الصحافة

أيتام "الممانعة" ورياح السلام

Please Try Again
انضم الى اخبار القناة الثالثة والعشرون عبر خدمة واتساب...
اضغط هنا

لا صوت يعلو فوق صوت السلام الذي يحتل مساحة المشهد الإقليمي بعد تسجيل إسرائيل أهدافها الدموية، إن في غزة أو في جنوب لبنان، أو في سوريا ما بعد النظام الأسدي، وصولًا إلى إيران.

صحيح أن المرحلة الجديدة لا تزال ملتبسة بين مزيد من الوحشية الإسرائيلية وبين التسويات. وفي الاحتمالين لا بد من حسابات دقيقة لمعطيات الربح والخسارة. والأهم، لا بد من الإقرار بالعجز عن مواجهة إسرائيل عسكريًا. وذلك للحد من الخسائر والبحث عن الوسائل الممكنة للمواجهة، والأهم الأهم هو الإقرار بأن العدو ليس وحده المسؤول عما وصلنا إليه ليس فقط في لبنان، ولكن في الدول التي ترفع راية «المقاومة»، حيث التحديث ممنوع، والتخلف والفساد والتطرف والصراعات الداخلية، وتغليب النزاعات الطائفية على المواطنة، وصولًا إلى الاقتتال والاغتيالات بغية الاستيلاء على السلطة وبسط النفوذ لمصلحة رأس المحور الإيراني على حساب الوطن.

وانطلاقًا من هذه الحسابات، التقط الرئيس جوزاف عون اللحظة واعتبر «أن مسار التفاوض الذي نراه في المنطقة يجب ألا نعاكسه. وقد سبق للبنان أن تفاوض مع إسرائيل برعاية الولايات المتحدة والأمم المتحدة، ما أسفر عن اتفاق ترسيم الحدود البحرية»، مشددًا على «ضرورة الوصول إلى وقت تلتزم فيه إسرائيل بوقف العمليات العسكرية ضد لبنان، كي يبدأ مسار التفاوض». وفي حين يحاول ضبط التوازن بين عملية نزع سلاح «حزب الله» باللين والحسنى على صعوبة الأمر، يخاطب المجتمع الدولي بما يجب حتى لا يبقى لبنان خارج التسويات الحالية.

بالطبع خضع كلام الرئيس إلى تأويلات متناقضة تلبي أهواء أصحابها، ففي حين رأي فيه «السياديون» أنه الوسيلة الوحيدة لإرغام «حزب الله» على نزع سلاحه، رأى «الحزب» أن التفاوض رهن بالانسحاب الإسرائيلي قبل طرح مسألة نزع السلاح، وقرنه بشرط إعادة الإعمار وعودة النازحين.

وفي حين يمكن تفسير موقف كل من الفريقين بسعيهما إلى تعزيز حضورهما السياسي ونفوذهما في تركيبة السلطة، إلا أن المصلحة العامة تتطلب منهما الوقوف خلف الدولة فقط، نظرًا لحساسية المرحلة، وليس تغليب المصلحة الخاصة لكل منهما.

وفي حين يمكن لعون ومعه رئيس الحكومة، السير بين ألغام المصالح الخاصة بالحكمة والسياسة، لا بد من الإشارة إلى فريق أيتام الممانعة الذين سيخسرون مصدر رزقهم ويقفلون مراكز الأبحاث الوهمية التي يتلطون خلفها، ولا تضم سواهم كونها هوية مزورة تتيح لهم الإطلالات التلفزيونية ليروجوا لمموليهم. بالتأكيد، هؤلاء سيصبحون عاطلين عن العمل، إذا ما نجحت الدولة اللبنانية في التفاوض والوصول إلى تسوية تفتح صفحة جديدة من تاريخ هذا البلد، بعد انحسار الاحتلالات والتحرر من القبضة الإيرانية.

لذا ليس مستغربًا هذا الحماس الذي يبديه أيتام الممانعة لمواجهة رياح السلام، لأن هذه الرياح ستكنسهم... ما لم ينقلوا البندقية من كتف إلى كتف ويبحثون عن ممول جديد.

سناء الجاك -نداء الوطن

انضم إلى قناتنا الإخبارية على واتساب

تابع آخر الأخبار والمستجدات العاجلة مباشرة عبر قناتنا الإخبارية على واتساب. كن أول من يعرف الأحداث المهمة.

انضم الآن
شاركنا رأيك في التعليقات
تابعونا على وسائل التواصل
Twitter Youtube WhatsApp Google News
انضم الى اخبار القناة الثالثة والعشرون عبر قناة اليوتيوب ...
اضغط هنا