خليل: وطننا لا يبنى بالتحدي ولا بالمعارك الوهمية
اعتبر النائب علي حسن خليل، أن "لا سلام للبنان بدون سلام جنوبه، ولا حرية للوطن بدون حرية الجنوب، ولا سلام ما دامت سيادته منتهكة وما دام العدو يخرق حدوده وسماءه بحرا وبرا وجوا"، وطالب ب"انخراط الجميع في حوار يوصل الى رؤية موحدة حول كيفية التعاطي مع المرحلة المقبلة على كل المستويات".
جاء ذلك خلال لقاء حاشد في دارة مسؤول مكتب الشؤون البلدية والاختيارية المركزي في حركة "أمل" بسام طليس، لمناسبة ذكرى وفاة والديه، في حضور نائب رئيس المجلس الإسلامي الشيعي الأعلى الشيخ علي الخطيب، ممثل المرجع السيد علي السيستاني الحاج حامد الخفاف، وكيل المرجع الشيخ بشير النجفي في لبنان الشيخ علي بحصون، النواب: أيوب حميد، غازي زعيتر، حسين الحاج حسن، علي المقداد، ينال صلح، علي بزي، هاني قبيسي، محمد خواجة، وملحم الحجيري، الوزراء السابقين: علي حمية، حسن اللقيس، عباس مرتضى، فايز شكر، وعلي عبدالله، مفتي محافظة بعلبك الهرمل الشيخ بكر الرفاعي، مفتي البقاع الشيخ خليل شقير، المفتي الشيخ عبدو قطايا، نائب رئيس حركة أمل هيثم جمعة، رئيس الهيئة التفيذية عضو هيئة الرئاسة العميد عباس نصرالله، رئيس المكتب السياسي جميل حايك وأعضاء من المكتب السياسي، مسؤول قيادة إقليم البقاع أسعد جعفر، مسؤول منطقة البقاع في "حزب الله" حسين النمر، الأمين العام لحزب "البعث العربي الاشتراكي" علي يوسف حجازي، مدير مستشفى بعلبك الحكومي الدكتور عباس شكر، رئيس فرع الجامعة الإسلامية في بعلبك الدكتور أيمن زعيتر، قيادات أمنية وعسكرية، وفاعليات دينية وقضائية وحزبية وبلدية واختيارية واجتماعية وهيئات حركية.
شرف
واستهل اللقاء المسؤول الإعلامي في إقليم البقاع حمزة شرف، فقال: "نجتمع اليوم في بقاع القسم، إرثنا في كربلاء امتد وصله، نهجنا مقاومة، وميثاقنا من أجل إنساننا، وما زلنا مع كل فجر نصلي لعودة إمامنا المغيب السيد موسى الصدر، ولحفظ حامل الأمانة الرئيس نبيه بري".
خليل
وخاطب النائب خليل الحضور فقال: "أنتم أيها الكوكبة العزيزة الغالية من الأرض المعطاء، من أرض التضحية والبطولة والفداء، من أرض الانطلاقة الأولى لإمامنا المغيب الذي احتضنته قائدا ورائدا وصاحب مشروع وطني، فكانت أرض الوطنية والانتماء الحقيقي، التي كانت على الدوام نبض هذا الوطن المعذب والمقاوم والقادر دوما على النهوض، نبض إنسانه المقاوم الذي لم يتخل في كل المحطات عن أن يكون الدرع الواقي لوحدة هذا الوطن وحريته واستقلاله وقدرته على الصمود والحياة، في الأرض التي اتسمت على الدوام بالبطولة والرجولة والعطاء، فكان منها انطلاقة الشهداء الأوائل الذين يواجهون العدو على طريق حماية هذا الوطن وحريته واستقلاله وسيادته، الشهداء الذين رسموا لنا درب الحرية والبطولة في وطن الإنتصار والقدرة على هزيمة العدو، نلتقي مع هذه النخبة في مجلس يجمع بين الوجدان والإيمان والقلوب المنفتحة على بعضها البعض، المتلاقية على خير هذا الوطن".
ورأى ان "هذه المنطقة كانت وما زالت مثال الوحدة الوطنية الحقيقية، لا وحدة الشعار المزيف، بل وحدة التلاقي في كل المحطات. ونحن نلتقي اليوم على محبة الإمام الحسين، نلتزم كل قيمه وكل المعاني التي استشهد من أجلها، نلتقي على حب إمام الإنسانية وإمام الدفاع عن كرامة الإنسان وحريته، نلتقي في مدرسة رفض الظلم والتمسك بالحق والقول الصادق، ونحن تربينا على هذا النهج، وعرفنا الإمام من خلال حفيده ناصرا للمظلومين، رافضا لأي شكل من أشكال الظلم والقهر، نلتقي في رحاب هذه المنطقة العزيزة من وطننا الذي لا يقوم إلا حيث تتكامل القيم الاخلاقية والإنسانية مع الرؤية السياسية، لأن الانتماء هو بقدر الإلتزام بعمق القيم التي نتمسك بها".
وأضاف: "إن البقاع لم يكن يوما على هامش الوطن، ربما كان على هامش حسابات الدولة أو الحكومات، هو في قلب الوطن، لأن الوطن لا يرتفع إلا عندما يرتفع أبناء البقاع وبعلبك الهرمل، فمن هذه الأرض خرجت المبادرات الوطنية، وكانت وحدة الدماء التي دافعت عن حدود الوطن واستقلاله الحقيقي، حيث قدمت الشهداء على امتداد تاريخنا، وليس آخرهم من شيعنا على تخوم بلدة الخيام التي شكلت ملحمة بطولية كبيرة في تاريخ الوطن والأمة وكل الاحرار، عشرات الشهداء من أبناء البقاع لم يذهبوا إلى هناك للدفاع عن مشروع خاص، ولم ينطلقوا من حسابات خاصة طائفية أو مذهبية أو مناطقية أو حزبية، بل كانوا هناك يدافعون عن كرامة كل اللبنانيين على اختلاف انتماءاتهم عندما وقفوا في وجه العدو على تخوم الحدود، وكان عنوان معركتهم الدفاع عن كل اللبنانيين، عن مسيحيي الوطن ومسلميه، لأن لا سلام للبنان بدون سلام جنوبه، ولا حرية للوطن بدون حرية الجنوب، ولا سلام ما دامت سيادته منتهكة وما دام العدو يخرق حدوده وسماءه بحرا وبرا وجوا".
وتابع: "دفع البقاع العزيز أثمانا من الإهمال والحرمان، رغم الكثير من العمل الجاد من كتلتي التنمية والتحرير والوفاء للمقاومة، ولكن لم يكن البقاع يوما في عين التصويب الحكومي ليكون منه وفيه مشروع نهوض الوطن. وقد استذكرنا قبل أيام موريس الجميل الذي رأى قبل 60 سنة أن النهوض بالبقاع هو نهوض بلبنان، وأن تنمية حقيقية للبقاع يمكن ان ترفع شأن كل الوطن. كما ان إمامنا القائد المغيب السيد موسى الصدر كان رؤيويا عندما عرف حقيقة وخصوصية ووطنية هذه المنطقة، علينا ان نستحضر كل صاحب رؤية للنهوض بالبقاع، بقاعنا يستحق خطة تنميه حقيقية زراعية وصناعية وفرص عمل، يستأهل ان نكمل كل الخطط والأفكار التي وضعت. البعض يعتبر أن زراعة القنب واحدة من العناوين التي لم تؤد إلى نتيجة، هذا الأمر وحده لا يكفي ولا يشكل الفرق الكبير، ولكن يمكن الانطلاق منه عبر استكماله بخطوات ترتبط بتنمية الزراعة والصناعة وتأمين فرص العمل لشباب هذه الارض، وهذا الأمر سيكون في صلب عملنا ودعمنا لفعاليات البقاع على كل المستويات. بدون تنمية حقيقية وعادلة لا يمكن ان تكون هناك دولة حقيقية وقوية".
وقال: "نحن نعيش اليوم وقف الحرب القاتلة العدوانية على غزة التي صمدت على مدى سنتين، وقدمت أكثر من نصف مليون من أبنائها بين شهيد وجريح على مرأى من العالم، ونحن اليوم نأمل أن تطوى هذه الصفحة، رغم الحذر الشديد لأن العدو ما زال يتربص بفلسطين ويعمل لتصفية القضية وإبادة غزة وشعبها. ولكن كل ما يوقف دورة القتل نحن نشجع عليه، ونقف إلى جانب إخواننا في فلسطين مع كل الخطوات التي يتفقون عليها بين الفصائل المختلفة".
ودعا إلى "انخراط الجميع في حوار يوصل الى رؤية موحدة حول كيفية التعاطي مع المرحلة المقبلة على كل المستويات، فعدونا لم يسقط مشروعه في تصفية هذه القضية".
وأعلن خليل: "نحن نحتاج إلى مقاربة جديدة لنحمي وطننا لبنان، إلى كلمة سواء، إلى عقول راجحة إلى عقول منفتحة لا نقف عند حدود الحسابات الضيقة مذهبية وطائفية وسياسية وحزبية. باستطاعتنا أن ننظم اختلافنا مع بعضنا البعض، أن نلتقي على المشترك، وأن نعمل على توسيع هذا المشترك، لكن الأهم أن تكون المنطلقات وطنية صادقة، تعرف من هو عدو هذا الوطن ومن يريد الخير له. نحن دفعنا كثيرا من أجل الاستقرار الوطني، ونحن اليوم أحرص على هذا الاستقرار، أحرص على تضييق مساحات الاختلاف بين اللبنانيين، لأننا ما زلنا في عين الاستهداف من عدو لم يقف لا عند اتفاق دولي، ولا عند قرار دولي، ولا عند اتفاق لوقف اطلاق النار".
وتابع: "لبنان منذ 11 شهرا التزم وقف إطلاق النار بكل مكوناته، الدولة والجيش والمقاومة والناس كلهم التزموا بما تعاهدنا عليه، لكن هذا العدو كان وما زال وحتى هذه الساعات يخرق هذا الاتفاق قتلا واغتيالا وتفجيرا للبيوت، في محاولة لقتل إرادة الحياة لدى الجنوبيين ومن أجل إخضاع لبنان والتسليم بالمخطط الأساس له، وهو الارتهان لمشروع سيطرته على المنطقة. من هنا نحن كنا وما زلنا في موقع الحرص على إعطاء الفرصة للدولة لتقوم بواجباتها ومسؤولياتها".
ولفت إلى أن"واجب الدولة على المستوى السياسي أولا أن تعيد ثقة المواطن بها، والأهم كيف تبني الدولة ثقة المواطن، وثقة المواطن تتطلب أن تبادر الدولة في السياسة، في الدبلوماسية، في الحضور المباشر على الأرض، ضغطا بكل الوسائل لردع هذا العدو، لا يكفي أن نتحدث في مناسبات عامة وكأن ما يحصل هو أمر عادي قد تطبعنا معه، العدوان والقتل لا يمكن التطبع معه والتسليم به، بل المطلوب من الدولة أن تبقى دائما في حالة استنفار من أجل إشعار الناس في تلك المناطق بعمق هذا الارتباط بينهم وبين دولتهم".
وشدد على أن "استقرارنا الداخلي من استقرار الجنوب، لا سلام للبنان من دون سلام جنوبه، وواحدة من أهم العناوين هي إعادة اعماره. نحن لا نطرح اليوم مسألة نعتبرها إشكالية، نحن نريد لإعادة الإعمار أن تكون مسؤولية وطنية جامعة، وهي مسؤولية وطنية، مسؤولية الجميع إعادة الإعمار في الجنوب واعادة الاعمار في البقاع الذي دفع أيضا نفس الضريبة كما أبناء الجنوب. اليوم نرى إهمالا حقيقيا من الدولة تجاه ملف الإعمار، وإلا كيف يُعقل أن تُرسل موازنة إلى المجلس النيابي لا تلحظ قرشا واحدا مخصصا لإعادة الإعمار؟ للأسف نسمع أحد الأطراف السياسية يحاول التهرب من مسؤولية الإعمار، يطرح أن ترمى مسؤولية الإعمار على فئة من الناس دفعت الدم دفاعا عن كل لبنان، البعض يعتبر هذه المسألة مسألة فئوية، نحن لا نريدها نقطة خلافية، نريدها نقطة التزام بين الجميع، لا نريد أبدا ولن نسمح الاستثمار على وجع الناس، هذا المشروع مسؤولية الدولة".
وأشار خليل إلى أن "وطننا لا يبنى بالتحدي، لا يبنى بخلق المعارك الوهمية وتصعيدها وطرحها باعتبارها هي هم الوطن. هم الوطن اليوم استكمال تحرير أرضه، وقف العدوان عليه، إعادة بنائه، إعادة إعماره، تثبيت إرادة الحياة لدى الجنوبيين في أرضهم على تخوم فلسطين في مواجهة مشروع هذا العدو، وإعادة بناء الدولة ومؤسساتها. نحن أبناء الدولة ونريدها أن تكون الدولة القوية القادرة العادلة، نحن الذين دفعنا دماء من أجل قيامة هذه الدولة".
وتطرق النائب خليل إلى استحقاق الانتخابات النيابية المقبلة، فقال: "لا يمكن أن نختم دون المرور على قضية يحاول البعض أن يعتبرها محطة مفصلية لتصفية حساب مع مشروع حملناه خلال السنوات الماضية، محطة الانتخابات النيابية. باختصار نقول نحن كثنائي وطني مع إجراء الانتخابات النيابية في موعدها ووفق القانون النافذ، ونحن نعتبر هذا الأمر واجبا وطنيا ومسؤولية تحملناها في الدورات الماضية نيابة عن الناس من أجل رفع مطالبهم وأصواتهم إلى كل المحافل، وسنبقى نتحمل هذه المسؤولية باعتزاز وفخر، فخر الذين قدموا الشهداء في سبيل هذا الوطن شهداء حزب الله وشهداء حركة أمل شهداء البقاع، شهداء الجنوب وكل لبنان الذين سقطوا من أجل هذا الوطن والمشروع الوطني الكبير الذي نحميه بمقاومتنا، ونحميه أيضا من خلال الاستحقاق السياسي المركزي وهو الانتخابات النيابية. أنتم يا أبناء البقاع حين ترفعون رؤوسكم يعلو لبنان".
والختام بمجلس عزاء حسيني للقارئ الشيخ حيدر المولى.
انضم إلى قناتنا الإخبارية على واتساب
تابع آخر الأخبار والمستجدات العاجلة مباشرة عبر قناتنا الإخبارية على واتساب. كن أول من يعرف الأحداث المهمة.
انضم الآنشاركنا رأيك في التعليقات | |||
تابعونا على وسائل التواصل | |||
Youtube | Google News |
---|