لبنان وسيادته. كما ستمنح الزيارة غطاءً معنويًا ومظلّة "بطرسيّة" لعهد الرئيس جوزاف عون وحكومة نواف سلام، وتفتح الباب أمام تصحيح الخلل الذي أصاب الشراكة الإسلامية – المسيحية، نتيجة الوصايات الخارجية المتعاقبة، واستقواء فريق السلاح داخليًّا، ما أضعف الصيغة اللبنانية وعمّق الانقسامات.
وشدّد المصدر على أن زيارة البابا ستُثبّت مواقف البطريرك الماروني السيادية والوطنية، والداعية إلى ترسيخ الاستقرار والسلام، والنأي بلبنان عن صراعات المحاور. وغمز في المقابل، بأن كرسيّ روما لا يتأثّر بحملات التحريض أو الرسائل السلبية التي يرسلها بعض الساسة، ومن بينهم شخصيات مسيحية أكاديمية وإعلامية وحزبية "ممانِعة"، إلى الدوائر الفاتيكانية ضدّ سياسة بكركي وسيّدها.
وختم أنه لا يستبعد احتمال أن يدمج البابا زيارتي لبنان وتركيا ضمن جولة واحدة، في مبادرة جامعة بين الشرق والغرب، خصوصًا أن الحبر الأعظم، أعرب عن رغبته في المشاركة بإحياء الذكرى الـ 1700 سنة لمجمع نيقية (أول مجمع مسكوني في تاريخ الكنيسة، دعا إليه الإمبراطور قسطنطين عام 325)، حيث من المتوقّع أن تُقام الاحتفالات في أواخر تشرين الثاني في إزنيق (نيقية القديمة) وفي إسطنبول.
طوني عطية - نداء الوطن
انضم إلى قناتنا الإخبارية على واتساب
تابع آخر الأخبار والمستجدات العاجلة مباشرة عبر قناتنا الإخبارية على واتساب. كن أول من يعرف الأحداث المهمة.
انضم الآنشاركنا رأيك في التعليقات | |||
تابعونا على وسائل التواصل | |||
Youtube | Google News |
---|