برّاك "يبشّر" بالحرب... وهذا هو المطلوب!
بينما تغادر السفيرة الأميركية ليزا جونسون بيروت خلال أيام قليلة وودّعت شعب لبنان برسالة عاطفية رقيقة، وبإنتظار وصول السفير الجديد ميشال عيسى الذي لا نعرف «ميتو» بعد، والموفدة مورغان أورتاغوس التي خبرناها جيداً، يصرّ الموفد الآخر طوم برّاك على إثارة البلبلة في لبنان عبر تكرار تصريحات ومواقف باتت ممجوجة ومتكررة، من دون تقديم أي دعم حقيقي وفعلي للبنان للخلاص من الاحتلال الإسرائيلي واستعادة السيادة الرسمية على كامل الأراضي اللبنانية لا سيما الجنوبية المحتلة، وتحرير المواطنين اللبنانيين الأسرى لدى الاحتلال ومنهم مدنيين اعتقلهم جيش الاحتلال، لا لسبب إلّا لأنهم تمسّكوا بأرضهم ومنازلهم المهدّمة وأبوا مغادرتها.
آخر مواقف برّاك أمس الأول تبشيره بإحتمال نشوب حرب أهلية بين اللبنانيين ما لم يتم نزع سلاح حزب الله، وتبنّيه موقف الاحتلال الإسرائيلي لتبرير استمرار الاحتلال، إذ قال لقناة "الجزيرة": "الولايات المتحدة ليست ضامناً في اتفاق وقف إطلاق النار بين لبنان وإسرائيل، والمشكلة أن إسرائيل ترى أن اتفاق وقف إطلاق النار لا ينفذ وأن حزب الله يُعيد بناء قدراته. وأنه إذا أراد اللبنانيون دولة واحدة وجيشاً واحداً فعليهم نزع سلاح حزب الله ومنع نشوب حرب أهلية"، وهذا يعني انه إذا لم ينتزع السلاح ستحصل حرب أهلية لنزعه أو لرمي لبنان في الفوضى كما سبق وحصل إبّان الحرب الأهلية بعد كلام الموفد الأميركي وقتها ريتشارد مورفي، "إما مخايل الضاهر رئيسا وإما الفوضى"، فوقعنا في الفوضى.
وبناء على هذا الموقف الذي يعكس الموقف الحقيقي للإدارة الأميركية بالتعامل مع لبنان ومع بقاء الاحتلال، أي دعم ينتظره لبنان بعد؟ وأي ضغط يمكن أن تمارسه هذه الإدارة على كيان الاحتلال طالما انها تغطي عدوان إسرائيل على لبنان وعلى غزة وشعبها الأعزل ولم توفر تغطية عدوانه على قطر؟ والى متى سيبقى العهد وستبقى الحكومة تراهن على الأميركي؟
يبدو ان الحكم والحكومة ما زالا ينتظران زيارة أورتاغوس التي تردّد انها ستزور بيروت الشهر المقبل. لكن التجربة معها مريرة، ولا يفترض أن يراهن لبنان على ان زيارتها الجديدة ستحمل الحلول. فكم من مرة وعدت هي وبرّاك ورئيس لجنة الإشراف الخماسية على وقف اطلاق النار، الجنرال الأميركي الحالي، والذي قبله وربما الذي سيليه قريباً، بالضغط على إسرائيل لتنفيذ المطلوب منها ضمن اتفاق وقف الأعمال العدائية، لكن تصاعدت الأعمال العدائية ضد لبنان من الجنوب الى البقاع، وسقطت مؤخراً عائلة شرارة الجنوبية كاملة بأطفالها الأربعة ضحايا العدوان وهم آتون من أميركا في زيارة عائلية؟!
أين الكلام الأميركي الذي قيل أكثر من مرة عن تفعيل لجنة الإشراف الخماسية؟ وأين الدور الفرنسي الضاغط أيضاً إذا كان الأميركي لا يمارس مهمته المفترض انها "نزيهة وحيادية"؟ ولماذا تنصّل برّاك من الوعود الأميركية المتكررة للمسؤولين في لبنان بتقديم الضمانات لوقف الاعتداءات؟ وأين وعود أضاء الكونغرس الأميركي الذين زاروا لبنان مراراً وأين حرصهم على دعم لبنان واستقراره؟ وأخيرا أين كلام الرئيس دونالد ترامب عن السعي لتحقيق استقرار لبنان وازدهاره الاقتصادي؟
ظهر جليّاً ان كل هذه الوعود الفضفاضة حبر على ورق وكلام في الهواء. أو ان ثمن تنفيذ الوعود الأميركية سيكون غالياً وفق كلام برّاك وقبله وبعده كلام السيناتور ليندسي غراهم ومن بيروت ومن منصة القصر الجمهوري، «اما حرب أهلية واما في أضعف الأحوال صدام بين الجيش اللبناني وبين حزب الله وبيئته الحاضنة»، ما يعني توسيع خطر الفتنة والانقسام وسيلان الدم كرمى لحماية كيان الاحتلال الإسرائيلي؟
لذلك يطرح الكثيرون من المتابعين اقتراحات بعودة الحكم والحكومة عن المقاربات المعتمدة بالتعامل مع الأميركي ومع بقاء الاحتلال جاثماً على أرض لبنان، واعتماد مقاربات أخرى متشددة أكثر، بعدما ظهر ان الدبلوماسية الهادئة لم تسفر عن نتيجة، وان المطلوب دبلوماسية الأظافر الخشنة بدل دبلوماسية القفازات البيضاء الناعمة.
غاصب المختار - اللواء
انضم إلى قناتنا الإخبارية على واتساب
تابع آخر الأخبار والمستجدات العاجلة مباشرة عبر قناتنا الإخبارية على واتساب. كن أول من يعرف الأحداث المهمة.
انضم الآنشاركنا رأيك في التعليقات | |||
تابعونا على وسائل التواصل | |||
Youtube | Google News |
---|