الآتي أعظم… "نية واضحة لتنفيذ عدوان وشيك"؟!

تتنامى في الأروقة السياسية والأمنية اللبنانية إشارات قوية تدل على أن مرحلة جديدة من التوتر والاشتباك قد تكون على الأبواب بين لبنان وإسرائيل، في ظل مؤشرات تؤكد أن "الآتي أعظم" من مجرد مناوشات أو تهديدات كلامية، ويبدو ان إدارة رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو تتجه نحو سياسة تصعيدية تُعيد رسم ملامح الصراع في جنوب لبنان.
مصادر سياسية تستبعد عبر وكالة "أخبار اليوم" انسحاب إسرائيل من جنوب لبنان، ما يعكس تغييراً جوهرياً في السياسة الإسرائيلية تجاه هذه المنطقة، بالتالي هذا الموقف الحازم يضع لبنان أمام واقع جديد، حيث أن مطالبة السلطات اللبنانية بالضغط على إسرائيل، لا سيما تلك التي برزت جلياً في خطاب رئيس الجمهورية العماد جوزاف عون أمام الجمعية العامة للأمم المتحدة في نيويورك، لم تلقَ الصدى المطلوب على المستوى الدولي، اذ الإدارة الأميركية لم تبدِ استعداداً لإجبار تل أبيب على التراجع أو الانسحاب.
في هذا السياق، تبرز التقارير الأمنية التي تُشدد على وجود حركة مكثفة لمسيرات الاستطلاع الاسرائيلي فوق كافة الاراضي اللبنانية لا سيما الضاحية الجنوبية لبيروت وصولاً الى البقاع والجنوب، والتي تُعد بمثابة رصد متقدم وتحضير لعمليات محتملة.
هذه التحركات، وفقاً للمصادر نفسها، لا تقتصر على مجرد مناورة عسكرية، بل توحي بأن هناك نية واضحة لتنفيذ عدوان وشيك قد يطال مناطق حساسة في لبنان.
انطلاقاً من هذا الواقع ، تبدي المصادر خشيتها من أن تكون المرحلة المقبلة أكثر قتامة، حيث أن "الآتي أعظم" ليس مجرد تهديد بل واقع مرير قد يفرض نفسه على الساحة اللبنانية، مما يستوجب يقظة وطنية وعقلانية سياسية لمواجهة مخاطر تصعيد محتمل لن يكون في صالح أحد.

شادي هيلانة - "أخبار اليوم"