ماذا لو تقدمت "الورقة البيضاء" على باقي المرشحين... ما مصير الانتخابات؟
في المفهوم العام الانتخابات هي الوسيلة الأساسية لتطبيق الديموقراطية، إذ يختار الشعب ممثليه في الحكم عبر التصويت الحر.
ولكن السؤال الذي قلّما يطرح هو ماذا لو كانت "الورقة البيضاء" هي الاوفر حظا في استحقاق فنالت اكثرية الاصوات؟! بمعنى ان المقترعين مارسوا حقهم في الانتخاب، لكن لا أحد من المرشحين يعبر عنهم وعن تطلعاتهم.
وتعرف الورقة البيضاء بانها: رفض الخيارات المطروحة، أو عدم القناعة بأي من المرشحين، أو الرغبة في القول إن العملية الانتخابية غير مقنعة أو غير عادلة.
وفي حال حصلت الورقة البيضاء على النسبة الأكبر من اصوات المقترعين، فهذا يعني ان الشعب فقد الثقة في الطبقة السياسية، كما ان شرعية الفائز تصبح ضعيفة أخلاقيًا وإن كانت قانونية، وبالتالي قد يؤدي ذلك إلى ضغط شعبي أو إعلامي لإصلاح النظام الانتخابي أو تجديد الطبقة السياسية.
اما في لبنان، فاشار مصدر قانوني الى انه وفق النظام الحالي إذا كانت الأوراق البيضاء أكثر من الأصوات التي نالها أي مرشح، الانتخابات تبقى صحيحة قانونيًا، اذ تُعتبر هذه الأوراق أوراقًا غير محتسبة لصالح أي مرشح، ويفوز المرشح الذي حصل على أكبر عدد من الأصوات الصحيحة حتى لو كانت أقل من عدد الأوراق البيضاء.
وبالتالي اوضح المصدر ان الورقة البيضاء في لبنان لا تُبطل الانتخابات، لكنها تُوجّه رسالة سياسية قوية بأن الناخبين غير راضين عن الخيارات المطروحة.
لكن المصدر عينه استطرد قائلا: على الرغم من ان الرسالة تكون قوية، لكن من المستبعد ان تأخذ بها السلطة الحاكمة، مذكرا بالانتخابات النيابية في العام 1992 حيث وُصف البرلمان وقتذاك بأنه غير متوازن طائفياً، لأن المقاطعة الواسعة جعلت التمثيل المسيحي الحقيقي (اي النواب المسيحيين المنتخبين باصوات الناخبين المسيحيين) ضعيفاً عددياً ومعنوياً، حيث البطريرك الماروني الراحل مار نصر الله بطرس صفير عبّر عن تحفظه الشديد على الظروف التي جرت فيها الانتخابات.
وعلى الرغم من ان ذاك المجلس كان يمثل وصاية سورية أكثر مما يمثل الإرادة الوطنية لان "ورقة بيضاء جماعية” اكدت ان طائفة بأكملها لا نعترف بشرعية هذه اللعبة السياسية كما تُدار"، الا ان المسار السياسي الذي رسم وقتذاك للبنان استمر الى ان تغيرت الظروف التي جعلت الوصاية السورية تتلاشى، حيث كان التحوّل الحقيقي بعد اغتيال الرئيس الشهيد رفيق الحريري واندلاع انتفاضة 14 آذار 2005، حيث عاد المسيحيون للمشاركة الفعلية في الانتخابات بعد عودة الرئيس ميشال عون من المنفى وخروج الدكتور سمير جعجع من السجن.
في المحصلة، ختم المصدر: الورقة البيضاء والمقاطعة وجهان لأزمة واحدة" فقدان الثقة بين الشعب والسلطة". لكن الفرق أن الورقة البيضاء تحاول إنقاذ النظام، بينما المقاطعة تحكم عليه بالفشل.
انضم إلى قناتنا الإخبارية على واتساب
تابع آخر الأخبار والمستجدات العاجلة مباشرة عبر قناتنا الإخبارية على واتساب. كن أول من يعرف الأحداث المهمة.
انضم الآنشاركنا رأيك في التعليقات | |||
تابعونا على وسائل التواصل | |||
Youtube | Google News |
---|