الصحافة

ما سرّ التّصعيد ضدّ لبنان بعد كل اجتماع للجنة الجنرالات الخمسة؟

Please Try Again
انضم الى اخبار القناة الثالثة والعشرون عبر خدمة واتساب...
اضغط هنا

حملتُ سؤالاً واحداً إلى أكثر من وزير في الحكومة اللبنانية، علّني أقدم لنفسي ولقّراء مقالاتي جواباً مقنعاً عن ظاهرة "غريبة"!

الظاهرة "الغريبة" تتجسد في إقدام الجيش الإسرائيلي، بعد كل اجتماع تعقده اللجنة الخماسية المكلفة تنفيذ تفاهم وقف الأعمال العدائية بين لبنان وإسرائيل (الميكانيزم)، على شن غارات عنيفة على البقاع والجنوب، تماماً كما حصل يوم الخميس، بعد اجتماع عقدته الميكانيزم يوم أول من أمس، الأربعاء.

ولا تكتمل "الظاهرة الغريبة" هنا، بل تجد تتمتها الجوهرية في أنّ النتائج الميدانية تأتي عكس الموعود لبنانياً، إذ تسبق اجتماع الميكانيزم وتلحقه معلومات تفيد بأنّ ممثلي قيادة الجيش الذين يجتمعون مع جنرالات أميركيين وفرنسيين وإسرائيليين و"يونيفيليين"، يحملون شكاوى لبنان من خرق إسرائيل المتمادي لتفاهم وقف الأعمال العدائية، ويصرون على معالجتها ووضع حد فوري لها!

السؤال الذي حملتُه إذاً، إلى عدد من الوزراء في الحكومة الحالية، هو الآتي: ماذا يقول الجنرالات الأميركيون والفرنسيون حيال ما تفعله إسرائيل؟ وكيف يبرر ممثلو الجيش الإسرائيلي أفعالهم؟

الجواب الذي يمكن استخلاصه من تقاطع أجوبة الوزراء اللبنانيين يبدو معقداً وبسيطاً في آن، وهذه خلاصته!

يفيد هؤلاء بأنّ الفهم الإسرائيلي الذي يحظى بموافقة أميركية لتفاهم وقف الأعمال العدائية، مختلف تماماً عن الفهم اللبناني المعلن. بالنسبة للإسرائيليين - وهم طرف في التفاهم - كما للأميركيون - وهم رعاة هذا التفاهم - تملك إسرائيل حق منع "حزب الله" من إعادة تجميع قواه، إذا عجزت الدولة اللبنانية عن ذلك، لأنّ التفاهم يقوم على معادلة نزع سلاح "حزب الله" أينما وجد وتفكيك بناه التحتية أينما كانت وتدمير منشآت صناعة الأسلحة أو تجميعها في أي بقعة من لبنان، والحيلولة دون عودة الحزب ليس إلى الحافة الحدودية الأمامية فحسب، بل إلى أي منطقة يمكن أن تشكل خطراً على سكان شمال إسرائيل، أيضاً.

ويضيف هؤلاء: المنطق الإسرائيلي - الأميركي يغطي ما يقدم عليه الجيش الإسرائيلي، ما دام يستهدف ما لا يستهدفه الجيش اللبناني.

والجيش اللبناني أعلن عن احتواء سلاح "حزب الله" خارج جنوب نهر الليطاني، لكنه يمتنع، حتى انتهاء عمله في جنوب نهر الليطاني، عن المسّ بهذا السلاح. وهذا ما لن تقبل به لا إسرائيل ولا الولايات المتحدة الأميركية.

وفي كل اجتماع للميكانيزم، وعندما يتأكد الإسرائيليون والأميركيون من ثبات الجيش اللبناني على موقفه، يستهدف الجيش الإسرائيلي مواقع سبق أن أدرجها في "بنك الأهداف" أو لاحظ تحركات "محظورة" فيها!

ولكن، في هذه الحالة، لماذا يكون هناك استهداف لمنشآت مدنية؟

لأنّه، وفق الإسرائيليين، هذه منشآت يستخدمها "حزب الله" حتى يكون هو المتحكم بعودة السكان الموالين له وإعادة إعمار ما تهدم، وبالتالي، فهو من خلال العمل المدني، يعود إلى حيث يفترض به إلغاء وجوده، ولا سيما بعدما بيّنت الحرب الأخيرة أنّ منصات صواريخ ومخازن أسلحة وطاقات أنفاق كانت موجودة كلها في الطوابق السفلية لمنازل المدنيين الموالين للحزب.

ووفق الإسرائيليين والأميركيين، فإنّ أيّ تحرك مدني، في جنوب لبنان، لا يكون متسقاً مع خطة واضحة وشفافة تضعها الحكومة اللبنانية لإعادة الإعمار، هو هدف عسكري.

في هذه الحالة، ماذا يفعل الفرنسيون؟

في المطلق يشاطرون الأميركيين والإسرائيليين تفسيرهم لتفاهم وقف العمليات العدائية، ولكنهم يضغطون لإعطاء المهلة الكافية للحكومة اللبنانية، حتى تعيد تجميع نفسها وقواها، بحيث تصبح قادرة على ترجمة نياتها الحسنة!

وبناءً عليه، تعطي إسرائيل بضغط أميركي-فرنسي لبنان مهلة حتى بداية السنة الجديدة، لإنجاز وعدها بنزع سلاح "حزب الله"، وإلّا فإنّها سوف تتحرك بقوة لحسم الوضع ولتفرض بنفسها ما تعجز عنه السلطة اللبنانية. لكن حينها سوف يتحسر لبنان كثيراً على مكاسب القرار 1701!

ووفق إسرائيل، فإنّ هذا الوعيد هو جزء لا يتجزأ من ورقة الضمانات الأميركية التي تلقتها، قبل أن توافق حكومتها على تفاهم وقف العمليات العدائية!

فارس خشان- النهار

انضم إلى قناتنا الإخبارية على واتساب

تابع آخر الأخبار والمستجدات العاجلة مباشرة عبر قناتنا الإخبارية على واتساب. كن أول من يعرف الأحداث المهمة.

انضم الآن
شاركنا رأيك في التعليقات
تابعونا على وسائل التواصل
Twitter Youtube WhatsApp Google News
انضم الى اخبار القناة الثالثة والعشرون عبر قناة اليوتيوب ...
اضغط هنا