الاتّفاق مع باكستان... هدف ثلاثي الأبعاد لـ"ابن سلمان" على نتنياهو

وُضِعَت اتفاقية الدفاع الاستراتيجي بين السعودية وباكستان والتي تشمل البُعد النووي، في خانة الرد السعودي السريع على الاعتداء الإسرائيلي على الدوحة وخرق السيادة القطرية، بعدما فاجأ رئيس حكومة إسرائيل بنيامين نتنياهو العالم بأنه لا يراعي أية ضوابط لتأمين حماية أمن إسرائيل وشعبها التي "كلّفه بها الله" وإن كان الأمر يطال حلفاء الولايات المتحدة الأميركية التي كانت عالمة بالعملية التي سينفّذها، دون تقديره للتداعيات...

ليست المرّة ألأولى التي يتّخذ فيها ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان قرار المواجهة الباردة مع الولايات المتحدة الأميركية وكذلك إسرائيل، كما حصل اثر توقيع الإتفاقية بين المملكة العربية السعودية وبين باكستان، بعد الإعتداء على سيادة امارة قطر وتهديد أمن المنطقة في كل الإتجاهات ...

بعد توقيع الدول 5+1 الاتفاق النووي مع ايران، ردّ ولي العهد السعودي الذي كان يومها وزيرًا للدفاع على هذه الخطوة، بزيارته في ايار من العام 2015 الرئيس الروسي فلاديمير بوتين والاتّفاق معه على بناء السعودية عدّة مفاعلات نووية لغايات نووية كبداية دخول بلاده على هذا الخط، ما أدّى الى استفزاز الرئيس الأميركي السابق باراك اوباما الذي كان يدلّل ايران وعمد يومها اركان الادارة الأميركية لزيارة السعودية وطمأنتها وتقديم ضمانات متعددة لها.

بعد تعرض الأراضي السعودية وشركة ارامكو لقصف من قبل ايران والحوثيين، وعدم ممارسة القوات الأميركية عملية الدفاع عملا بالاتفاقيات الموقعة بين واشنطن وبين الرياض، عمد ولي العهد السعودي الى عقد اتفاقية مع اليونان تمكّن بموجبها من توسيع شبكة صواريخ الباتريوت داخل السعودية التي سجّلت بعدها اسقاط عدة صواريخ للحوثيين، ولم تكن واشنطن راضية على تجاوز موقعها من خلال عقد اتفاقية متعددة الجوانب مع اليونان دون التنسيق معها.

بعد ظهور ازمة نفطية دفعت لارتفاع اسعار النفط في العام 2021، زار الرئيس الأميركي السابق جو بايدن في تشرين الاول من العام 2022، السعودية ودولة الإمارات المتحدة للطلب اليهما رفع انتاج النفط مليون ونصف المليون برميل يوميا، فكان جواب كل من الأمير محمد بن سلمان ومن ثم الشيخ محمد بن زايد بأن قدرات الإنتاج وصلت الى حدها الأقصى ولا تتوفر الإمكانيات لزيادة الأستخراج والتصدير، وذلك اتى ردًا على تهاون بايدن مع ايران ومحور الممانعة الذي قوض استقرار المنطقة وتعرض لسيادة كل من السعودية والامارات وطال الأمن القومي لديهما... فغادر يومها الرئيس الأميركي في ظلّ انتقادات اميركية عن فشله لأنه يدفع ثمن الأخطاء التي مارسها اوباما وبايدن مع الحلفاء التارخيين وتساهلوا امام ايران.

وبعد الاعتداء على دولة قطر ،احد اعضاء مجلس التعاون الخليجي كان الرد السعودي مثلث الأبعاد وفق التالي:

- وقّعت السعودية بسرعة غير متوقعة اتفاقية مع دولة باكستان التي تمتلك قدرات جوية لا يستهان بها، ومن أهداف الخطوة ان تتوصّل لإنشاء قواعد باكستانية في السعودية التي تدرس هذه الخطوة بدقة نظرا لاعتبارات سيادية، بحيث تتكامل القدرات الباكستانية مع قدرات القوات الجوية السعودية التي تصنف في الدرجة التاسعة دوليا وفق موقعي الأن وستاتيستا..

- ردت السعودية منذ نحو اسبوع باتفاقية عسكرية مع باكستان النووية عدوة الهند وحليفة اسرائيل والتي يراهن عليها الرئيس الاميركي دونالد ترامب لمواجهة الصين ، بحيث سيتضمن التحالف السعودي الباكستاني دعما ماليا واقتصاديا لباكستان ويجعلها في واقع سياسي عسكري اكثر ارتياحا من الهند حيث تغرق في ازمات اقتصادية واضحة.

- رد الأمير محمد بن سلمان بحركة سياسية قوية، بتسريعه مع الدول الأوروبية ديناميكية اعلان الدولة الفلسطينية كعهد ووعد قطعهما للفلسطينيين قبيل عملية طوفان الأقصى، فقادت السعودية هذا التوجه الذي ادى لتسارع الاعترافات الدولية بدولة فلسطين كبداية لحل هذه القضية بمآسيها ولتحقيق السلام في المنطقة اذا أمكن...

اذ في ظل استمرار اسرائيل في خطواتها العسكرية - الأمنية البعيدة المدى، فإن السعودية امّنت جبهة اسلامية -عربية -اوروبية مواجهة لها، ولا يعني ذلك بان اسرائيل ستتراجع عن خطواتها التوسعية وفتح الجبهات وهي التي بدأت تشكو من الاجراءات التي تتخذها القوات المصرية لمنع القوات الاسرائيلية من تهجير اهالي غزة الى مصر ام من خلال سيناء الى دول اخرى حيث يطالب نتانياهو بفتح معبر لأبناء قطاع غزة الذين يودّون الهروب من القتل والدمار وحربه المستدامة...

لكن تفضيل اسرائيل الأمن على السلام سيجعلها تستمر في المواجهات على عدّة جبهات في ظل تحولات في مزاج الرأي العام الذي يربكها وداعميها لكنه لن يوقف حربها، لكن كما اراد نتانياهو ان يغيّر خريطة المنطقة كان ولي العهد السعودي قادرا على فرض تحالفات سياسية وعسكرية في المقابل لن ترتاح اليها اسرائيل وبات عليها ان تأخذها بعين الاعتبار ، هذا دون التوقف امام اتساع نسبة الاعتراض عليها حتى داخل المجتمع الأميركي...