بري يردّ على بكركي من السراي

يبدو أن الإعلان عن جلسة لمجلس الوزراء يوم الإثنين المقبل، لن يمرّ على خير، وذلك على خلفية التردّدات الكثيرة التي رافقت هذا الإعلان، لا سيما في الشارع المسيحي على مختلف شرائحه، ومن هنا، توقّفت أوساط مسيحية عند ما يحصل من استهداف مُمنهج ومُبرمج للموقع الأول في الدولة، والدعوة التي وجّهها رئيس الحكومة نجيب ميقاتي لانعقاد الجلسة يوم الإثنين، والتي أتت بالتزامن مع موقف البطريرك الماروني بشارة الراعي، الذي تحدّث عن استهداف لموقع الرئاسة الأولى، في ظلّ حكومة تستكمل عملها في السراي بشكل طبيعي، وفي ظلّ رئاسة مجلس نيابي موجودة.

وبالتالي، وجدت هذه الأوساط، أنه من الواضح أن الموقع الماروني الأول هو المستهدف في الجمهورية اللبنانية، وهذا الأمر غير مقبول، ولذلك، جاء من يتحدّى بكركي ليقول للبطريرك "بما أنك تجرأت على انتقاد الرئيس نبيه بري لأنه لا ينتخب رئيس للجمهورية، وأنه يعطِّل انتخاب رئيس الجمهورية العتيد، فلنذهب لمواجهة من طبيعة ثانية، أي إلى مواجهة من طبيعة حكومية، ولذلك عقد إجتماع لمجلس الوزراء، وهو أمر غير مبرّر لأنه لا يوجد أي أمر خطير كحرب إسرائيلية أو انفجار أمني يستدعي انعقاد هذا الإجتماع بجدول أعمال أكثر من عادي.

ورأت الأوساط المسيحية، أن هذه رسالة إلى البطريرك الماروني وإلى معراب ب"أننا نحن من نقرّر في البلد وعليكم أن تنصاعوا لإرادتنا"، وطبعاً أن نجيب ميقاتي الذي يحميه ويحضنه نبيه بري، وهو الذي منع تشكيل حكومة في آخر أيام العهد، انصاع تجاوباً مع إرادة رئيس المجلس النيابي بعقد اجتماع لمجلس الوزراء، أي بدلاً من أن يكون الردّ من عين التينة على البطريرك ومواقفه، جاء الردّ من السراي الحكومي على بكركي، إن المسألة لا تقتصر على أن المجلس يُكمِل عمله بشكل طبيعي، والحكومة أيضاً تستكمل عملها بشكل طبيعي، و"يا بطرك هذا الكلام لا نقبل به".

واعتبرت الأوساط المسيحية نفسها، أن هكذا تحدٍّ، وبعد ما تعرّض له المطران موسى الحاج من اعتداء، هناك اعتداء آخر في السياسة "أن القرار لنا والأمر لنا ونحن من يقرّر في البلد، وبالتالي، إذا كنتم تظنّون أن الأمور ستقتصر فقط على المجلس النيابي، كلا فهي ستُستَكمَل على الحكومة، فالمجلس سيّد نفسه، والحكومة سيدة نفسها، وعليكم تقبّل هذا الأمر، وإلا انتخبوا الرئيس الذي نريده نحن".

"ليبانون ديبايت" - فادي عيد