"الحزب يتخبّط"... والطريق الى الرياض مقطوع؟
أثارت الدعوة المفاجئة التي أطلقها الأمين العام لحزب الله الشيخ نعيم قاسم إلى فتح صفحة جديدة من الحوار مع المملكة العربية السعودية، سجالاً واسعاً على الساحة اللبنانية والإقليمية، ولو طغت عليها إضاءة صخرة الروشة. وبينما رأى البعض في الخطوة تحوّلاً لافتاً في خطاب الحزب، اعتبرها آخرون محاولة للخروج من عزلة متنامية يعيشها محلياً وإقليمياً.
وضع مدير المعهد الجيوسياسي للشرق الأوسط وشمال أفريقيا الدكتور نوفل ضو الدعوة في خانة "محاولة سياسية للتعويض عن فقدان القدرة العسكرية على التأثير في مجريات المنطقة، وعن الانهيار التدريجي لمحور الممانعة". ويرى ضو أنّ الحزب يسعى من خلال هذا الطرح إلى البقاء على مسرح الأحداث الإقليمية عبر استجداء دور سياسي، من دون أن يترافق ذلك مع مراجعة جدية لخياراته السابقة.
ويؤكد ضو، في حديث لموقع mtv، أنّ الدعوة "ملغومة"، لأنها لا تقوم على أساس تغيير في سياسات الحزب أو تخليه عن مشروعه الإقليمي، بل على ما وصفه بـ"الوهم"، أي محاولة دفع السعودية والعرب إلى تبني سياسات الحزب والالتحاق بمحور الممانعة، بدل الاعتراف بخطأ النهج الذي سلكه مع إيران والاستعداد لتصحيحه.
في المقابل، يوضح ضو أن السعودية، بصفتها دولة إقليمية كبرى ذات أدوار محورية في الشرق الأوسط والعالم، لا تبدي اهتماماً بما يصفه بـ "الأذرع والملحقات"، بل تتعاطى مع الدول مباشرة، ومع أي جهة سياسية من خلال موقعها في الدولة، لا كبديل عنها أو على حسابها.
ويذكّر ضو بأنّ "سلوكيات حزب الله، من اعتداءات وممارسات أمنية وعسكرية، إلى تصنيع المخدرات وتصديرها وتبييض الأموال، دفعت المملكة ومعظم دول الخليج ودولاً عدة في العالم إلى تصنيفه كمنظمة إرهابية، ولا شيء تغيّر حتى اللحظة".
من هنا، يعتبر ضو أنّ الحزب "في مأزق حقيقي"، إذ تكشف مواقفه الأخيرة عن تخبط وفقدان للبوصلة، مشيراً إلى أنه "لا يملك لا الرؤية ولا النيّة لتصحيح أخطائه الاستراتيجية". ووفق تحليله، فإن ما يقوم به الحزب ليس سوى "هروب إلى الأمام، ومحاولة لكسب الوقت والمناورة، بانتظار متغيرات إقليمية قد تسمح له بترميم قدراته العسكرية ومتابعة مشروعه الإيراني".
وبين دعوة الحوار وممارسات الأمس، يبقى حزب الله عالقاً بين عزلة متفاقمة ورهانات خاسرة، فيما تنتظر المنطقة أفعالاً لا أقوالاً.
ماريا رحال - mtv
انضم إلى قناتنا الإخبارية على واتساب
تابع آخر الأخبار والمستجدات العاجلة مباشرة عبر قناتنا الإخبارية على واتساب. كن أول من يعرف الأحداث المهمة.
انضم الآنشاركنا رأيك في التعليقات | |||
تابعونا على وسائل التواصل | |||
Youtube | Google News |
---|