خفايا الهجوم على الجيش
بدت الحملة التي شنّتها جهات سياسية وإعلامية على الجيش والقوى الأمنية لافتة في حدّتها المرتفعة ولهجتها القاسية، ما دفع إلى التساؤل عن أبعادها المضمرة ومراميها الحقيقية.
أوحى الهجوم العنيف الذي تعرّضت له المؤسسة العسكرية والقوى الأمنية، بأنّه أبعد من حدود أزمة فعالية صخرة الروشة، وكأنّ مسألة إضاءة الصخرة بصورتي السيدين حسن نصرالله وهاشم صفي الدين كانت مجرد ذريعة لإفراغ حمولة «القلوب المليانة» لدى البعض.
وهناك من يفترض أنّ التصويب على الجيش خصوصاً، إنما يعكس في جوهره اعتراضات كامنة على خطته لحصرية السلاح، وعلى أسلوبه الهادئ في تنفيذها، خلافاً لتمنيات المستعجلين الذين يريدون منه سحب سلاح «حزب الله» على إيقاعهم، حتى لو أدّى ذلك إلى مواجهة بينه وبين «الحزب» على حساب السلم الأهلي.
وبعدما كان وزير الدفاع قد تولّى الردّ الفوري على الحملة ومنظميها الظاهرين والمستترين، دخل رئيس الجمهورية العماد جوزاف عون بنفسه على الخط، بالنظر إلى شراسة الاستهداف، مؤكّداً أنّ السلم الأهلي هو أولوية مطلقة، وأنّ من واجب الجيش والقوى الأمنية الحفاظ عليه، ومشدّداً على انّه «ليس من المقبول توجيه الانتقاد أو الاستهداف إلى المؤسستين العسكرية والأمنية، فهما خط أحمر لا يجوز المسّ به تحت أي ذريعة».
وكان لافتاً أنّ عون اختار، وفي عزّ القصف على اليرزة، أن يكرّم قائد الجيش العماد رودولف هيكل، مقلّداً إياه الوشاح الأكبر من وسام الأرز الوطني، تقديراً لعطاءاته وللمهمّات القيادية التي يتولاها، وهو تكريم يشكّل في حدّ ذاته رسالة إلى من يهمّه الأمر، ولا ينفصل في رمزيته وتوقيته عن القرار الرئاسي بالردّ على الهجوم الذي تتعرّض له المؤسسة العسكرية.
وضمن سياق متصل، أبلغ مصدر رسمي إلى «الجمهورية»، أنّ الهجوم على الجيش يندرج في إطار الضغط عليه لمحاولة دفعه إلى تنفيذ أجندات خاصة ببعض الأطراف، «وصخرة الروشة لم تكن سوى فشّة خلق».
ويلفت المصدر إلى أنّ هناك من لم يكن راضياً في الأساس عن الخطة التي قدّمها الجيش لحصر السلاح وعن آلية تنفيذها، «لأنّ هؤلاء يريدون أن تكون الخطة وآليتها التنفيذية مفصّلة على قياس أهوائهم ومصالحهم السياسية، حتى لو أفضى الأمر إلى وقوع فتنة داخلية.»
ويتساءل المصدر: «لماذا كان هؤلاء أنفسهم مسرورين من الجيش عندما رفض مواجهة الناس المشاركين في انتفاضة 17 تشرين، وعندما رفض أيضاً مواجهة المواطنين المشاركين في حراك 14 آذار، ثم غضبوا منه اليوم لأنّه امتنع عن الصدام مع شريحة شعبية التزاماً بوقوفه على مسافة واحدة من جميع اللبنانيين؟ وهل يكون الجيش ممتازاً، فقط إذا ناسب حياده فريق معين في لحظة سياسية محدّدة، ثم يغدو سيئاً إذا لم يخدم حياده هذه المصلحة او تلك في لحظة أخرى؟».
ويشير المصدر الرسمي الواسع الإطلاع، إلى أنّ «الجيش ليس معنياً أصلاً على نحو مباشر بالأمن الداخلي، الذي هو من اختصاص ومسؤولية قوى الأمن بالدرجة الأولى، مع بقائه جاهزاً دائماً لمؤازرتها عند الحاجة والضرورة».
ويوضح المصدر، انّه وانطلاقاً من هذه القاعدة، كان الجيش في جهوزيته الكاملة في محيط صخرة الروشة أثناء تنظيم فعالية إضاءتها بالصورتين، «لكنه لم يكن مكلّفاً لا منع تظهير الصورتين ولا إحصاء عدد الوافدين، وما إذا كانوا قد تجاوزوا سقف الـ500 شخص أم لا، وإنما كان همّه البقاء على أهبة الاستعداد لمنع الإخلال بالاستقرار وللحؤول دون أي استهداف إرهابي للاحتفال، ما تطلّب منه بذل جهد كبير في مجال التقصّي الإستخباراتي».
عماد مرمل - الجمهورية
انضم إلى قناتنا الإخبارية على واتساب
تابع آخر الأخبار والمستجدات العاجلة مباشرة عبر قناتنا الإخبارية على واتساب. كن أول من يعرف الأحداث المهمة.
انضم الآنشاركنا رأيك في التعليقات | |||
تابعونا على وسائل التواصل | |||
Youtube | Google News |
---|