الصحافة

انتصر حلم بشير الجميل

Please Try Again
انضم الى اخبار القناة الثالثة والعشرون عبر خدمة واتساب...
اضغط هنا

تحقق حلم الرئيس بشير الجميل هذه السنة الذي رحل من أجله قبل 43 عاماً. وبدا إحياء هذه الذكرى في الأيام الأخيرة ، والتي توجها الاحتفال المركزي أمس في ساحة ساسين في الأشرفية، خارج التكرار الذي رافقنا في الـ42 عاماً التي تلت رحيل صاحب الذكرى. ويعود السبب إلى أنّ شعار لبنان الـ 10452 كيلومترا مربعاً بدأ يأخذ طريقه إلى التحقق.

سيسجل في تاريخ لبنان أن عام 2025 هو الأول منذ خمسين عاماً من عمر هذا الوطن، والذي يشهد على أن شعار لبنان الـ 10452 كيلومترًا مربعاً عاد إلى الوجود. ويعني هذا، أن الرئيس بشير الجميل الذي سعى إلى تثبيت جغرافيا لبنان كما تقررت منذ أكثر من قرن، قد بدأ قبل 43 عاماً رحلة الألف ميل وسط أعاصير الشرق الأوسط التي ما زالت تعصف بالمنطقة حتى يومنا هذا.

لاح لفترة وجيزة بين انتخاب يشير الجميل في 23 آب واستشهاده في 14 أيلول عام 1982، أن لبنان على قاب قوسين أو أدنى من بلوغ تطبيق هذا الشعار. فظنّ بعض اللبنانيين أن إسرائيل التي اجتاحت لبنان في ذلك العام لكي تفرض رحيل المنظمات الفلسطينية المسلحة قد حققت ما أرادته ووصل إلى رئاسة لبنان من كانت ترى فيه أهلاً لقيادة بلدٍ خالٍ من العمل الفلسطيني المسلح. وصار الأمر البديهي بعد نهاية العمل الفلسطيني المسلح في لبنان أن يرحل الاحتلال الإسرائيلي عن لبنان توازيًا مع رحيل الوصاية السورية المسلحة. لكن هذا الظن خاب فمضى صاحب شعار لبنان الـ 10452 كيلومترًا مربعاً إلى حتفه ليبقى لبنان طويلاً خاضعاً للاحتلال الإسرائيلي والوصاية السورية التي جرى استبدالها قبل عشرين عامًا بالاحتلال الإيراني المقنّع باسم “حزب الله”.

ماذا تغيّر اليوم حتى يقال إنّ فرصة نجاح حلم بشير الجميل بدأت تلوح؟

يأتي الجواب منذ بداية هذا العام عند انتخاب العماد جوزاف عون رئيسا للجمهورية. وما دام الحديث يدور حول الأحلام، يجدر هنا القول أنّ وصول قائد الجيش الأسبق إلى قصر بعبدا في 9 كانون الثاني هذا العام كان يعدّ في أعوام الفراغ الرئاسي التي تلت انتهاء ولاية الرئيس السابق ميشال عون عام 2022 حلماً مستحيلاً. ويستطيع من يريد التأكد من ذلك، العودة الى أرشيف الأعوام الثلاثة الماضية ليتبين له أنّ “حزب الله” كان يجاهر بالقول إنّ وصول جوزاف عون إلى قصر بعبدا هو من رابع المستحيلات.

تحقق المستحيل في بداية العام الحالي، ووصل جوزاف عون إلى قصر بعبدا، فكانت البداية التي توالى بعدها سقوط المستحيلات وأولها، بعد الانتخابات الرئاسية وصول المرشح المكروه لدى “حزب الله” إلى رئاسة الحكومة ثم ولادة حكومة سقط فيها وللمرة الأولى الثلث المعطل الذي أنتجته حقبة هيمنة “الحزب” رسمياً على لبنان في اجتياح بيروت في 7 أيار 2008. وأتى 5 آب الماضي ليقول أن ما كان مستحيلاً منذ خمسين عامًا عندما اندلعت نيران حرب لبنان التي هي من أطول حروب العالم، أصبح ممكناً عندما قرر مجلس الوزراء حصر السلاح بيد الدولة واعتبار كل سلاح آخر وفي مقدمه سلاح “حزب الله” ، غير شرعي بدءاً من يوم ولادة هذا القرار.

يحق للمشككين بكل ما سبق أن يروا أن الطريق ما زالت طويلة كي تنتشر سيادة الدولة على ال 10452 كيلومترا مربعا كما أراد بشير الجميل. كما يحق للمؤمنين بأن حلم بشير الجميل قد بدأ يولد من جديد وسط معطيات تقول أن هذا المولود سيمضي إلى الحياة ويتدرج فيها حتى يبلغ غايته الكاملة.

أتت كلمات الرئيس جوزاف عون عشية الذكرى الثالثة والأربعين لاستشهاد الرئيس بشير الجميل لتقول ما كان محظوراً قوله منذ نصف قرن. فاعتبر في المناسبة أن اغتياله “لم يكن مجرد تغييب لرئيس جمهورية أو لزعيم سياسي فحسب، بل كان أيضاً محاولة لقتل حلم لبناني أصيل، لكن الأحلام لا تموت بموت أصحابها، بل تبقى حية في قلوب الذين يؤمنون بها ويعملون على تحقيقها”. وأضاف: “لقد كان الرئيس الشهيد رمزاً للعزيمة والإصرار على بناء لبنان قوي وموحد، فهو آمن بقدرة اللبنانيين على تجاوز الخلافات والعمل معاً من أجل وطن حر ومستقل، وكانت رؤيته للبنان رؤية دولة قوية بمؤسساتها، عادلة في قوانينها، متقدمة في نهضتها.” وختم الرئيس عون: “اليوم وبعد عقود من استشهاده، لا تزال المبادئ التي ضحى من أجلها من الثوابت الوطنية التي يجمع عليها اللبنانيون وأبرزها لبنان الحر المستقل السيد، لبنان الذي يعيش فيه جميع أبنائه بكرامة وأمان، لبنان القوي بوحدة شعبه وتضامن مكوناته”.
وكتب رئيس الحكومة نواف سلام عبر منصة “اكس”: “أكثر من أربعة عقود مرّت على اغتيال الرئيس بشير الجميّل … ويبقى شعاره لبنان ١٠٤٥٢ كم مربع. الإغتيالات السياسية هي نقيض الحرية والديمقراطية التي نطمح اليها. ولا خلاص للبنان من ماضيه الجريح إلا بالمصارحة والمصالحة التي تُنهي زمن الإنكار والعنف السياسي”.

وقال اللواء أشرف ريفي في بيان: “في ذكرى إستشهاد الرئيس بشير الجميّل، نستحضر رجلاً آمن بلبنان سيداً حراً مستقلاً، وواجه بشجاعة إستبداد نظام الأسد، دفاعاً عن السيادة. إغتياله أسقط إلى حين مشروع استرداد الدولة التي أيقظ مؤسساتها في ٢٠ يوماً بعد انتخابه، لكنها اليوم تُستعاد مستلهمةً نضال كل الأحرار. نؤكد اليوم على المضي في نهج الدولة القوية العادلة، الرافضة للوصاية والإحتلال، وسيبقى شهيدا ١٤ أيلول و١٤ شباط، وكل شهداء لبنان، المنارة لاستكمال الطريق”.

ستأتي الذكرى الـ 44 لاستشهاد بشير الجميل العام المقبل لتؤكد أن حلم الـ 10452 كيلومترًا مربعًا قد انتصر كاملا.

 أحمد عياش-”هنا لبنان”

انضم إلى قناتنا الإخبارية على واتساب

تابع آخر الأخبار والمستجدات العاجلة مباشرة عبر قناتنا الإخبارية على واتساب. كن أول من يعرف الأحداث المهمة.

انضم الآن
شاركنا رأيك في التعليقات
تابعونا على وسائل التواصل
Twitter Youtube WhatsApp Google News
انضم الى اخبار القناة الثالثة والعشرون عبر قناة اليوتيوب ...
اضغط هنا