محليات

لبنان المحاصر: تفاوض مباشر أم تصعيد عسكري

Please Try Again
انضم الى اخبار القناة الثالثة والعشرون عبر خدمة واتساب...
اضغط هنا

انقسم لبنان بين مشهدين، فيهما انعكاس للانقسام القائم في المنطقة. إيران تدعم مبادرة أمين عام حزب الله الشيخ نعيم قاسم للتفاوض والحوار مع المملكة العربية السعودية، وقد وصفها بالدولة الصديقة. في حين أنَّ إسرائيل تدعو لبنان إلى مفاوضات مباشرة معها؛ إذ اعتبر رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو أن هناك إمكانية لإبرام اتفاق سلام. الدعوة الإيرانية لها سياقها الإقليمي ضمن ما تعتبره طهران متغيرات تشهدها المنطقة، خصوصاً في ظل الحرب الإسرائيلية المستمرة، والمساعي لتكوين تفاهم إقليمي بين الدول لمواجهة هذا المشروع. وتعتبر إيران أن ما بعد العدوان على دولة قطر أصبحت دول الخليج تنظر إلى المخاطر الإسرائيلية الكبرى، وهذه فرصة لتثبيت التفاهمات وتطويرها. نتنياهو أيضاً يدعو لبنان إلى التفاوض المباشر في إطار ما يسميه "التحولات التي تحدثها إسرائيل في واقع المنطقة". 

أمام الدعوتين، لا يزال لبنان ساحة اشتباك وارتباك، وعرضة للمزيد من الضربات في ظل عدم وجود رؤية واضحة لكيفية التعاطي مع الاستحقاقات المقبلة، وفي ظل مواصلة اسرائيل لضرباتها واعتداءاتها، وهدفها فرض أمر واقع جديد تنتج عنه متغيرات سياسية على مستوى المنطقة ككل. يغرق لبنان في تفاصيله وخلافات مكوناته، في حين أنَّ الوقائع حوله تتغير جذرياً، وسط معلومات عن مهلة تعطيها إسرائيل لحسم خيار مسألة السلاح، والدخول في التفاوض المباشر، وفي حال لم يكن هناك استجابة، فإنها ستركز على تكثيف عملياتها العسكرية وتوسيعها، وربما توغلها البري لأجل فرض معادلة جديدة، وهي السيطرة على الأرض لتحقيق السلام، بدلاً من معادلة سابقة كانت مطروحة في العقود الماضية، وهي معادلة "الأرض مقابل السلام". 

دعوة نتنياهو العلنية للدخول في مفاوضات مباشرة مع لبنان، كان قد سمعها مسؤولون لبنانيون سابقاً في الكواليس، وعبر قنوات مختلفة؛ إذ وجهت دعوات ونصائح للبنانيين بأن يجري الانتقال إلى مفاوضات مباشرة في الناقورة على مستوىً سياسي، وطرحت حينها صيغة تشكيل لجان تفاوضية. لكن لبنان رفض ذلك، في حين تضعه إسرائيل بين خيار من اثنين: إما القبول بما هو معروض عليه، أو أن يبقى عرضة للضربات والاغتيالات. ولم يخفِ الإسرائيليون في تصريحاتهم أنهم سيراقبون الخطة التي اعتمدتها الحكومة لحصر السلاح بيد الدولة، وفي حال لم تنجح في تحقيق ذلك، فإن تل أبيب هي التي ستقدم على زيادة ضرباتها لتدمير البنية العسكرية لحزب الله كما تدعي.

ما تريده تل أبيب واضح: هو ترسيم الحدود مع لبنان كما تريدها هي، وهو المسار نفسه الذي تسلكه مع سوريا بعد ضرب اتفاقية العام 1974، وعدم الموافقة على العودة إليها، بل الإصرار على السيطرة على نقطة مرصد جبل الشيخ، وتل الحارة، إضافة إلى المطالبة بمناطق منزوعة السلاح، وفتح المجال الجوي أمام إسرائيل للوصول إلى إيران وضربها. هذا بالضبط ما يريد نتنياهو تكراره مع لبنان، لكنه يريد التفاوض المباشر على المستوى السياسي، وعبر إيفاد شخصية سياسية برتبة وزير للتفاوض المباشر مع رون ديرمير. لذلك فهي تشترط على لبنان أن يكون هناك منطقة عازلة في الجنوب، ومنطقة أخرى خالية من السلاح تصل إلى حدود نهر الليطاني، ليبدو ذلك كأنه محاولة للتأسيس لتأثير إسرائيلي دائم بالوقائع اللبنانية. تحاول إسرائيل وضع لبنان أمام خيارين، إما القبول بمسار التفاوض المباشر وفق شروطها ومطالبها، أو أن يبقى عرضة للضربات وعمليات الاغتيال، وهو ما قد يترافق مع محاولات لزيادة منسوب المشاكل الداخلية، المعطوفة على زيادة الضغط الدولي اقتصادياً ومالياً، كي يخسر لبنان كل أوراقه. 

انضم إلى قناتنا الإخبارية على واتساب

تابع آخر الأخبار والمستجدات العاجلة مباشرة عبر قناتنا الإخبارية على واتساب. كن أول من يعرف الأحداث المهمة.

انضم الآن
شاركنا رأيك في التعليقات
تابعونا على وسائل التواصل
Twitter Youtube WhatsApp Google News
انضم الى اخبار القناة الثالثة والعشرون عبر قناة اليوتيوب ...
اضغط هنا