الصحافة

هل "هندس" ديرمر "مشهد" الشرع في موسكو خلال حرب لبنان؟!

Please Try Again
انضم الى اخبار القناة الثالثة والعشرون عبر خدمة واتساب...
اضغط هنا

شهدت المنطقة، منذ عملية "​طوفان الأقصى​" في السابع من تشرين الأول من العام 2023، مجموعة من التحولات الكبرى والمتسارعة، التي لم يكن معها من الممكن التوقف عند بعض المحطات، التي ينظر إليها على أساس أنها من التفاصيل البسيطة، لكن التدقيق بها يفتح الباب لطرح الكثير من علامات الإستفهام، حول ما إذا كانت مصيرية في المشهد العام.

إنطلاقاً من هذه المقدمة، ينبغي قراءة زيارة الرئيس السوري الإنتقالي ​أحمد الشرع​ (أبو محمد الجولاني) إلى موسكو، أول من أمس، في وقت كان لا يزال الغموض يكتنف الدور الروسي في سقوط ​النظام السابق​ برئاسة بشار الأسد، أو الثمن الذي حصلت عليه موسكو مقابل عدم التدخل العسكري الفاعل لمنع ذلك، لا سيما أن الشرع نفسه قد تحدث، قبل فترة قصيرة، عن تنسيق معها، قبل وصوله إلى دمشق.

في هذا الإطار، تشير مصادر متابعة، إلى أن العنوان الأبرز لهذه الزيارة كان إعلان الرئيس السوري الإنتقالي إلتزامه بالإتفاقات التي كانت قد وقعت مع روسيا في عهد النظام السابق، لا بل حتى طلب تعزيز حضورها العسكري في البلاد، تحت عنوان وقف ​الإعتداءات الإسرائيلية​، بعد أن كان ينظر إليها، من قبل القوى السورية المعارضة، على أساس أنها شريكة في الحرب ضدها، بسبب الدعم الذي قدمته إلى الأسد، مع العلم أن وجودها، في ظل النظام السابق، لم يمنع إعتداءات ​تل أبيب​.

بالنسبة إلى هذه المصادر، ما تقدم يعني أن الشرع قدم تعهدات جديدة، بالحفاظ على ​المصالح الروسية​ في سوريا، بعد أن كان فريقه قد بادر، قبل الزيارة، إلى تسريب معلومات عن أنه سيطالب بتسليم الرئيس السابق، الأمر الذي كان من المعروف مسبقاً أن موسكو لن توافق عليه، لا بل من المرجح أن ذلك لم يُطرح على طاولة المباحثات في الأصل، إلا أن الأساس يبقى أن روسيا حافظت على مصالحها، بغض النظر عن التغيير الذي حصل في السلطة في دمشق.

في هذا السياق، قد يكون من الضروري العودة إلى بعض المحطات الماضية، خصوصاً أن الجميع يدرك أن تل أبيب باتت هي اللاعب الأبرز في الساحة الإقليمية، إنطلاقاً من التوازنات الجديدة التي فرضتها بدعم من الولايات المتحدة، من أجل فهم مشهد زيارة الشرع إلى موسكو، لا سيما أن الكثير من التفاصيل المرتبطة بالمشهد السوري لا تزال غامضة، تحديداً بالنسبة إلى كيفية سقوط النظام السابق بسرعة قياسية.

هنا، تعود المصادر المتابعة إلى الزيارة التي قام بها وزير الشؤون الإستراتيجية الإسرائيلي رون ديرمر إلى موسكو، في شهر تشرين الثاني من العام الماضي، قبل زيارة أخرى قام بها إلى واشنطن، حيث كان عنوان الزيارتين السعي للتوصل إلى إتفاق لوقف إطلاق النار في لبنان، حيث تشير إلى أن الزيارة الأولى كانت قد ترافقت مع حديث إسرائيلي متكرر، عن دور من الممكن أن تلعبه روسيا في ضبط الحدود اللبنانية السورية، بهدف منع "​حزب الله​" من إعادة بناء قوته العسكرية بعد إنتهاء الحرب.

في ذلك الوقت، تذكر المصادر نفسها، طُرحت الكثير من الأسئلة حول ما يمكن أن تقدمه موسكو في هذا المجال، في ظل الحضور الإيراني في سوريا، لكن رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتانياهو إختار لحظة الإعلان عن وقف إطلاق النار مع لبنان، لتوجيه رسالة إلى الأسد، مفادها: "أنت تلعب بالنار"، قبل أن تشتد العمليات العسكرية التي كانت تقوم بها قوى المعارضة، على وقع حالة من التفرج الروسي، وصولاً إلى تأكيداته المتكررة أن تل أبيب هي من أسقطت النظام السابق.

في المحصلة، ترى هذه المصادر أن مشهد الشرع في موسكو، لا سيما ما تضمنه من تأكيد على ضمان مصالح روسيا في سوريا، بالإضافة إلى ما تعلنه تل أبيب عن دورها في إسقاط النظام السابق، يدفع إلى طرح الكثير من علامات الإستفهام، حول ما إذا كان ديرمر نفسه قد مهد الأرضية لذلك، بالشكل الذي يضمن مصالح روسيا وإسرائيل معاً.

ماهر الخطيب -النشرة

انضم إلى قناتنا الإخبارية على واتساب

تابع آخر الأخبار والمستجدات العاجلة مباشرة عبر قناتنا الإخبارية على واتساب. كن أول من يعرف الأحداث المهمة.

انضم الآن
شاركنا رأيك في التعليقات
تابعونا على وسائل التواصل
Twitter Youtube WhatsApp Google News
انضم الى اخبار القناة الثالثة والعشرون عبر قناة اليوتيوب ...
اضغط هنا