الصحافة

أبعاد وأهداف زيارة هيكل إلى الدوحة

Please Try Again
انضم الى اخبار القناة الثالثة والعشرون عبر خدمة واتساب...
اضغط هنا

تأتي زيارة قائد الجيش اللبناني العماد رودولف هيكل إلى الدوحة، في توقيت دقيق، يحمل الكثير من الدلالات والاشارات، سواء على المستوى اللبناني الداخلي أو على مستوى التوازنات الإقليمية التي تعيد رسم معالم النفوذ في المنطقة، بعد التطورات الكبرى التي شهدتها خلال السنتين الاخيرتين.

فلبنان يعيش منذ سنوات أزمة بنيوية خانقة، تتداخل فيها العوامل الاقتصادية والسياسية والأمنية، وسط غياب واضح للتوافق الداخلي حول كيفية إدارة مرحلة ما بعد الحرب على غزة وما تلاها من تطورات ميدانية وسياسية دراماتيكية، برزت معها المؤسسة العسكرية كإحدى الركائز القليلة المتبقية للدولة، التي ما زالت تحافظ على حدٍّ أدنى من التماسك والشرعية، رغم التحديات غير المسبوقة المتصلة بتمويلها، وبقدرتها على ضبط الحدود، وبتأدية دور فعّال ومتوازن في معادلة الأمن الداخلي - الإقليمي، من جهة، والمصالح الغربية والعربية من جهة أخرى.

من هنا، تبدو زيارة العماد هيكل إلى الدوحة أكثر من مجرد محطة بروتوكولية، إذ تأتي في سياق مسعى متكامل لتثبيت موقع الجيش اللبناني كلاعب مركزي في مرحلة إعادة تنظيم الوضع الأمني، ولتأمين دعم عربي، مالي وسياسي، يعيد التوازن إلى معادلة الدولة اللبنانية في مواجهة التحديات الداخلية والخارجية، كما انها تصب في مصلحة الجهد القطري المتواصل لترسيخ حضورها في الساحة اللبنانية، مستثمرة موقعها كوسيط مقبول من مختلف الأطراف، وساعية إلى تعزيز نفوذها في الملفات اللبنانية الحساسة، سواء عبر بوابة الدعم الإنساني والاقتصادي أو من خلال التعاون الأمني والعسكري، مراهنة في ذلك على مكانة الجيش كمؤسسة وطنية جامعة قادرة على تأدية دور ضابط الإيقاع في أي تسوية سياسية أو أمنية مقبلة.

انطلاقا من ذلك ترى مصادر سياسية، ان الزيارة تمثل تقاطعاً لمجموعة أهداف متشابكة: لبنانية داخلية، تتصل بتعزيز قدرات المؤسسة العسكرية، وعربية- إقليمية تتعلق بإعادة إدماج لبنان في المنظومة العربية، ودولية ترتبط بمساعي الغرب للحفاظ على استقرار لبنان كخط دفاع أول في مواجهة الفوضى الممتدة من سوريا إلى البحر المتوسط، ما يكسبها أهمية خاصة باعتبارها مؤشراً على تحوّل تدريجي في مقاربة الدولة اللبنانية لعلاقاتها مع الدول العربية، وعلى رغبة ضمنية في تحييد الجيش عن الاصطفافات السياسية، وتحويله إلى منصة استقرار داخلي وواجهة للتعاون العربي - الدولي، في لحظة دقيقة من تاريخ المنطقة.
وفي هذا الاطار تتوقف المصادر عند حدث لافت سبق الزيارة وتمثل بالرسالة التي تلقاها رئيس الجمهورية من امير قطر، في"عز ازمة الروشة" والحملات التي استهدفت الجيش، ويوم تقليده العماد هيكل وشاح الجمهورية، معربا فيها التضامن مع الجيش ودعمه باعتباره حاميا للوحدة الوطنية، في توقيت اثار انتباه المراقبين يومذاك، مشيرة الى ان اهداف الزيارة المباشرة تتلخص في:

- شكر قطر على الدعم الذي تقدمه للجيش، من محروقات، ومن دفعات مالية شهرية للعسكريين، تبلغ الـ 150$، فضلا عن تمويلها لشراء عدد من السيارات الرباعية الدفع، ذات الطابع المدني.

- الطلب من الدوحة رفع نسبة مساعداتها، خصوصا عشية انعقاد مؤتمر دعم الجيش الجيش، في ظل الحاجات الكبيرة التي يحتاج اليها لاتمام مهامه في عملية حصر السلاح، من دعم لوجستي في المعدات المتخصصة في تفكيك الاسلحة والذخائر واتلافها، كذلك العربات المدرعة، ووسائل الاستطلاع وجمع المعلومات، فضلا عن الحاجة الى مساعدات مالية "كاش" لتعزيز اوضاع العسكريين الاقتصادية.

علما ان اكثر من مصدر خارجي، يشير الى ان صعوبة عقد المؤتمر في الوقت القريب، نظرا لعوامل سياسية خارجية.

- مناقشة ملف السلاح الفلسطيني ووضع المخيمات، حيث تؤدي الدوحة دورا اساسيا في موضوع حماس وتسليمها لسلاحها، وهو ملف وضع على نار حامية بعد التزام الحركة وموافقتها على السير بخطة الرئيس الاميركي دونالد ترامب.

ميشال نصر -الديار

انضم إلى قناتنا الإخبارية على واتساب

تابع آخر الأخبار والمستجدات العاجلة مباشرة عبر قناتنا الإخبارية على واتساب. كن أول من يعرف الأحداث المهمة.

انضم الآن
شاركنا رأيك في التعليقات
تابعونا على وسائل التواصل
Twitter Youtube WhatsApp Google News
انضم الى اخبار القناة الثالثة والعشرون عبر قناة اليوتيوب ...
اضغط هنا