الصحافة

معركة الزعامة المسيحية: القوات والتيار على خط النار

Please Try Again
انضم الى اخبار القناة الثالثة والعشرون عبر خدمة واتساب...
اضغط هنا

تخوض القوى المسيحية الانتخابات النيابية في أيار 2026 وكأنها حاصلة اليوم. لقاءات، تحركات، مواقف وهجمات متبادلة تصبّ في خانة الحشد الانتخابي لمعركة "كسر العضم" على الزعامة. المعركة تشتدّ على خطّي معراب وميرنا الشالوحي، فالأولى تريد أن تتقدّم في صدارة الزعامة على حساب التيار الوطني الحر، فيما يسعى الثاني إلى إعادة تكوين حضوره بعد التراجع الذي أصابه في السنوات الأخيرة نتيجة الحملات التي طاولته واستغلال خصومه لأداء وزرائه المتعاقبين وتحالفاته السابقة، وعلى رأسها مع حزب الله. في الحديث الانتخابي القواتي، لا صوت يعلو على صوت الاغتراب، وهو ما يحرص عليه رئيس الحزب سمير جعجع الذي يدرك أن الصوت الاغترابي بات عاملاً حاسماً في الدوائر المسيحية. وتشير أوساط قواتية إلى أن العمل سيأخذ منحى تصعيدياً في المرحلة المقبلة لحثّ الرئيس نبيه بري على الدعوة إلى جلسة تشريعية لبحث قانون الانتخاب وتعديل المادة 112 من القانون الحالي، لافتة إلى أن الحزب جهّز لوائح أصوات المغتربين من مختلف القارات، وسيسعى لتأمين مشاركتهم في اقتراع 2026 ولو تطلب الأمر عودتهم إلى لبنان. وتضيف المصادر أن الماكينات الانتخابية في معراب تعمل على مدار الساعة لحسم التحالفات النيابية مع القوى الحزبية أو المستقلة، مع ميلٍ واضح إلى خيار المواجهة المفتوحة ضد التيار الوطني الحر وبعض الشخصيات المسيحية المستقلة. وقد عكست كلمة جعجع الأخيرة هذا التوجّه حين انتقد النواب المستقلين الذين يُشتّت صوتهم، معتبراً أن القوات تبقى الكتلة الأكثر تماسكاً وتنظيماً في البيئة المسيحية.

في المقابل، تواصل القوات التركيز على الجامعات والجيل الشاب لتعزيز حضورها داخل الفئة العمرية الجديدة التي تميل، وفق أرقامها، إلى "نَفَس معراب" أكثر من أي وقت مضى. أما في المقلب الآخر، فيسعى التيار الوطني الحر إلى استعادة المبادرة وكسر القيود التي فُرضت عليه منذ العام 2019، وما تبع ثورة 17 تشرين من اهتزاز صورته السياسية والشعبية. فبالنسبة إلى رئيسه جبران باسيل، معركة 2026 ليست مجرد انتخابات بل اختبار حقيقي لقدرته على إعادة تثبيت موقعه في المعادلة المسيحية والوطنية بعد مرحلة من الانكفاء القسري والتباعد مع عدد من الحلفاء التقليديين. وتشير أوساط متابعة إلى أن التيار يركّز في استراتيجيته على إعادة بناء شبكة التحالفات من خارج الإطار التقليدي، عبر الانفتاح على النواب والشخصيات المستقلة التي يمكن أن ترفده بأصوات إضافية على لوائحه، وخصوصاً في الدوائر المختلطة التي يحتاج فيها إلى تحالفات مدروسة لتأمين الحاصل الانتخابي. ويسعى باسيل إلى تقديم التيار بصورة مختلفة عن تلك التي ظهر بها خلال السنوات الماضية، عبر التركيز على خطاب الإصلاح ومحاربة الفساد واستعادة حقوق المسيحيين، في محاولة لتجديد الثقة مع قاعدته الشعبية. وفي الوقت نفسه، يراهن باسيل على استمرار التفاهم مع حزب الله في بعض الدوائر الحساسة، حيث يشكّل الحزب "بيضة القبان" القادرة على ترجيح الكفة لمصلحة التيار، رغم البرودة التي طبعت العلاقة بين الطرفين في الملفات الوطنية. ويعتقد مقربون من ميرنا الشالوحي أن الحزب لن يتخلى عن حليفه في الانتخابات، ولو جزئياً، في ظل حاجته إلى شريك مسيحي متماسك ضمن المعادلة السياسية الحالية. وبينما تشتدّ التحضيرات في معراب وميرنا الشالوحي، تبدو القوى الأخرى المسيحية المستقلة أمام تحدٍ صعب في مواجهة ماكينة حزبيّة منظمة على الجانبين، ما يجعل الساحة الانتخابية مقبلة على سباق محتدم بين مشروعين: الأول يريد تكريس زعامة القوات كقوة مسيحية أولى، والثاني يسعى إلى إعادة إحياء التيار الوطني الحر وإثبات حضوره

بعد سنوات من التراجع. وفي المحصّلة، تُرسم معالم المعركة المسيحية باكراً، على وقع اشتباك سياسي وإعلامي متصاعد يشي بأن انتخابات 2026 ستكون ساحة لتصفية الحسابات بين الزعامتين، أكثر منها مجرّد استحقاق انتخابي عادي.

انضم إلى قناتنا الإخبارية على واتساب

تابع آخر الأخبار والمستجدات العاجلة مباشرة عبر قناتنا الإخبارية على واتساب. كن أول من يعرف الأحداث المهمة.

انضم الآن
شاركنا رأيك في التعليقات
تابعونا على وسائل التواصل
Twitter Youtube WhatsApp Google News
انضم الى اخبار القناة الثالثة والعشرون عبر قناة اليوتيوب ...
اضغط هنا