إسرائيل تلوّح بالعملية البرية في لبنان... و"سيناريوهات عسكرية" جديدة متوقّعة!
طلاس ورسائل باريس إلى الشرع
وسط أجواء سياسية مشحونة وانتظار طويل لأي مبادرة جديدة، أطل العميد السوري المنشق مناف طلاس من باريس في ندوة علنية، مقدّمًا تصوره لمستقبل سوريا بعد سنوات الحرب والانقسام. لم يمر الحدث بصمت؛ فبمجرد الإعلان عنه انقسم الشارع السوري بين معارض بشدة ومؤيد لأي بديل عن النظام الحالي.
ورغم تركيز الندوة على الراهن السوري وتحديات المستقبل، أضفت شخصية طلاس وزنًا خاصًا على الحدث. فالعميد كان أحد أهم قيادات الحرس الجمهوري، وأكثر المقربين من الرئيس السابق بشار الأسد، إضافة إلى كونه ابن العماد مصطفى طلاس، صديق الأسد الأب ووزير دفاعه المخلص. انشق عن الجيش السوري عام 2012 بعد رفضه الحل الأمني للنظام، واستقر في فرنسا منذ ذلك الحين.
نُظمت الندوة في معهد العلوم السياسية “سيانس بو” بباريس، ضمن منتدى فكري يعزز الحوار بين فرنسا ولبنان حول الشرق الأوسط، ويجمع باحثين وسياسيين وأكاديميين لمناقشة قضايا المنطقة.
خلال اللقاء، طرح طلاس أبرز النقاط التي يعتبرها محورية لمستقبل سوريا:
دعوة الرئيس الشرع إلى الانخراط في الدولة لا السلطة.
التأكيد على أن الثورة السورية انتهت عام 2012 مع تشكيل المجلس العسكري وارتباطه بالمعادلات الدولية.
عدم السعي للسلطة أو المطالبة بها، وتمني النجاح للشرع.
الحاجة إلى جيش وطني حقيقي بعقيدة علمانية.
تفضيل إسلام أشعري أو صوفي يشارك في السياسة، بعيدًا عن الإسلام السياسي.
الرغبة في سوريا دولة واحدة غير مقسمة.
إمكانية تشكيل مجلس عسكري يضم عشر آلاف ضابط وعامل سابق.
رغم أن الندوة عُرضت رسميًا لمناقشة الوضع السوري، بدا واضحًا أن مضمونها يحمل رسائل غير مباشرة للنظام الحالي، تمر عبر شخصية طلاس. فاختياره لإيصال رؤيته من باريس إلى جمهور دولي يشير إلى أن المجتمع الدولي يستخدم هذه المنصات كأداة للتواصل مع السلطة القائمة، وإرسال إشارات حول توقعاته لمستقبل سوريا، دون مواجهة مباشرة أو صدام علني.
الندوة تمت بموافقة الحكومة الفرنسية، وحسب التسريبات، حاولت الخارجية السورية إلغاؤها، لكن طلبها قوبل بالرفض. والأهم أن كل النقاط التي طرحها طلاس تتوافق مع قرار مجلس الأمن 2254، الداعي لوحدة سوريا، والانتقال السياسي، وتشكيل نظام غير طائفي جامع لكل الأطياف.
و لكن سواء كان اللقاء بريئًا أم يحمل رسائل سياسية، المهم أن يبدأ الشعب السوري بالتعاطي مع البدائل والمنافسين بطريقة أكثر صحة وإيجابية. الثورة السورية في بدايتها كانت تطالب بالديمقراطية والتعدد السياسي، واليوم يظهر مناف طلاس، وقبله أيمن الأصفري، والكتلة الوطنية بقيادة هيثم مناع، كأطراف يمكن النظر إلى برامجهم ورؤاهم، وليس إلى أشخاصهم.
من المفيد لأي دولة احترام تعدد التوجهات واختلاف البرامج، وأن يكون لكل شخص فرصة ليكون بديلًا إذا أراده الشعب. وصندوق الاقتراع هو الفيصل. فلنتوقف عن الاصطفاف الأعمى، ولنبدأ بالنظر إلى الخطط والنهج، لا الأشخاص.
بقلم : راشيل بيطار
انضم إلى قناتنا الإخبارية على واتساب
تابع آخر الأخبار والمستجدات العاجلة مباشرة عبر قناتنا الإخبارية على واتساب. كن أول من يعرف الأحداث المهمة.
انضم الآنشاركنا رأيك في التعليقات | |||
تابعونا على وسائل التواصل | |||
Youtube | Google News |
---|