عربي ودولي

المستهدفون والمتأثرون.. ما العقوبات التي سيُعاد فرضها على إيران؟

Please Try Again
انضم الى اخبار القناة الثالثة والعشرون عبر خدمة واتساب...
اضغط هنا

يجد الإيرانيون أنفسهم بشكل متزايد غير قادرين على الحصول على الغذاء الذي يحتاجونه للبقاء على قيد الحياة، مع شعور قلق بشأن المستقبل، في ظل إعادة فرض عقوبات الأمم المتحدة على طهران، بسبب برنامجها النووي، بحسب تقرير لصحيفة "واشنطن بوست".

وبتأثر مباشر من أنباء العقوبات، وصل الريال الإيراني إلى أدنى مستوياته على الإطلاق، مما يزيد الضغط على أسعار المواد الغذائية، ويجعل الحياة اليومية أكثر صعوبة. ويشمل ذلك اللحوم والأرز وغيرها من المواد الغذائية الأساسية على مائدة الطعام الإيرانية.

 كما يفزع الإيرانيون في جهة مقابلة من بدء جولة جديدة من القتال بين بلادهم وإسرائيل، وربما الولايات المتحدة أيضاً، في الوقت الذي يبدو فيه أن مواقع الصواريخ التي ضربت خلال الحرب التي استمرت 12 يوماً في يونيو/حزيران الماضي يجري إعادة بنائها.

ويخشى الناشطون الإيرانيون أيضاً من موجة متصاعدة من القمع داخل البلاد، في وقت أفادت تقارير أن إيران أعدمت بالفعل عدداً من الأشخاص هذا العام، أكبر من عدد من أعدمتهم خلال العقود الثلاثة الماضية.

ونقلت وكالة وكالة "أسوشيتد برس" عن مواطن إيراني، يُدعى سينا، تحدّث بشرط استخدام اسمه الأول فقط خوفاً من العواقب، إن البلاد لم تواجه مثل هذا الوقت الصعب من قبل، حتى خلال الحرمان الذي شهدته الحرب الإيرانية العراقية في الثمانينيات وعقود العقوبات التي جاءت بعد ذلك.


وأضاف: "لطالما كنا نعاني من ضائقة اقتصادية، وكل عام يكون الوضع أسوأ من سابقه. بالنسبة لجيلنا، إما أن يكون الأوان قد فات أو مبكراً جداً، بدأت أحلامنا تتلاشى".

عودة وشيكة
وفي ساعة مبكرة من صباح يوم الأحد، وفي حال عدم حدوث أي اختراق دبلوماسي في اللحظات الأخيرة، سيُعاد فرض عقوبات الأمم المتحدة على إيران من خلال "آلية الزناد"، كما يُطلق عليها الدبلوماسيون الذين تفاوضوا عليها في الاتفاق النووي الإيراني، للعام 2015، مع القوى العالمية. 

وصُمّمت "آلية الزناد" لتكون عصية على النقض (الفيتو) في مجلس الأمن الدولي، ما يعني أن الصين وروسيا لا تستطيعان إيقافها بمفردهما، إذ سبق لهما اقتراح إجراءات أخرى ضد طهران.

ويهدف الإجراء إلى تجميد الأصول الإيرانية في الخارج مرة أخرى، ووقف صفقات الأسلحة مع طهران، ومعاقبة أي تطوير لبرنامج الصواريخ الباليستية الإيراني، من بين تدابير أخرى.


وقالت كيلسي دافنبورت، الخبيرة النووية في جمعية الحد من الأسلحة، إن إدارة الرئيس الأمريكي، دونالد ترامب، تعتقد أن موقفها أصبح أقوى بعد الضربات في يونيو، ويمكنها انتظار عودة إيران إلى طاولة المفاوضات".

وأضافت: "بالنظر إلى المعرفة التي تمتلكها إيران، والمواد المتبقية فيها، فإن هذا افتراض خطير للغاية"، محذّرة من أن تستغل الولايات المتحدة أو إسرائيل غياب عمليات التفتيش كذريعة لشنّ المزيد من الضربات.

واستدعت إيران، السبت، سفراءها لدى فرنسا، وألمانيا، والمملكة المتحدة، للتشاور قبل إعادة فرض العقوبات، بحسب ما ذكرته وكالة أنباء الجمهورية الإسلامية الإيرانية الرسمية.

جوع وقلق
أدّت تداعيات حرب يونيو/حزيران إلى ارتفاع أسعار المواد الغذائية في إيران، مما جعل اللحوم باهظة الثمن بالفعل، وبعيدة عن متناول الأسر الأكثر فقراً، ويتوقع تقرير "واشنطن بوست" أن تتفاقم الآثار خلال الأيام المقبلة.

 وحدّدت الحكومة الإيرانية معدل التضخم السنوي الإجمالي عند 34.5% في يونيو/حزيران، وأفاد مركزها الإحصائي بأن أسعار المواد الغذائية الأساسية ارتفعت بأكثر من 50% خلال الفترة نفسها. لكن حتى هذا لا يعكس ما يراه الإيرانيون في المتاجر.

وتضاعف سعر فاصوليا بينتو 3 مرات خلال عام، بينما تضاعف سعر الزبدة تقريباً، كما ارتفع سعر الأرز، وهو غذاء أساس، بأكثر من 80% في المتوسط، ليصل إلى 100% للأصناف الفاخرة. وارتفع سعر الدجاج الكامل بنسبة 26%، بينما ارتفع سعر البيرة، ولحم الضأن، بنسبة 9%..

وأفادت وسائل إعلام محلية في إيران أن الضغوط المتعلقة بنقص الغذاء، والمخاوف بشأن استئناف الحرب، أدت إلى توجه المزيد من المرضى إلى الأطباء النفسيين منذ يونيو/حزيران الماضي.

 وفي مقابلة نشرتها صحيفة "همشهري"، قالت الدكتورة سيما فردوسي، وهي طبيبة نفسية سريرية، وأستاذة في جامعة شهيد بهشتي: "إن الضغط النفسي الناجم عن الحرب التي استمرت 12 يوماً من ناحية، والتضخم الجامح، وارتفاع الأسعار من ناحية أخرى، ترك المجتمع منهكاً وغير محفز".

وحذّرت من أنه "إذا استمر الوضع الاقتصادي على هذا النحو، ستكون له عواقب اجتماعية وأخلاقية خطيرة"، مشيرة إلى أن "الناس قد يفعلون أشياء لم يفكروا أبدًا في القيام بها في الظروف العادية من أجل البقاء".

3 خيارات مصيرية
ويزيد من تعقيد  الأمور على الإيرانيين، طبيعة الردّ الذي تدرسه القيادة، إذ كشف موقع "المونيتور" أن طهران تدرس 3 خيارات متعددة بين الدبلوماسية، والتصعيد، والتغييرات في سياستها النووية، مع العودة إلى فرض العقوبات، بدءاً من يوم الأحد، بعد فشل "سلسلة اجتماعات" في وقف "آلية الزناد".

وتُشير رسائل طهران إلى أنه في حال إعادة فرض العقوبات، فقد تتخذ إيران عدة خطوات: تعليق تعاون الوكالة الدولية للطاقة الذرية، أو مراجعة عقيدتها النووية، أو حتى الانسحاب من معاهدة حظر الانتشار النووي. وكلّ هذه الإجراءات قد تفاقم التوترات الإقليمية؛ ما يزيد من خطر اندلاع مواجهة أوسع نطاقاً.

المستهدفون والمتأثرون.. ما العقوبات التي سيُعاد فرضها على إيران؟ (إنفوغراف)

انضم إلى قناتنا الإخبارية على واتساب

تابع آخر الأخبار والمستجدات العاجلة مباشرة عبر قناتنا الإخبارية على واتساب. كن أول من يعرف الأحداث المهمة.

انضم الآن
شاركنا رأيك في التعليقات
تابعونا على وسائل التواصل
Twitter Youtube WhatsApp Google News
انضم الى اخبار القناة الثالثة والعشرون عبر قناة اليوتيوب ...
اضغط هنا